بقلم . شاكر حسن
عندما يتم تعيين شخص ما موظف في احدى دوائر الدولة لقاء اجر شهري معين وفق قانون الخدمة المدنية , فهذا يعني ان هذا الشخص اصبح خادم للمراجع او للمواطن بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى . وهذا يعني بدوره ان المراجع او المواطن هو السيد ويجب على الموظف بكل طاقتة ان يعمل على خدمته وارضائه بكل وسيلة , لأن هذا السيد هو صاحب الفضل الاول في حصوله على الراتب الشهري الذي يسد به حاجته وحاجة عائلته من المأكل والملبس والسكن .
ان الراتب الذي يحصل عليه الموظف لقاء الخدمة التي يؤديها الى اسياده , وهم المواطنيين , تأتي عن طريق الضرائب والرسوم التي يدفعها المواطنون للدولة والتي بدورها تدفع له هذا الراتب .وكذلك تأتي من حصة كل مواطن من الموارد الطبيعية الموجودة في البلاد , والتي يزخر بها العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه .
ففي الدول المتقدمة يكون الموظف في غاية الادب والاخلاق مع المراجعيين ويحاول ان ينجز معاملته بأسرع وقت ممكن وفي غاية الدقة . وعلاوة على ذلك يكون الموظف او الموظفة في غاية النظافة والاناقة امام المراجعين والابتسامة لاتفارق وجهه . ويكون في كل دائرة صندوق للشكاوي وصندوق اخر للمقترحات لتسهيل معاملات المراجعين. وطبعا ينظر الى هذه الشكاوى والمقترحات بغاية الجدية والاهتمام من قبل المسؤولين .
الا انه ومع الاسف الشديد نلاحظ في العراق , وطبعا في الدول المتخلفة , ان المواطن او المراجع هو الخادم والمهان والمعذب , والموظف هو السيد والآمر والناهي , وبدون حسيب او رقيب لا من الدولة ولا من ضميره او دينه او شرفه . ومع احترامي وتقديري الشديد لأصحاب الشرف والاخلاق والضمير من الموظفين النجباء , وهم ومع الاسف قلة قليلة , الا ان اغلب الموظفين عندنا , واقولها بكل مرارة وألم , عديمي الضمير والاخلاق والرحمة . حيث ان البعض منهم سادي , فتراه يتلذذ عندما يرى المواطن او المراجع يتألم ويتعذب ويهان.
من صفات الانسان الغبي والجاهل هو انه يضر نفسه ويضر الاخرين , ومن صفات الانسان الذكي هو انه ينفع نفسه وينفع الاخرين . فكما قال احد المفكرين: ان الانسان بطبعه اناني ويعمل دائما على جلب السعادة وراحة البال لنفسه . الا انه يوجد نوعين من الانانيين . النوع الاول : وهم الانانيون الاغبياء الذين يتصورون ان السعادة وراحة البال تأتي عن طريق الاخذ. اما النوع الثاني وهم الانانيون الاذكياء فهم الذين يعرفوا تماما ان السعادة وراحة البال لا تأتي الا بالعطاء . فكلما زاد الانسان من عطائه وحبه وأحترامه لأخوانه في الوطن والانسانية , ازدادت سعادته وارتاح باله .
المقترحات : لغرض نشر ثقافة ان الموظف هو خادم للمواطن اوالمراجع . والتقليل ما امكن من معانات المراجعين في دوائر الدولة , نقترح مايلي :
1 - تطهير دوائر الدولة من جميع اعداء النظام الديمقراطي الجديد , من اتباع النظام السابق , والمرتشيين والفاسدين والغير الكفوؤين وخاصة في الدوائر التي لها مساس مباشر مع المواطنيين .
2 - تشكيل هيئة عليا مستقلة من التكنوقراط من اصحاب الشهادات العليا والضمائر الحية واجبها الاشراف المباشرعلى جميع موظفي دوائر الدولة ومراقبة اعمالهم وكيفية تعاملهم مع المواطنين وتقديم كافة الاقترحات لتسهيل امور المراجعين وانجاز معاملتهم بأسرع وانجع الطرق الممكنة .تقوم هذه الهيئة بزيارة الدول المتقدمة للأطلاع على الطرق الحديثة والانسانية المتبعة في هذة الدول , وتطبيق هذه الاساليب والطرق الحديثة في العراق بقدر الامكان وحسب الامكانيات المتوفرة وهي موجودة والحمد لله .
تكون هذه الهيئة غير تابعة لأي حزب او حكومة معينة , وهي هيئة وطنية علمية مستقلة لا يتأثر وجودها بتغير الحكومات .
3 - الغاء جميع القاب موظفي دوائر الدولة والاكتفاء بألاسم الثنائي او الثلاثي اثناء عمل الموظف في احد دوائر الدولة .
حيث ان ذلك يساعد كثيرا على القضاء على , او التقليل من التعصب او الانحياز الطائفي والعنصري والمناطقي لبعض ضعاف النفوس من الموظفين الاغبياء , وهم منتشرون بكثرة في العراق الجريح .
https://telegram.me/buratha