المقالات

الخطر الاكبر

931 20:54:00 2009-12-11

سعد الركابي

يتخذ الفساد اشكالا متعددة ...ويتدرج من الفساد الاخلاقي الشخصي في منحى هرمي يتسع ويتنوع لاتجاهات شتى منها الفساد الاداري او الفساد المالي ...غير ان اسوا ما يمكن ان يشل حركة الدولة ويعيق عجلة الحياة عن التقدم في اي بلد من بلدان العالم هو ذلك الشكل من الفساد الذي يمكن ان نطلق عليه الفساد السياسي ... ربما تكون الحدود الفاصلة بين اشكال الفساد الاخرى وبين هذا الشكل من الفساد غير واضحة والمسافات تضيق او تتسع من مكان لاخر ووقت لاخر غير ان المحصلة الاجمالية ان تلك الاشكال تقود الى تهديم نبنية الدولة باكملها وازهاق اي خطط للتطوير والتنمية بل وربما تقود البلاد الى شفير الهاوية ..

في العراق الذي يصنف عالميا بانه واحد من الدول التي ترتفع فيها مؤشرات الفساد الى حدودها القصوى لايقتصر الخطر على الفساد المالي والاداري فحسب رغم ما لهذين الجانبين من دور كبير في تعطيل مسيرة الاعمار والتنمية بل وارجاع العراق الى عقود طويلة خلت والى تحطيم أرقام عالمية في حقل الاختلاس والسرقة والاهدار للمال العام .. الخطر الاكبر الذي قد يكون خنجرا في خصر التغيير هو الفساد السياسي الذي يتسع ويتضخم ليصبح اخطبوطا يحاول ابتلاع ما يمكن ابتلاعه من متبنيات العملية الديمقراطية ..  الخلاف في وجهات النظر والتحاور والتشاحن مسائل أعتيادية يمكن ان تحدث حيثما يكون هناك فسحة ديمقراطية تفتح الباب لهذه الاجواء الايجابية ...لكن الفساد السياسي يقود الى تقويض البناء السياسي نفسه واجهاض التجربة تغيير ملامح الوجه العراقي الجديد ..

الفساد السياسي هو ان تقول مالاتفعل ...أن تستغل مناصب وهبتك اياها الممارسات السياسية لتعطيل الممارسة برمتها وان يدفع المجتمع اثمان تلك السلوكيات والممارسات وهذه الاجواء المشحونة وان يحاول تصيد كل شاردة وواردة لترك بصماته حتى وان كانت تلك البصمة غامضة مشبوهة تشي بالغرور السياسي والانحياز الذاتي والبحث عن المكاسب والانتفاعات الخاصة .. الغول الكبير الذي يجب ان نتخلص منه في المرحلة المقبلة هو اقصاء المفسدين السياسيين من قبل الجمهور العراقي عبر صندوق الاقتراع ...فمن غير المعقول ان نتمكن من القضاء على انواع الفساد الاخر اذا كان مصدر القرار نفسه مشبوها ويعاني خللا بنيويا من هذا الطراز ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كنز
2009-12-12
الكل يتحدث عن الفساد السياسي و الاقتصادي والاداري والئ اخره -ولكن اسباب هذا الفساد 1-بقايا العهد المظلم 2-عدم احساس بعض السياسين بالوطنيه العرافيه وانتمائهم الوطني الئ البلدان التي كانوا يقيموا فيها سابقا 3- القوئ الخارجيه التي لا ترغب في استقرار العراق 3- عدم تطبيق القانون والدستور واحالة المفسدين الي القضاء 4-المحاصصه و الصفقات السياسه داخل البرلمان - ولكن الحل هو بيد المواطن والناخب العراقي هو عدم انتخاب المفسدين ومحاربة كل الفاسدين عن طريق القضاء والمجتمع -لان من يبني العراف فقط العرافين
army
2009-12-12
الان وبعد فوات الاوان انتبه الاخوة الاعزاء والاعداء في وقت واحد الى ظاهرة الفساد السياسي والناتجة من تعطيل قانون الاحزاب . ومما يؤسف حقاً ان نكون نحن حاملي راية التعطيل والامر من كل ذلك اذا كتبنا او تحدثنا يمكن ان نتهم بما لايصدق او يطاق متناسين ان حزباً قذراً واحداً قد دمر العراق ارضاً وشعباً ،فكيف بمجموعة من الاحزاب والتكتلات والجبهات ومنها ما هو منبثق من ذلك الحزب الكافر تعمل دون رادع من قانون او قرار ،بل ان منها ما هو مرتبط وبكل وضوح الى سياسات حكومات اقليمية كمصر والسعودية.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك