منى البغدادي
القراءة المتأنية والمتابعة الدقيقة الى الاستراتيجية الوطنية التي طرحها سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي تعكس الفكر الاستراتيجي لسماحته وتمنحنا رؤية متبصرة للافاق الرحبة في بناء العراق الجديد وفق تصورات قادته الايجابية والبناءة.ان ما طرحه سماحة السيد عمار الحكيم في مؤتمر المبلغين والمبلغات السادس عشر المنقعد في النجف الاشرف باشراف مؤسسة شهيد المحراب كان مشروعاُ جديراً بالتفعيل والمتابعة والدراسة الجادة. مشروع (الاستراتيجية الوطنية) الذي اطلقه سماحته تضمن مفاهيم وتصورات ايجابية لمعالجة الازمة العراقية وهي لم تكن افكاراً مجردة ومعقدة وصعبة التطبيق وانما يمتلك العراق عناصر تفعيلها وادواة تطبيقها ومقدمات بلورتها.بناء الدولة العصرية ضمن الاسس الصحيحة لمواكبة التطورات في العالم وفق الالتزام بالدستور والرجوع اليه في مواضع الخلافات وتأكيد مبدأ المشاركة في صنع القرار وادارة الدولة العراقية والحفاظ على هوية العراق الوطنية والعربية والاسلامية وتعزيز اواصر التعاون والتفاعل العراقي مع محيطه العربي وفق مرتكزات التفاهم المشترك والمباديء العامة في العلاقات المشتركة المبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
تحقيق هذه المفاهيم الوطنية تحتاج الى جهد جماهيري مشترك واجماع سياسي وطني والعمل الجاد بين الجميع لتحقيق الاستراتيجية الوطنية وهذا كله يتحقق من خلال الشعور الوطني بالمسؤولية والالتزام بمبادىء الدستور واحترام القانون والحفاظ على المعادلة السياسية والمشاركة الفاعلة في الممارسة الديمقراطية.اطلاق الاستراتيجية الوطنية وتكريسها في الواقع العراقي الجديد لابد ان تخضع لاولويات وركائز عملية عبر النهوض الحضاري والعمراني والامني واستنفار كل الطاقات العراقية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والانانية والحفاظ على التوازن الوطني والتنافس المشروع والتعاون الحضاري في بناء الدولة العصرية الجديدة في العراق.
https://telegram.me/buratha