احمد عبد الرحمن
تعبر النقاط المحورية التي طرحها رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي سماحة السيد عمار الحكيم لملامح الاستراتيجية الوطنية العراقية للمرحلة والمراحل المقبلة، عن رؤية عميقة وصائبة للواقع العراقي، ولما هو مطلوب عمله للانتقال بالبلاد الى مستويات متقدمة في الجوانب السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.ومن بين النقاط المحورية التي اشار اليها وتناولها السيد رئيس المجلس الاعلى:-بناء الدولة العصرية الحديثة والمتطورة.-اتخاذ الخطوات العملية من خلال الدستور كونه المرجعية القانونية لكل امة.-تعزيز الهوية الوطنية والابتعاد عن النعرات الطائفية.-تحقيق الشراكة الحقيقية في ادارة البلاد.-توطيد السلم الاهلي وتعزيز خطوات الحوار الوطني بين العراقيين.-الوقوف بوجه كل الوان الفساد الاداري والمالي واستغلال السلطة.-ضرورة التركيز على التنمية البشرية والنهضة العلمية في الجامعات.-تعزيز الانفتاح الاقليمي والدولي.ولاشك ان بلدا مثل العراق، انتقل من حقبة طويلة من الاستبداد والتسلط والقهر والحرمان، والسياسات والمنهجيات الخاطئة، بل قل الكارثية، على كل الاصعدة والمستويات، الى عهد جديد، العنوان الابرز والاشمل فيه هو النظام الديمقراطي التعددي، يحتاج في اطار عملية الانتقال هذه الى جهود جبارة لاستثمار كل الطاقات والامكانيات والكفاءات والقدرات والفرص في اطار مشروع البناء الشامل بكل عناوينه واشكاله.ولايمكن لذلك كله ان يتحقق مشروع البناء الشامل، وان يترجم على ارض الواقع بصورة صحيحة ووفق اسس ومعايير وضوابط وسياقات علمية وعملية من دون وضع الخطط والمشاريع والتصورات الاستراتيجية الملائمة، التي تنطلق من طبيعة المشكلات والازمات القائمة، ومن واقع معاناة وحاجيات ومتطلبات وهموم ابناء الشعب، وعلى ضوء الاولويات.كل الشعوب والامم والمجتمعات التي تعرضت لكوارث ونكبات وازمات كبرى من قبيل الحروب، وتسلط الانظمة الاستبدادية الديكتاتورية عليها لفترات طويلة، ماكان لها ان تنهض وقف على قدميها، وتنطلق الى افاق رحبة في فضاءات التقدم والتطور والنمو والازدهار، لولا وجود العقول المفكرة والمبدعة، والاستراتيجيات الصحيحة، والنوايا والتوجهات الجادة والمخلصة والصادقة.والاستراتيجية الوطنية العراقية التي طرح اطرها وخطوطها العامة سماحة السيد الحكيم، في الوقت الذي تعبر فيه عن رؤية عميقة وصائبة كما اسلفنا، فأنها تعكس حقيقة الهم الوطني والحرص على حاضر ومستقبل البلاد من قبل تيار شهيد المحراب(قدس سره) وقياداته السياسية، ذلك الهم والحرص، الذي لايمكن بدونه ان تعود الروح لعراقنا العزيز.
https://telegram.me/buratha