بقلم : عمران الناصري
ليس مستغربا ان نجد الموقف الوطني وسط المزايدات التي اصبحت وامست ديدن العديد من المسوؤلين العراقيين سواء من كان بداخل السلطة او خارجها ومن الذين همهم الخروج على الفضائيات للتنظير والطرح الذي لم يعد يغني او يسمن من جوع لدى ابناء الشعب العراقي.ورغم ندرة المواقف الوطنية العملية لدى العديد الا انها ليست مستبعة على أناس صدقوا مع انفسهم وشعبهم منذ ان عرف العراق وأبناءه التغيير وقبله ، فكان ان رسم السيد عمار الحكيم سليل المرجعية وابنها البار تلميذ الوطنية التي تجسدت في شخص شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ( قده سره) درسا مهما لكل فطاحل السياسية اليوم بما يعنيه الهم الوطني وكونه المصلحة العليا لكل مصلحة اخرى.لايخفى ان السيد عمار الحكيم وبعد تسلمه منصب رئاسة المجلس عمد الى بيان رؤية المجلس للوضع العراقي سواء داخيا او خارجيا واذا كان قد طرح الرؤية الاستراتيجية للمجلس الأعلى اليوم بعد فترة وجيرة من تسلمه المنصب وزاد في ذلك بعد الاجتماع الدوري للكوادر المتقدمة فضلا عن اللقاءات والمناسبات العديد التي بين فيها رؤية إستراتيجية يمكن ان يكون المجلس الأعلى ورجالاته محورها في العراق وعمليته السياسية ، وبالطبع فهي رؤية تنبع من صميم الواقع العراقي كما انها ليست مستوردة ، بل ان ما اختزل من ظروف ووقائع رافقت الحالة العراقية كان الحكيم معايشا لها بكل صورها المؤلمة والمحزنه والمتفائلة في ان واحد..امس وبعد ان قطع الحكيم زيارته الرسمية الى الكويت الشقيقة رغم اهميتها سوا على الصعيد الداخلي العراقي كون البلد المزور هو جار تاريخي الى العراق وتربطه وشائج متعدد وتاريخ تاصلت معه المعاناة العراقية كونه احد الدول التي تضررت من النظام السابق ، او على الصعيد الداخلي للمجلس الاعلى بقيادة الجديدة والتي هي محورية ولها ثقل شعبي ورسمي جاء من ثقل المجلس في الدولة رغم عدم تسلم رئيسه ورفض لاي منصب في الدولة على اعتبار خدمته لابناء شعبه من موقعه الحالي وامتداده المتصل بالزعامة الروحية التي يعرف خدمتها وتفانيها لأبناء العراق القاصي والداني.لقد كان لسماحة السيد عمار الحكيم زيارات مماثله لاشقاء عرب كشف خلالها السيد الحكيم الكثير من الملابسات التي كانت تختلج الوسط العربي بعضها نسجته مكائد معادية للعراق وهمها ايجاد مساحة كبيرة من الهوة بين العراق وامتداده العربي ، كون مثل هذه المكائد يعتاش عليها خفافيش الظلام ومن يرد للعراق السوء ، فكان من السيد الحكيم ان كشف وبين ووضع البلسم على الجرح ، وهو بهذا قد قام بدور وطني عراقي مصلحته العراق ونهضته ، والدليل موقفه الذي تناقله الإعلام من البعثيين وبشكل مبتور بتعمد لغايات لاتخفى لذي لب ، لكنها بنفس الوقت اثبتت ان زيارته تأتي لتوضيح مواقف لمفردات لطالما كانت شماعة لمحاربة العراق والتشهير به ، فكان ان خدم الإعلام مفهوم إن الزيارة للعراق وليس لمصلحة حزبية او من فراغ كما روج البعض.أذن فزيارة الكويت كانت على هذا المنوال وهي تساهم بالانفتاح على جميع الأطراف الداخلية الخارجية التي ينتهجها السيد عمار الحكيم كونه رئيسا للمجلس الأعلى وهي تبغي المصلحة العراقية ، وما قطعها الا دليل على ان المصلحة الوطنية العليا داخليا وخارجيا فوق كل اعتبار ، فالوقوف بجانب شعبه وبينهم في محنته لم تكن وليدة الساعة وهو الذي يحدثنا يوم خطب في جامع براثا خطبته المعروفة قبيل تشييع جثمان عزيز العراق الراحل ان السيد عبد العزيز الحكيم كان يتصل به بعد كل حادثة انفجار ويساله هل وصلتم الجرحى وهل تفقتم عوائل الشهداء.ان هذه الروح الوطنية قلة نظيرها اليوم في عراق شحت عليه رجالات وعقرت امهات ان يلدن من ينصفه في محنته.
https://telegram.me/buratha