المقالات

أمريكا و"جوكر" الوقت الضائع

948 20:40:00 2009-12-09

شلال الشمري

إذا لم تكن الاصطفافات مذهبية طائفية ذات طابع ديني ، فإنها بالتأكيد ما زالت جهوية تحتفظ بذات الاصطفافات الشيعية والكردية والسنية ، تتدافع على السلطة بغض النظر عن " مدة الصلاحية ـ أكسباير " هذه الوجوه ونياتها في تكريس دويلات المحاصصة ومؤشرات بقاء السياسة التوافقية المدمرة جسَّدت أسوأ نظام من المؤسف أن يُطلَق عليه كلمة ديمقراطي . في مقال سابق أشرنا إلى أن أطراف " الحرب الديمقراطية " لن تتوانى في استخدام أبشع أساليب الفتك والقتل في صراعها الانتخابي ، فكانت ذروتها أحداث يومي الأربعاء والأحد الداميين ، وما رافقهما من سلسلة الاغتيالات والتفجيرات " وموضة " اختطاف الأطفال وتعطيل القوانين ، وحتى عمليات استجواب وزراء التجارة والكهرباء والنفط التي اتسمت بالطابع التشهيريِّ جيرت ضمن الحملة الانتخابية ، وعندما هدأ غبار هذه الحرب تكشفت الاصطفافات والكتل ، واتضح حجمها وشكلها ورغم إدعاءاتها أنها تضم أطياف الشعب كافة ، فنحن إزاء الواقع " وفسَّر الماءَ بعدَ الجهدِ بالماءِ " وفشلت محاولاتهم في تمويه الهوية الطائفية والإثنية القومية . عندها عمدت أمريكا إلى طرح " الجوكر " في الوقت الضائع ؛ لإعادة التوازنات وترجيح طرف على آخر ، أو على الأقل إعادة حالة التوازن التي ترجح النظام التوافقي الفاسد ، ونحن ليس أمامنا إلا السعودية نكيل لها اللعنات والاتهام بحجة الوهابية الطائفية ، وأعجب ما يمكن تصوره أن تقف السعودية نداً أمام المشروع الديمقراطي الأمريكي في العراق !! وعرشها أوهى من بيت العنكبوت ؛ لما تمثله من نظام يحاكي أنظمة الحكم في العصور الوسطى ، واحتكامها على مخزون الطاقة عصب الحياة في العالم ومنبع للفتاوى الفاسدة ومفقس للإرهابيين والتكفيريين يموِّل الصراعات الطائفيَّة في أنحاء العالم ، ومظلمة وقتل للحريات والفكر داخل الجزيرة العربية . إن أمريكا بعد أن أصرَّ الإسلام السياسيُّ التشبث بالسلطة لجأت إلى ترجيح كفة أيِّ طرف يبتعد عن الغطاء الدينيِّ ، وهذا ما كان من خلال دعم مطالبة نائب رئيس الجمهوريَّة طارق الهاشمي بزيادة حصة المقاعد لعراقيي الخارج ؛ تمهيداً لصعود أطراف جديدة تطالب منذ حين بميراث حزب البعث بعد أن تكشَّف أن أصوات الداخل تحت السيطرة ومحدوديَّة التلاعب بها . لقد تسربت خيوط العلاقة بين أمريكا والبعثيِّين ، فتارة نجد النفي وتارة أخرى نجد الإثبات ، ويبدو أن الأمريكان وجدوا أن القيادات البعثيَّة في الداخل يمكن أن تؤدي دوراً فاعلاًَ إذا ما جيرت لصالحها أصوات عراقيي الخارج ، وتقلب الطاولة على رأس الإسلام السياسيِّ . عندها يعيد التأريخ نفسه عندما بكى الأمير أبو عبد الله الصغير عند خروجه من غرناطة مسلِّماً إياها للفاتحين الجدد ، لينهي آخر عهد للمسلمين بالأندلس في1/2/ 1492م ، فقالت له أمُّه : إبكِ مِثلَ النساءِ مُلكاً مُضاعا لم تُحافِظْ عليهِ مِثل الرجالِ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك