الشيخ اكرم البهادلي
ان اي عمل في منظورنا الاسلامي لابد من ان يرتبط بالحلال والحرام ومن الناحية الدينية فالانتخاب واجب ديني هذا الواجب حدده المراجع العظام فقد اكد سماحة المرجع الاعلى الامام السيد السيستاني على ان الانتخاب واجب على كل مستطيع حتى اوجب الامام السيستاني الانتخاب على المرضى والذين لايستطيعون الذهاب الى مراكز الاقتراع حتى لو اقتضى الامر حملهم ولم يقتصر الامر على الامام السيستاني بل فتوى وجوب الذهاب الى الانتخابات من الفتاوى التي اتفق عليها مراجع الدين سواء في النجف الاشرف او في قم المقدسة او في سوريا والاردن ولم يخرج عن هذا الاجماع احد من مراجع الدين الثقاة وهذا الاجماع ياتي وفق النظرة الشيعية للموضوع الولاية الاسلامية فمن واجب المرجع ان يوضحوا الطريق الصحيح للمكلف وان عملية التوضيح هذه لا تدخل ضمن ما يتشدق به بعض العلمانيين او المتاثيرين بهم من ان تدخل المرجعية في السياسة امر غير صحيح وكأنهم يريدون ان يعلموا المراجع بما يصح او بما لايصح مع ان تدخل المرجعية من الواجبات عقلا ونقلا فقد كان النبي (صلوات الله عليه وعلى اله ) قائدا ميدانيا في كل المعارك وكان هو الحاكم الامر والناهي وهذا يشير اشارة واضحة على ان السلطة الدينية والسياسية سلطة واحد لا فرق فيها فالسلطة الدينية هي التي تنصح السلطة السياسية فقد كان امير المؤمنيين ينصح الخليفة ابو بكر وعمر بن الخطاب عما هو مأثور في التاريخ الاسلامي حتى قال عمر بن الخطاب ( لولا علي لهلك عمر ) وان الحرب الشيعية المستمرة على الظلم لان اعداء الاسلام حاولوا ان يقصوا ال البيت عن الحكم وعن ولاية امر المسلمين ولعل المقولة المشهورة لزعيم الطائفة المقدس السيد محسن الحكيم (رضوان الله تعالى عليه ) حين وضح طريق السياسة والاحزاب وان عمل رجل الدين لايبتعد عن تقويم السياسة لان السياسة هي امر يختص بالانسان هذا المخلوق الذي عليه ان ينظر الى الله في كل صغيرة او كبيرة ثم ان اتفقنا جدلا ان الدين الاسلامي لم يشرع الانتخاب نصا فانه اشار الى قائدة مهمة في الدين الاسلامي فقاعدة ( من سن في الاسلام سنة حسنة ) هذه القاعدة تشير اشارة واضحة على ان الانتخاب من السنن الحسنة التي عن طريها يتم الوصول للسلطة في غيبة الامام وان من يسير عليها سيوجب له الله ثواب السائر على الحسنة ومن يتركه سيكتب له الله تعالى عقاب السائر على السيئة فمن الواجب على المكلف غان يهتم بالانتخاب على اعتبار ان الانتخاب هو الذي يوصل الناس الكفوئين الى السلطة وادراة زمام امور المؤمنين ولان ايصال الظالم او وصوله عند عدم مشاركة المؤمنين سيوجب على المؤمنين لعنة وصول ذلك الفاسق او الظالم ولو عدنا لخطاب الحقوق لعلي ابن ابي طالب عليه افضل الصلاة والسلام نجده في رسالة الحقوق يؤكد على حقوق المظلومين والضعفاء لا تمنح من الاغنياء والرؤاساء وانما تؤخذ اخذا وهو ما نتباهى به في خطاب امير المؤمنين عن خطاب غيره عندما توجه الاخر الى الاغنياء ليطلب منهم اعطاء الحق للضعفاء في قولة الخليفة الثاني :( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ) وهو خطاب للامراء لاعطاء الحق اما خطاب امير المؤمنين فهو خطاب الكثرة المستضعفة التي عليها ان تاخذ حقوقها من دون منة او طلب من الاقوياء لان المستضعفون هم الاقوياء ان طالبوا بحقوقهم التي يستلبها دائما الاقوياء .
https://telegram.me/buratha