سعد الدراجي
من القصص التي كنا نسمعها ونحن أطفال قصة (الواوي) والدجاجة؟،و التي تقول بان أطفالا صغارا كانوا يعيشون عند عمتهم بعد أن سافر الأبوان المدينة بعيدة بحثا عن حياة أفضل لهم ولأطفالهم، وفي احد الأيام قالت العمة للأطفال سوف اجلب لكم غدا دجاجة واشويها لكم، ففرح الأطفال بذلك فرحا شديدا، ولما جلبت العمة الدجاجة لم ترم فرحتهم طويلا فقد كان (الوادي) كما بالانتظار فتربص حتى غفلت العمة عن الدجاجة تركتها في باحة الدار التي كانت تضنها أمنة، فأسرع(الواوي) وسرقها واكلها... فنظر الأطفال فلم يروا الدجاجة ،وبحثوا عنها طويلا فلم يجدوها ونظروا وإذا (الواوي)يمشي فرحان متبخترا!، فعلموا إن الواوي هو من أكل الدجاجة فراحوا يعاتبون( الواوي) بهذه الكلمات (ليش ليش ياواوي تاكل دجاجتنه من بيت عمتنة)
فأصبحت هذه الكلمات أغنية يتغنى بها كثير من الأطفال.,. وهذه القصة البسيطة وان كانت للأطفال فهي تصلح بلا شك للكبار أيضا مع بعض التغيير، فالأطفال هم شعب العراق والعمة هي الأمل الذي تعلق به هذا الشعب والدجاجة بالطبع هي خيرات العراق التي لا تعد ولا تحصى ،ودار العمة هي ارض العراق، أما الواوي (وآخ من الواوي) فأنت أيها القارئ العزيز اعرف به .... فالأمل الذي عاش العراقيون ينتظرونه سنوات وسنوات وبذلوا في سبيل تحقيقه الغالي والنفيس وصبروا عليه كما يقولون (صبر أيوب) وتحملوا مالم يتحمله بشر من ذل ومهانة وقتل وتشريد وحرمان وطائفية وعنصرية واستبداد ...الخ، كي ينعموا بكل ما رسموه في خيالهم الواسع البسيط ليتحقق لهم لأنهم على يقين بان ارض العراق مليئة بالخيرات والنعم التي لا توجد في بلد غير العراق وهذه الخيرات كفيلة بتعويض الشعب عن كل ماراه وكل ما عاناه لأنهم كانوا يأملون بان الذي سوف يكونون مؤتمنين على حياة وموارد هذا الشعب سوف لا يتوانون ولو للحظه عن توزيع هذه الموارد على أبناء الشعب المحروم وإعطاء كل ذي حق حقه ؟،فكان الشعب ينتظر من هؤلاء بعد كل التضحيات التي قدمها أن يفرح مثل باقي الشعوب لكن ولشديد الأسف فان الدجاجة التي كان ينتظرها الشعب قد سبقهم إليها صاحبنا.... (الواوي)
https://telegram.me/buratha