قاسم العجرش
أتتذكرونه؟ كان السيكار الكوبي الفاخر في فمه ، وهو القادم من قرية عوجاء منسية! قلما كان ينظر في وجوه من يجلسون قبالته، فقد كانوا جميعا بنظره بوجوه ممسوحة، ((عفية)) يقولها للقادة العسكريين وللوزراء ولكل أصحاب النياشين، كانواجميعا بنظره صغار في روضة أطفال، كان في قاعة فخمة يرتدي بدلة بيضاء يجلس على كرسي منحوت بجدار القاعة الشمالي ، وكان كل الجدار كرسي، كرسي بجناحين وقبضاته وجوه أسود ومتكأه رأس صقر، نحته نحات مصري تم استجلابه من أسيوط تلك المحافظة المصرية المشهورة بنقاشي الخشب، ((عفية)) ومليون دينارنفحة من إله جالس على عرش....ويضع قدميه على الكرسي..وعرشه في السماء..((عفية)) من رجل صوره شفيق الكمالي أله ينزل المطر.. له عن يمينه حدائق وعن يساره حرائق، تلك الحفنة للجنة بحدائقها الغنّاء، وتلك الحفنة إلى السعير؛ يهدي من يشاء ويضل من يشاء، ثم يعود ويعاقب الناس ((الضالين)) بعد أن يكون هو قد ختم على قلوب البعض بالضلال. وإليه ينسب حميد سعيد الخير والضر معاً؛ فهو السبب في حدوث الرعد والبرق والمطر كما يرى لؤي حقي وييتحكم بكل شاردة وواردة في الدنيا وفقاً لمقاصده على ما صوره رعد بندر، كما يتحكم صاحب مسرح الدمى بكل حركة من حركات دماه مثلما سرح خيال سامي مهدي. وحيث نظرة منه تسبب رجفة للآرض فيحدث الزلزال فتهتز من أسمه أمريكا، وتلك كانت رؤى عبد الودود القيسي وإليه ينسب عباس جيجان كل تقلبات الطقس تنسب ولو جاءت مزعجة توصف بأنها "غضب" كما لو كانت تقلبات الطقس تعكس تقلبات المزاج الإلهي، .كانوا حاملي مباخر في زمن الإنسان البدائي في تصوراتهم عن الألوهة، حراس هيكل يحملون فؤوسا بمقابض من فضة يمجدون ألههم، وكانت فؤوسهم تحطم ثقافة أمة من أجل رجل صيروه ألها ,,اليوم يعاد استنساخ الـ ((عفية)) مجددا لحاملي مباخر ((دولة القانون)) ، إذ أن ((عفية)) هذا الزمان ليست بمليون دينار كما في زمن ألههم، فعفية هذا الزمان ، زمان ((دولة القانون)) قطعة على شاطيء دجلة الخير أم البساتين بقيمة ملياردولار!! أو تعيين بدرجة مستشار براتب وزبر ، او في أقل تقدير يكافأ بائع الطرشي بمنصب سفير!سلام...
https://telegram.me/buratha