قلم : سامي جواد كاظم
السياسة هذه الكلمة التي اصبحت صاحبة الحظ الاوفر بين كلماتنا التي نتفوه بها وبمختلف الشرائح وفي أي مكان ما عادت تفارق حديثنا والكل يدلي براية بعيدا عن صحته او خطأه ، ولان السياسة اليوم في غالبها وجه من وجوه النفاق فان غالبا ما يؤدي الحديث عنها الى اختلاف وجهات النظر وقد تؤدي الى التناحر وحتى الى الارهاب بالنسبة للذين يتبؤون مراكز سلطوية .واحدى المجالات التي تلفت الانتباه بخصوص الحديث عن السياسة هي خطبة الجمعة السياسية والتي تتناقلها كل وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وعلى مختلف الاتجاهات الداخلية والخارجية مع التاويل والاستنتاج منها والبعض منهم ينقلها نصا والبعض الاخر موجزا وليس ببعيد عليكم ما تخلفه من ردود افعال لدى الشارع العراقي وخصوصا اذا انتقد الخطيب اسماء او احزاب او فضح اسرار حتى وان بقاها ضد مجهول فالتاويل حاضر كل يميل مع ليلاه .ولكن هل تعلمون ماذا لفت انتباهي من هذا الموضوع ؟ لقد لفت انتباهي وكما هو المعلوم لديكم ان في صلاة الجمعة خطبتين دينية وسياسية وان هذه الوسائل الاعلامية كلها تؤكد على السياسية ولا تتطرق بتاتا للدينية او الاخلاقية ولا اعلم لماذا تجاهلها في حين اننا من خلالها نستطيع التلميح او حتى الاشارة الى ما نريد ان ننتقده في السياسية او حتى ذكر حلول لمشاكل البلد .الانسان اما حاكم او محكوم والمشكلة بينهما وكل يدعي حقه ، فهل خلت احاديث المعصومين عليهم السلام من نصائح وعبر تنهض بالفكر الثقافي والمستوى الاخلاقي للحاكم والمحكوم حتى تهيء ارضية مشتركة بينهما تؤدي الى التكاتف وسد الثغرات التي يلج منها الارهاب ؟ هنا امام اربع احتمالات لعدم تطرق الاعلام الى الخطبة الدينية ، الاول اننا على مستوى عال من الاخلاق لدرجة لا نستفاد من الخطبة الدينية ، وهذا محال طبقا لواقع الحال وما آل اليه الحال ، الثاني ان الخطبة الدينية ليست بالمستوى المطلوب لدرجة انها تنمي الثقافة الخلقية والدينية للمواطن ، وهذا مستبعد لان غالبية الخطباء هم من الاكفاء ، ثالثا اننا على مستوى من الاخلاق يجعلنا نرفض الاستماع الى الخطبة الدينية ولا نريد اصلا سماع كل ما له صلة بالدين الاسلامي وهذا مسعى بعض وسائل الاعلام في بقاء مستوانا المتواضع على ما هو عليه وتجنب الحديث عن الخطبة الدينية ، وهذا مستبعد لاننا تربينا وسط اجواء اسلامية ايمانية خلقية لا يمكن لنا ان نرفض الاسلام ونسير الى الحضيض ، والامر الرابع وهو الراجح عندي هو عدم المبالاة بالخطبة واننا اذا ما اردنا التعرف على الاخلاق الاسلامية نقرأ كتاب بخصوص ذلك واهتمام الاعلام بالسياسية دون الاخلاقية شجع على عدم المبالاة .لو استطاع الخطيب التركيز في الخطبة الاخلاقية على الجوانب التي باتت شبه مفقودة في اخلاق الحاكم والمحكوم فانها ستعود بالنفع علينا اكثر من السياسية وعلى وسائل الاعلام الالتفات الى الخطباء الاكفاء الذين يتطرقون الى واقعنا الاخلاقي من خلال روايات اهل البيت عليهم السلام افضل من تكثيف الاعلام على بعض خطباء المنابر التي تكون مؤهلاتهم متواضعة بهذا الخصوص .فالحديث الاسلامي الذي ياتي من صلب الواقع وتطابق احداث الرواية بالامس مع اليوم فانها تؤدي الى شد انتباه المعني بهذه الرواية او تلك واما اذا بقينا على هذا الحال والالتفات الى السياسية والتي اغلبها لم تاتي بنتائج ايجابية للمواطن سوى استقرائها من قبل الاعلاميين ومعرفة كوامن من يتبع الخطيب اليه لغرض كتابة التحليلات وحتى الافتراءات فانها لا تنفعنا ابدأ بالرغم من انها تاخذ الحيز الاكثر من نقاشاتنا مع الاخرين .
https://telegram.me/buratha