سفيان الثوري
ربما دار ويدور في خلد القوائم الانتخابية وهي تخوض معركة الوصول إلى قبة مجلس النواب أكثر من رؤية وبرنامج دعائي يمكن أن تنفتح به على اتباعها وجمهور العراقيين في الداخل والخارج .. وربما صمم الكثير من السياسيين خوض غمرات (الدعاية الانتخابية) باستخدام كل الوسائل الإعلامية ولغة التشهير والتشنيع بالخصوم السياسيين الآخرين ، لكن لم يدر في بال احد من السياسيين وزعماء القبائل الحزبية والائتلافات الجديدة أن يقوم ارهابيون بعثيون بتقديم خمس سيارات مفخخة مادة دعاية للتشهير والتخريب السياسي بين يدي هذه القوائم !!.بعد التفجيرات بدقائق بدأت حمى الدعايات الانتخابية تغلي في الشارع .. دشنها السياسيون عبر النواب في المجلس ولم تنته في تعليقات قادة الكتل السياسية الذين سارعوا باستدعاء رئيس الوزراء والوزراء الامنيين للمجلس في جلسة سرية أو علنية .. مع علمهم أن الاستدعاء لن يحقق شيئا في الشارع مكتفين بالاستدعاء لهؤلاء وما يحمل هذا (الاستدعاء) من إدانة ولو مبطنة لأداء الرئيس ووزرائه الامنيين !!.وبعيدا عن (الاستدعاء والاستجواب) يهمني القول أن المجموعات المسلحة والبعثيين بشكل خاص ولأنهم خبروا ساحتنا السياسية المشلولة والمختلفة والعرجاء فقد تفننوا في تسويق الدعايات المفخخة لهذه الساحة ، فراح كل فريق سياسي ينشط في ميدان تقريع الساسة الامنيين واحزاب السلطة الراهنة ويتحدث بصوت عال وبالافادة من السلطة التشريعية الأولى في البلد (مجلس النواب) عن إقالة الوزراء واستجواب رئيس الوزراء وذهب اخرون بعيدا في استثمار الدعاية الانتخابية المفخخة إلى ضرورة تحويل الحكومة الحالية (التي كانت إلى الامس القريب حكومة الوحدة الوطنية) حكومة تصريف أعمال لكيلا يستفيد الرئيس وحزبه ونوابه ومستشاروه من رصيد الدولة وامكاناتها المادية والسياسية واللوجستية !!.هل وصلت الحياة العراقية والعملية السياسية إلى مستوى كهذا ؟..هل اصبح البعثيون قواعد أساسية في تحريك الشارع والتحكم بالدعاية الانتخابية عبر تفجير الوزارات وإيقاع اكبر الخسائر بالمجتمع وابنائه من دون قرارات جسورة واستعدادات أمنية واضحة مع قرب موعد الانتخابات النيابية التي ستجري في السادس من اذار 2010 ؟.لقد فشل الفريق السياسي العراقي في السلطة والمعارضة في التعامل مع أزمة المفخخات الانتحارية التي خلفت وتخلف في كل مرة اعدادا هائلة من الضحايا في الشارع العراقي ، فلا السلطة قادرة - وهذا ما اثبته الواقع - على وضع حد لاستهدافات الإرهاب المؤذية للشارع والوزارات والمؤسسات الرسمية ولم يصدر قرار جسور يقيل ضابطا كبيرا بوزن (المختلف عليه الجنرال كنبر) ولا المعارضة استطاعت التعامل مع المسالة على خلفية التعاون الأمني لايجاد حل بعيدا عن الاستثمار السياسي وانتظار لحظة وضع السلطة في خانة (اليك) . اعجبني فالح الفياض عضو مجلس النواب عن السيد الجعفري وهو يداخل حول ملف التفجيرات الاخيرة ، يقول الفياض .. يجب إبعاد المسالة الانتخابية وتنافس القوائم على الانتخابات المقبلة ، ونجتمع مع الحكومة ورئيسها ووزرائها الامنيين في المجلس (لجنة الأمن والدفاع) مع ملاحظاتي الشديدة على وجود اشخاص لاعلاقة لهم لا بالأمن ولا بالدفاع وعمرهم لم يشموا رائحة البارود أمثال عباس البياتي .. هذا الكلام لي وليس للفياض - ولو تم الاخذ بنظرية فالح الفياض فان المسالة ستنفتح على أكثر من خيار يمكن أن يكون بداية مشجعة لحوار حقيقي بين حكومة السيد المالكي ومجلس النواب .لابد أن يدرك العراقيون وجود أزمة حقيقية بين السيد المالكي ومجلس النواب الحالي ..فالمالكي أبّن المجلس ودعا العراقيين - خلال استقبالاته زعماء عشائر وشخصيات قبلية - إلى استبدال المجلس الحالي بمجلس يلبي حاجة الحكومة للقيام باصلاحات تطال الخدمات والصحة والأمن وغيرها من الحاجات الوطنية - فيما مجلس النواب يعتقد الكثير من نوابه بان المالكي ذهب بالحكومة بعيدا عن ضرورات وجودها الدستورية .. فالفردية الدكتاتورية والقيادة البعيدة عن منطق المشاركة وتقريب الحزب ومستشارين بالعشرات سمات يرفعها المعارضون في وجهه فيما لايبدو على الرجل انه تاثر من هذه اللغة لظنه انه حقق الأمن والاستقرار وابعد البلد عن شبح الطائفية .. وفي كل مرة يعلن ذلك على خلفية تقديم برنامجه الانتخابي ياتيه الرد مفخخات تستهدف وزارات الدولة وشهداء بالمئات ونكوصا امنيا حتى لم يعد العراقيون يحسبون إعداد القتلى والمخطوفين في الشوارع يوميا !!.البلد الان على كف عفريت ، والسلطة تحاول معالجة مايجري من كوارث بالقاء تبعات ذلك على البعث والقاعدة والتكفيريين واحزاب سياسية مستفيدة من الوضع المتدهور .. والأحزاب والمعارضة تواصل العمل بكل وسائل السياسة والعمل النيابي لايقاف عجلة (ائتلاف القانون) الذي يبدو انه يريد الإفادة من الكوارث وامكانات الدولة وعناوينها السياسية الكبيرة للعودة ثانية لمجلس الوزراء وهو حلم كل الأحزاب العقائدية وبضمنها حزب الدعوة الذي لم يحسن التعامل مع المعارضة ولم يستطع التعاطي الشفيف والواقعي ويحسبها بعقل مع اخوانه في الائتلاف الوطني !!.والسؤال الملح .. هل تصلح هذه الطبقة السياسية بقيادة البلد في المرحلة المقبلة من حياة الشعب العراقي وهم يقدمون أسوء أداء كشف ظهور العراقيين ودفعهم إلى (الكفر) بالعملية السياسية بحيث وضعنا كشعب في خانة صعبة ولامن داعم أو مساند أو مواسي .. وكل الفضائيات العربية تتشفى بجراحاتنا وليس هنالك من يستنكر الجريمة على بشاعتها ان لم يكن شامتا بها ؟.الغالبية البرلمانية وقطاعات واسعة من أبناء العراق مع إقالة العجوز كنبر عن قيادة عمليات بغداد والسيد المالكي متشبث به ولا نعرف ولا يعرف العراقيون ذلك .. هل لان الجنرال الفاشل (مالجي) أم أن وجوده وزواله من اختصاص الطرف الأمريكي الصديق وبنفسي أن يدلنا المالكي على حسنة فعلها هذا الرجل الذي كشف النائب صباح الساعدي (الذي لا اشعر نحوه بود بالمناسبة) حقيقته وكونه مطلوبا للاجتثاث !!.هل يعقل أن يضع أبو اسراء أمين عام حزب مارس صدام عمليات اجتثاث بحق دعاته ضابطا مطلوبا للاجتثاث قائداً لعمليات بغداد ؟.إذن أين نضع تحذيراته من عودة البعث إلى المجلس النيابي ؟.هل هي دعاية انتخابية أم مزايدة على الأطراف السياسية الأخرى التي طالبت في وقت مبكر باستبعاد البعث والبعثيين من الحياة السياسية كونه حزباً تدميرياً مجرماً .. أم هي كلمة حق وفي اروقة مجلس الوزراء يسرح البعث ويمرح ؟.
https://telegram.me/buratha