المقالات

البعث لم ولن يصبح من الماضي

1155 21:46:00 2009-12-12

جمعة العطواني

لا اتصور ان احدا ممن اكتوى بنار البعث، او تلوت على ضهره قابلوات الجلادين، او انتهكت عرضه امام ناظريه، او وضعت ابنته في كيس مع القطط المتوحشة، او ذابت اوصال والديه في التيزاب امام عينيه، او قطع لسانه لانه شتم الطاغية، او قطعت اذنه لرفضة الخدمة في جيش الظالمين، او فقد شقيقه او صديقه العزيز، او او او او .اقول لا يمكن تصور كل ذلك يجري امام عينيه ولعقود طويلة قضت على زهرة شبابه ويقول ان البعث اصبح من الماضي .نعم الذي يستطيع ان يعد البعث اصبح كذلك اولئلك الذين لم يتعرضوا الى شيء مما ذكرنا، او كانو يعيشون ضمن منظومة االبعث ويتفياون بفيئه وبعد سقوط النظام استفادوا من ( الفوضى الخلاقة ) ليصبحوا فيما بعد قادة وسادة في ظل الفوضى التي تعطي للبعض الفرصة ان يتسلق على رقاب الناس، وفي ظل الثورة التي ( تاكل ابناءها البرره )، وهذا النموذج يؤرقه استحضار الماضي خشية ان يعاد النظر به وبامثاله .هذا النموذج لايرى في استحضار الماضي مبررا ، بل يرى ان ذكر الماضي ماهو الا اجترار لا طائلة من ورائه .لكن اولئك الذين لازالوا يشعرون ان الماضي وماجرى فيه لابد ان يكون حاضرا بكل تجلياته المريرة، وآهاته الشجية، وزفراته الساخنة ،وآلامه المبرحة كي لايندثر هذا التاريخ الاسود كما اندثر تاريخ العديد من الطغاة والمستبدين ، بل تحولوا الى اولياء وصالحين وفاتحين ومحررين .هذا هو حال الاجيال التي لا يكون الماضي حاضرا في حركة مجتمعاتهم، لهذا تتكرر الطغاة ويعود الجلادون باسماء واوصاف اخرى وتعاد الماساة من جديد .ان مايحصل في العراق كان من احدى اسبابه نسيان الماضي او تناسيه، ومن اسبابه الاخرى وصول البعض الذين لم يتحسسوا بالام ابناء الشعب في معاناته ، نعم قد يسمعوا او يقراوا عن تلك الآلآم لذلك تجد شعار ( عفى الله عما سلف حاضرا في مخيلتهم )، ومن يريد ان يعرف مدى صحة هذا الكلام ما عليه الا ان يجول في بصيرته عن اسماء وهويات اولئلك الذين يحملون هذا الشعار، وينظر في ماضيهم وحاضرهم ليجد ما ذكرناه جليا واضحا .اما الذين قضوا ريعان شبابهم في قعر السجون ودهاليز الاقبية المظلمة فان مجرد سماعهم لهكذا شعارات يلعنون قائلها وقائدها وراكبها .لابد من التاكيد ان القفز على التاريخ او الاستخفاف بجرائمه يعد جريمة لا تقل عن جرائم الطغاة، لان ذلك من شانه ان يكون مدعاة لمزيد من انتهاكات حقوق وكرامة الانسان ، وان حملة هذا المشروع لايقولن ذلك لنسيان الماضي فحسب ، بل انهم يحملون نفس المشروع الظلامي ولكن بوجه اخر، وان حنق الناس وكراهيتهم من ذلك المشروع يمنعهم من التصريح او التلويح به، لكن سياسة التهدأة والتبسيط والتسطيح والتدرج في العودة هو الحل الامثل لاولئك من اجل العودة الى الماضي الاسود .لذلك نجد حملة هذا المشروع بدأوا بالقول ( ان البعث اصبح من الماضي ويجب طي صفحته )او القول بعدم تسييس موضوعة البعث وان القضاء وحده الكفيل بذلك _علما ان اغلب المجرمين لم يتركوا اثرا لجريمتهم - او ان اتهام البعث في اي جريمة تحصل يعدها هؤلاء انها غير صحيحة وانما تستخدم للاستهلاك المحلي .ولم يقف اصحاب( العودة) عند اعادة الجلادين الى مناصبهم التي كانوا فيها ، بل لابد من احتساب سنوات الجريمة وسنوات القتل وسنوات المحنة التي وضعوا الشعب فيها لا بد ان تحتسب لهم خدمة وبامتياز ، بل وتعدوا ذلك الى ان من كان يعارض ذلك النظام ما هو الا ماجور او عميل لانه ساعد على اسقاط نظام السلطة، ومن يراجع ارشيف تصريحات حملة هذا المشروع لايمكن ان يجد كلمة تدغدغ مشاعر المحرومين من ابناء شعبنا (ابناء المقابر الجماعية والانفال وحلبجة)، وحتى عندما تواجههم بهذا الجرائم فان افضل مايقوله اذا لم ينف صحة هذه الجرائم يقول( ان مايحصل اليوم في العراق لايقل عن تلك الجرائم)، وقد تغافل صاحب هذا القول ان ما يجري من مسلسل الدم في العراق تمتد جذور الجريمة فيه الى تلك السنوات المرة، وان الايادي المجرمة التي امتدت على اقدس نفس زكية في العراق نفس ( السيد محمد باقر الصدر ) هي نفسها التي تمتد الى هذه النفوس الطاهرة ، لكن بمساعدة ودعم من نظائرهم في مؤسسات الدولة .جمعة العطواني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2009-12-13
اشدد القول يرحمنا ويرحمك الله على من افلت زمام الامور وظن انهم بهذا سيحصدون المجد ويثبتوا كراسيهم ولكن الى حين . البعث ماضي وحاضر ومستقبل. ماضي وحاضر باجرامه وماسيه وكل ما تولد من دونيات في الوجود . ومستقبل يجب ان لاننسى فيه كل ذلك الاجرام والماسي بذاكرة قوية مقاومة بحث لا تصدأ بمرور الزمن . البعثيون هم العفالقة فتصفحوا كتب العربية وقواميسها تجدوا معناهم. السذج فقط من يتصور ان البعث من الماضي. ولكل من اكتوى منهم ماساة بل ماسي ويصعب علينا ان نكتب عن ماسينا معه لان ماسي غيرنا اشد واقوى.
عبد الله الجيزاني
2009-12-13
صدقت في كل ماذكرت،ونقول اننا قد نجد ان اذناب العيث والعودة وايتامهم جبلوا على الكذب وتزييف الحقائق وهذا جزء من اخلاقهم لكن مابال من يدعي انه اكتوى بنار البعث يركب نفس الموجه ويتمنطق ويتلاعب بالالفاظ وكل غايته هي التزلف لحزب الجريمه المنظمة ورجالاته ممن اوغلوا في الدم العراقي امس واليوم والا من اعاد الوف المجرمين الى دوائر الدولة وسلطهم من جديد على رقاب الناس
جوادر من العراق
2009-12-13
كل مايحدث في العراق من صنع ايادي لاتريد للعراق ان يكون بخير ولا ابرئ احد الكل متهم السياسي المتأدلج ضمن حزبه ورجل الدين المتعصب والبعثي المتضرر والسلفي التكفيري الارهابي الباحث عن امجاد اماراته المريضه ومن ساعده واحتضنه ومن تجار الحروب الصغار والكبار ومن المرتزقة واللصوص بكل انواعهم الرسمي والغير رسمي والكل يحاول تعبئة جيوبه باي وسيلة كانت. ان مايدعونا للصبر هو المستقبل لان اجدادنا اسلمونا الى البعثيين والطائفيين الذين غرسوا بذور الفتنه وها هي تؤتي ثمارها في اصعب الظروف. فلا يجب علينا كعراقيين بكل انتمائتنا ان نفكر بالوقت الحالي فهذا عملنا وواجبنا في بناء العراق للاجيال القادمة علها تجد حياة اكثر امناً ودفئاً ورفاهية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك