المقالات

ليس في العراق سرير واحد

1838 01:36:00 2009-12-14

عباس العزاوي

قبل ايام غادرتنا الى جوار ربها سيدة طاعنة في السن تجاوزت عامها السبعين او اكثر بقليل غادرتنا بعد عذابات طويله رافقتها وولداها الناجيان من قوانين جمهورية الرصاص عذابات استغرقت ثلاثة عقود من القهر والحسرة والالم لقد امتهنت هذه المرأة العراقية الجنوبيه الحزن والدموع ولم يغادرها السواد حتى وافاها الاجل في اول ايام عيد الاضحى وان كانت تُبدي لنا صلابة كبيرة كنا ننحني امامها باحترام ونستنكرها حيانا اخرى لانها لم تعد هذه الصفات مألوفة في وقتنا الراهن كانت تردد وباستمرار على مصير اولادها الثلاثة المعدومين بزمن النظام الهالك باللهجه العاميه ((همه رادوها وطلبو الشهادة..... هنيالهم)).وبقيت صابرة وواقفه كالجبل الشامخ وكانها اسعد الناس على وجه البسيطه الا في خلواتها طبعا فان للام حديث اخر لايفقهه الاخرون ونحيب يستنزف الدموع عنوة من سامعيه. وقد سمعت انهاعند سماعها بسقوط القائد الجرذ بيد القوات الامريكيه ردت بكل عفوية وطيبة اهلنا في مدينة الثورة وبلهجتها الجنوبية العذبه ((( شتريدون منه خليه ايروح لوليداته... خطيه ))) بعد كل هذا كان ردها جميلاً ولطيفاً ويحمل من الانسانيه الشئ الكثير.....غادرتنا وهي لاتعرف ان العراق الجديد كان يجب ان يكرمها وآلاف العجائز العراقية المظلومة وان لها حقوق كبيرة في اعناقنا جميعا والعراق... رحلت عنا بعد ان عجز العراق بامواله وملياراته ونفطه وخيراته ان يوفر لها سرير واحد في احد مستشفيات بغداد او حتى في مدينة الثورة........ اليس غريبا ان يقول الطبيب المعالج لولدها ليس لدينا سرير لامك خذها تموت في مكان اخر .... اليس هناك سرير واحد يأوي هذا الجسد النحيل والمنحني من ثقل السنين..؟. اليس غريبا ان تفقد ابنائها فداء لوطنِ يعجز عن احتمالها بضعة ايام.وهذا مايدعونا نتحسر من الالم مما يجري في العراق وكيف يبقى الفقراء جياعاَ ويبقى الايتام مشردين في بلاد النفط والخيرات يبحثون في النفايات عن فتات الخبز وتعجز مستشفياتنا عن احتضان امهات الشهداء والمناضلين.ان هذه المرأة الصالحه ماهي الا واحدة من مئات العراقيات المظلومات اللواتي لم ينصفهم العراق.....لك كل الدموع ياأمنا الحبيبة وليرحمك الله برحمته

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2009-12-19
لان قتلت ودمرت وزهقت الروح الزكية؟؟؟! الناس مخبوصة كيف تصل وكيف تملء الجيوب ؟!انعدام القانون ؟!البلد كله رشاوي ومافيات ؟؟!لذالك سحقت الطبقة الخيره والضعيفة ؟ لوهناك من له قليلا" من الحياء ماكان حال الفقراء والايتام هكذا!!طاقم الحكومة مخبوصة بستثمارتهم!!وتهريب الاموال خارج العراق وشراء العقارات والبزنس باسماء اقاربهم واصداقهم ؟؟!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك