منى البغدادي
في زيارة كانت مقررة مسبقاً في سياق مد جسور التفاهم والتعاون بين العراق وجيرانه واستعادة الدور العراقي في محيطه الاقليمي والخليجي قطع سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي زيارته لدولة الكويت راجعاً الى بغداد فور سماعه نبأ التفجيرات الارهابية التي طالت بغداد الثلاثاء الماضي.الزيارة كانت قبل تفجيرات بيوم واحد وما ان وصل سماحته والوفد المرافق له حتى اعلنت الفضائيات عاجلها المشؤوم بخمس تفجيرات هزت العاصمة بغداد، وكان من ضمن برامج زيارته ان يلتقي القادة في دولة الكويت وفي مقدمتهم امير الكويت سمو الشيخ صباح الاحمد الصباح وغيره من المسؤولين في دولة الكويت الشقيقة.لم يكمل سماحة السيد عمار الحكيم زيارته المقررة وعاد راجعاً الى البلاد ليتابع بنفسه التطورات الامنية والسياسية رغم انه غادر العراق بعد الانتهاء من قانون الانتخابات واطمأن على مسار العملية السياسية لكنه فوجىء بهذه التفجيرات الارهابية التي طالت بغداد.وهذه الخطوة غير المسبوقة والمبادرة الفريدة التي يعتادها قادة العراق وهي قطع الزيارة والعودة الى الوطن للوقوف على الاحداث ينبغي ان تخضع للقراءة المتأنية والدراسة المستفيضة لكي نثقف المسؤولين في العراق على اهمية ان يكون الوطن فوق كل الاولويات والاهتمامات وهي ظاهرة حضارية تكشف عن حرص واهتمام سماحة السيد عمار الحكيم ورعايته للعملية السياسية ودفاعه عن العراق.لم يكن سماحته في موقع رسمي تنفيذي في البلاد ولم يكن يمتلك صلاحيات امنية او منصب في الدولة العراقية فان زيارته واكمالها قد لا تكون مخالفة للواقع الفعلي الامني في العراق كما ان زيارته كانت قبل التفجيرات باكثر من عشر ساعات فماهو المبرر لكي يقطع زيارته وهي زيارة تجري في سياق تعميق العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع الاشقاء الخليجيين وتبديد المخاوف والهواجس من التجربة العراقية وطمأنة الاشقاء والاصدقاء بسعي العراق الى احترام جيرانه واشقائه وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية وعدم استخدام الاراضي العراقية لاي اعتداء او عدوان على جيراننا.رغم كل ذلك فان سماحته قد قطع زيارته لدولة الكويت في سابقة رائعة لم يشهدها الاداء العراقي من قبل واعطى درساً بليغاً بان الوطن والمواطنين هم فوق كل الاعتبارات وانه لم يهدأ له بال وهو يتابع التفجيرات الارهابية التي تطال ابناء شعبه وهو خارج البلاد.يريد ان يعطي درساً في المواساة ومراعاة المظلومين ونصرتهم والوقوف معهم في السراء والضراء وان مجرد بقائه في دولة في زيارة مقررة سابقاً لا يعفي القادة الكبار من عتب وغضب الصغار وان الموقف الايجابي بقطع الزيارة يعطي انطباعاً ايجابياً على حرص سماحة السيد عمار الحكيم على امن الوطن وسلامة المواطن.الموقف الوطني المسؤول الذي أبداه سماحته وتقديم اولويات الوطن ومتابعة ظروفه على بقية الاهتمامات السياسية درس بليغ للوطنية في السلوك والتطبيق والاداء العملي وليس الوطنية شعارات مجردة وكلمات فلسفية تفتقد الشعور العملي والموقف التطبيقي.فهل يبقى مجال للتشكيك بوطنية قادة العراق وحرصهم المتزايد على الوطن في وقت كان الكثير من قادة العراق الامنيين والتنفيذيين يتابعون تفجيرات العراق من خارج العراق في عواصم خليجية وعربية وهم معروفون والتلميح ابلغ من التصريح.
https://telegram.me/buratha