احمد عبد الرحمن
-------------------------- تتداول بعض وسائل الاعلام حاليا تقارير عن جهود وتحركات من جهات دولية واقليمية لاعادة تأهيل حزب البعث الصدامي وتسويقه من جديد، في سياق اجندات ومشاريع واهداف تتقاطع تماما مع تطلعات وطموحات ابناء الشعب العراقي. ولم تعد الكثير من تلك الاجندات والمشاريع والاهداف خافية على معظم-ان لم يكن جميع-العراقيين.ان مجرد طرح فكرة اعادة تأهيل حزب البعث الصدامي تحت يافطة المصالحة الوطنية او اية يافطة اخرى وتسويقها بهذه الطريقة او تلك، يعني التمهيد والتهيئة لعودة عهد الظلم والاستبداد والديكتاتورية والتسلط، وعودة عهد الحروب العبثية والمقابر الجماعية والانفال والاسلحة الكيمياوية، وعودة حكم الحزب الواحد بمنهج "دولة المنظمة السرية" وبأساليب بوليسية استخباراتية تخالف كل مباديء حقوق الانسان والقوانين الدولية المتعارف عليها والمعمول بها في اغلب المجتمعات المعاصرة والانظمة السياسية القائمة. ليس بأمكان العراقيين ان يتقبلوا فكرة التعايش مع حزب قمعي استبدادي اذاقهم ماسي وويلات لانظير لها في تأريخ الشعوب والمجتمعات.. حزب تسلط على رقابهم طيلة ثلاثة عقود ونصف من الزمن ، واعادهم عقودا طويلة الى الوراء، ولم يخلف بعد تلك المسيرة الطويلة سوى الخراب والدمار والتخلف والفقر والجهل والحرمان.وليس بأمكان العراقيين ان يتعايشوا بعد ان تنعموا بأجواء الحرية والانفتاح والديمقراطية، رغم ما اعترتها وشابتها من سلبيات واخطاء، ليس بأمكانهم ان يتعايشوا مع منظومة سلطوية حزبية كانت اولوياتها القتل والتخريب والتدمير على كل الاصعدة والمستويات، وفي كل الاتجاهات.كيف للملايين ان تتقبل فكرة اعادة حزب البعث الصدامي، ومشاهد المقابر الجماعية وحروب الثمانينات والتسعينات والانفال وغيرها من الجرائم البشعة والمروعة مازالت ماثلة وشاخصة في مخيلتها، ناهيك عن ما فعله هذا الحزب بعد الاطاحة بالنظام المقبور في عام 2003، حينما تحالف مع التكفيريين وكل اعداء العراق والعراقيين وراح يوغل في الناس الابرياء قتلا وفي البلاد تدميرا بأبشع الصور والوسائل.وليس العراقيين فحسب من اكتووا بنيران وحماقات والاساليب الدموية الارهابية لذلك الحزب، بل الدول المجاروة وشعوبها ايضا، وهذه الشعوب والدول لاتستطيع هي ايضا ان تنسى او تتناسى مافعله نظام حزب البعث الصدامي ضدها، وكيف انتهكت حرماتها والحق الدمار والخرب بها.ان كل ذلك وغيره الكثير يكفي لان يقول العراقيون ومعهم كل دعاة الانسانية والحرية والديمقراطية في العالم لا لعودة البعث الصدامي، ولا لاعادة تأهيله وتسويقه من جديد.
https://telegram.me/buratha