المقالات

لماذا قطع السيد عمار الحكيم زيارته للكويت ؟

1409 11:07:00 2009-12-10

منى البغدادي

في زيارة كانت مقررة مسبقاً في سياق مد جسور التفاهم والتعاون بين العراق وجيرانه واستعادة الدور العراقي في محيطه الاقليمي والخليجي قطع سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي زيارته لدولة الكويت راجعاً الى بغداد فور سماعه نبأ التفجيرات الارهابية التي طالت بغداد الثلاثاء الماضي.الزيارة كانت قبل تفجيرات بيوم واحد وما ان وصل سماحته والوفد المرافق له حتى اعلنت الفضائيات عاجلها المشؤوم بخمس تفجيرات هزت العاصمة بغداد، وكان من ضمن برامج زيارته ان يلتقي القادة في دولة الكويت وفي مقدمتهم امير الكويت سمو الشيخ صباح الاحمد الصباح وغيره من المسؤولين في دولة الكويت الشقيقة.لم يكمل سماحة السيد عمار الحكيم زيارته المقررة وعاد راجعاً الى البلاد ليتابع بنفسه التطورات الامنية والسياسية رغم انه غادر العراق بعد الانتهاء من قانون الانتخابات واطمأن على مسار العملية السياسية لكنه فوجىء بهذه التفجيرات الارهابية التي طالت بغداد.وهذه الخطوة غير المسبوقة والمبادرة الفريدة التي يعتادها قادة العراق وهي قطع الزيارة والعودة الى الوطن للوقوف على الاحداث ينبغي ان تخضع للقراءة المتأنية والدراسة المستفيضة لكي نثقف المسؤولين في العراق على اهمية ان يكون الوطن فوق كل الاولويات والاهتمامات وهي ظاهرة حضارية تكشف عن حرص واهتمام سماحة السيد عمار الحكيم ورعايته للعملية السياسية ودفاعه عن العراق.لم يكن سماحته في موقع رسمي تنفيذي في البلاد ولم يكن يمتلك صلاحيات امنية او منصب في الدولة العراقية فان زيارته واكمالها قد لا تكون مخالفة للواقع الفعلي الامني في العراق كما ان زيارته كانت قبل التفجيرات باكثر من عشر ساعات فماهو المبرر لكي يقطع زيارته وهي زيارة تجري في سياق تعميق العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع الاشقاء الخليجيين وتبديد المخاوف والهواجس من التجربة العراقية وطمأنة الاشقاء والاصدقاء بسعي العراق الى احترام جيرانه واشقائه وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية وعدم استخدام الاراضي العراقية لاي اعتداء او عدوان على جيراننا.رغم كل ذلك فان سماحته قد قطع زيارته لدولة الكويت في سابقة رائعة لم يشهدها الاداء العراقي من قبل واعطى درساً بليغاً بان الوطن والمواطنين هم فوق كل الاعتبارات وانه لم يهدأ له بال وهو يتابع التفجيرات الارهابية التي تطال ابناء شعبه وهو خارج البلاد.يريد ان يعطي درساً في المواساة ومراعاة المظلومين ونصرتهم والوقوف معهم في السراء والضراء وان مجرد بقائه في دولة في زيارة مقررة سابقاً لا يعفي القادة الكبار من عتب وغضب الصغار وان الموقف الايجابي بقطع الزيارة يعطي انطباعاً ايجابياً على حرص سماحة السيد عمار الحكيم على امن الوطن وسلامة المواطن.الموقف الوطني المسؤول الذي أبداه سماحته وتقديم اولويات الوطن ومتابعة ظروفه على بقية الاهتمامات السياسية درس بليغ للوطنية في السلوك والتطبيق والاداء العملي وليس الوطنية شعارات مجردة وكلمات فلسفية تفتقد الشعور العملي والموقف التطبيقي.فهل يبقى مجال للتشكيك بوطنية قادة العراق وحرصهم المتزايد على الوطن في وقت كان الكثير من قادة العراق الامنيين والتنفيذيين يتابعون تفجيرات العراق من خارج العراق في عواصم خليجية وعربية وهم معروفون والتلميح ابلغ من التصريح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مهدي الشبلاوي
2009-12-10
هذه تضحيه وحب واخلاص ال الحكيم للوطن واهله ...ولكن هل من يشكر ...انهم لايريدون جزاء ولاشكورا. يعملون للوطن والشعب كما عمل جدهم امير المؤمنين علي ع وهنينا لهم ونسال من الله بحق امير المؤمنين علي ان يحفظ قادتنا ومراجعنا الاعلام ويجعل كلمتهم العليا وكلمة النفاق السفلى الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك