الشيخ اكرم البهادلي
كانت العبارة التي اطلقها الشيخ جلال الدين الصغير في جلسة النواب بعد التفجيرات الاخيرة كانت العبارة قوية وذات دلالة عميقة لمن يفهم معناه فقد قال : (( ان وزراءنا لايملكون ثقافة الكرامة وليست ثقافة الاستقالة )) فقد اشر على مكان الجرح فلو كان وزرائنا يحملون شيئا من الكرامة والاخلاق لما بقوا وزراء في حكومة نخرة اكلها الفساد وحديثي هنا لا يشمل طبعا وزير التجارة ولا وزير الداخلية او الدفاع وحتى رئيس الوزراء حديث يشمل الوزراء الذين لا توجد في وزاراتهم فساد فعليهم ان يستحوا ويتركوا هذه الحكومة التي اصيبت بالجرب واخاف على وزرائنا الطيبون العاملون من ان يصابوا والعياذ بالله بالجرب لانهم اصحاء والعقلاء يقولون لا تربط الجرباء قرب صحيحة خوفا على الوزراء الاصحاء فبربكم هل توجد لدى وزير الداخلية والدفاع والقائد العام للقوات المسلحة ذرة من الاخلاقية كي يبقوا وبهذا التخلف بالاداء بل سوء الاداء التام ليبقوا في الحكومة
وانا هنا اتحدث عن مسؤوليين ولا اتحدث عن اشخاص انا اعتقد ان العيب في المؤسسة وعدم قدرة الاشخاص على قيادتها لان ليس لي مع اي من الوزراء اي عداوة ولا اتمنى ان اكون وزير او رئيس للوزراء بل اتمنى ان احصل على حقوقي كمواطن اعتيادي ولا اعتقد ان شخصا تحمل في الدفاع عن العملية السياسية وعن الحكومة الحالية كما دافعت حتى اتهمت في الكثير من الاحيان باني مستفيد من الحكومة رغم اني حتى لا املك وظيفة حكومية ولا ارغب في الحصول عليها وجل ما اريده هو ان لا تفشل تلك التجربة التي سقيت بدماء الابرار لمصالح شخصية وفئوية لان ما جرى يوم الاحد يشير الى ان لا وجود للحكومة ولا وجود للامن في العراق وان مقولة الامن الهش هي المقولة التي تحظر بقوة على خيال كل مراقب وحريص ومن المدهش ان اسمع كلاما من احد اعضاء جبهة التوافق يقول فيه ان (( القادة الامنيون بما فيهم رئيس الوزراء بدؤوا يعون مسؤوليتهم في الحفاض على الامن )) وكأنهم قبل اليوم لم يكونوا يعون مسؤوليتهم وكأن ارواح الناس لا تساوي شيئا عند مسؤولينا الاشاوس ؛
ان كلام الشيخ جلال الدين يوحي بان الامر خطير جدا لان ثقافة الاستقالة تاتي مع الذين يحملون قدرا متيقنا من الكرامة اما الذين لايحملون ذلك القدر هم مصداق المقولة المشهورة ((ان لم تستح فافعل ما شئت )) وهؤلاء الوزراء لايستحون ابدا لاننا عندما نسمع ان وزيرا اردنيا يستقيل لان فئرة وقعت في بئر فلوثت ماء البئر فاننا نجد في هذا الوزير مثالا للحياء فتقصير سقوط الفئرة ليس كتقصير دخول السيارات المفخخة الى بغداد فالبئر صغير وبغداد كبيرة وتقصير اصابة طفل بمرض ليس كموت مئات المواطنين وبينهم فقط في عملية واحدة ستون او اربعون طفلا في دار القضاء ناهيك عن كبار الموظفين الحكوميين والمواطنين الاعتياديين الذين من ابسط حقوقهم ان توفر لهم الحكومة الامان ؛ وهل تعتقد الحكومة ان تصريحاتها بان الاخرين يريدون ان تفشل الحكومة في الامن مقنعة وهل تعفي هؤلاء الوزراء والمصرحون من المسؤولية واذا كانت الحكومة تعلم بان البعض يريد اسقاطها عن طريق الملف الامني فلماذا لا تضبط اداءها حتى لاتتهم وهل امكانيات الاخرين بقدر امكانية الحكومة وميزانيتها الخرافية خاصة في ملف الامن والامان وان مشروع الحكومة كان مبنيا على توفير الامن فان قصرت فعلى رئيس الوزراء ان يذهب الى تعديل وزاري سمعنا به منذ الشهر الثالث من عمر الحكومة الى الان واعتقد ان رئيس الحكومة ليست لديه الشجاعة الكافية لان يصدر تعديلات وزاريا وان من يقف عند عتبة عدم التغيير هو الحكومة وليست الكتل التي ابدت ومنذ اكثر من سنتين رغبتها في معونة رئيس الوزراء ان اقدم لاصلاح الفساد لكن لم يبق من عمر الحكومة سوى عشرون يوما وهي لاتقو على الاصلاح فموتها وفنائها علاجها .
https://telegram.me/buratha