المقالات

خشية أن يذبل غصن الزيتون , الارهابيون التكفيريون الصداميون يعرقلون المصالحة الوطنية

2604 23:06:00 2006-09-20

( بقلم : علي حسين علي )

قبل اكثر من شهرين أطلق الاستاذ نوري المالكي مبادرة المصالحة الوطنية، وبعد ذلك بأيام أقرها البرلمان والحكومة ومجلس الأمن الوطني..وعقد مؤتمر العشائر العراقية وأصدر بياناً وميثاقاً إلتزم فيه المؤتمرون على مواصلة العمل لترسيخ المصالحة الوطنية..وأثر هذا المؤتمر الذي حضره اكثر من 600 رئيس عشيرة عقد مؤتمر ثانٍ لمنظمات المجتمع المدني واصدر بياناً اكد فيه اعضاء المؤتمر البالغ عددهم حوالي 1500 من قادة وممثلي المنظمات العاملة في مجال النشاط المدني الثقافي والعلمي والاجتماعي والخدمي يؤكد على أهمية المصالحة الوطنية وعظم تأثيرها على الساحة الوطنية في تثبيت السلم الاجتماعي ومحاربة الارهاب..وبعد أيام سيعقد مؤتمر ثالث للاحزاب والحركات السياسية العراقية للخروج برأي متقارب أو موحد لترسيخ السلم وتثبيت الأمن واعداد الخطط والبرامج لمكافحة الارهاب.

إذا لم تتوقف مبادرة المصالحة الوطنية منذ يوم اطلاقها حتى الآن، بل سارت في مجالاتها واعتمدت آليات عديدة للوصول الى مصالحة وطنية حقيقية. لقد تفاعلت قطاعات واسعة من مجتمعنا مع مشروع المصالحة الوطنية، وأصبح العراقيون ينظرون إليها على انها واحدة من أهم الطروحات لتفادي العنف الذي حلّ بالبلاد قبل ثلاثة أعوام وحتى يومنا هذا..لكن، في الجانب الآخر، كان طرح المبادرة ومن ثم مشروع المصالحة والحوار الوطني يقابل من قبل الارهابيين التكفيريين والبعثيين الصداميين بمزيد من التصعيد في العمليات الوحشية والمجازر البشرية واستهداف المواطنين على الهوية والقتل صار مجانياً إذ لا يوم يمر حتى تعثر أجهزة الشرطة على العشرات من الجثث مجهولة الهوية وهي بالتأكيد ضحية من ضحايا الارهاب الذي اشتد في هجماته خلال الشهرين الماضيين، وكأن الارهابيين قد أرادوا أن يبينوا رفضهم للمصالحة وإعلان حربهم على جميع الأطراف الساعية لها والداعية لتثبيتها. وأصبح المواطن العراقي في حيرة شديدة من أمره أمام وضع غريب ومخيف في وقت واحد، ولعل سبب الغرابة فيه هو أن تقابل الكلمة الطيبة بمزيد من المجازر ومفخخات السيارات والاجساد..ولعل الخوف في هذا الوضع هو أن الارهاب قد تصاعدت وتيرته أمام فرصة تسامح اعطت للمضللين أو للمخطئين فرصة للعودة الى الحياة الطبيعية ومن ثم لابعاد البلاد والعباد عن الرعب والخوف اليومي والفعل الاجرامي ورد الفعل أزاءه.

وإذا كانت المصالحة تسير في مساراتها بصعوبة بسبب ما تتعرض له في عقبات يضعها بعض السياسيين هذه المرة على طريق مسيرتها..فان الارهابيين التكفيريين قد حصلوا في ظلها على(هدنة)أتاحت لهم أن يستولوا على كامل محافظة الانبار وعزلها تماماً عن سلطة الدولة ويقيمون عليها امارة طالبان..وكذلك الحال مع معظم مساحة محافظة صلاح الدين..ومثل هذا أيضاً في أغلب أراضي محافظتي الموصل وكركوك..بل أن الارهابيين التكفيريين أقاموا العديد من الامارات الطالبانية في محافظة ديالى أيضاً..واستمر الارهابيون المتواجدون في المناطق المتاخمة لبغداد بارسال السيارات المفخخة بالعشرات لنفجر في بغداد وضواحيها لتقتل المدنيين الابرياء..واستغلالاً للهدنة الحكومية التي كانت من جانب واحد، فقد قطع الارهابيون التكفيريون والبعثيون الطرق على العاصمة وحولوها الى مقابر جماعية، وجعلوا منها مكامن لاختطاف الركاب القادمين الى بغداد بالعشرات يومياً وقتلهم ورميهم في(دجلة الخير)! ولم يتوقف الارهابيون التكفيريون خلال شهرين من تهجير اتباع آل البيت وترويعهم وطردهم من بيوتهم ومزارعهم والاستيلاء على وأملاكهم ومحالهم..ولا يستطيع المراقب السياسي أن يتنبأ بما يحصل غداً..فالموت يتربص بالعراقيين في كل مكان وكل ساعة.

فان من أطلق المبادرة والكثير من الخيرين امثاله يأملون بأن عمل الخير لا بد وأن يقابل بمثله..وليس حقيقياً القول بأن مطلق المبادرة ومن أيده وساعده ووقف إلى جانبه لا يدركون بأن الارهابيين التكفيريين سيرفضونها وسيقابلونها بمزيد من العنف..انهم على معرفة بكل ذلك، ولكن ديدنهم وآخلاقهم وما تربوا عليه من قيم ألزمتهم بالتسامح أولاً..ولهم أسوة في ذلك بنبيهم العظيم يوم قال للكفار من قريش:(إذهبوا فانتم الطلقاء).فضلاً عن ذلك فان من أطلق المبادرة كتلة الائتلاف العراقي الموحد النيابية قد ارادوا أن لا يتحملوا وزراً اذا لم يدع للتصالح وفسح الطريق للضالين..كان الائتلاف العراقي ورئيس الوزراء على يقين بأن المصالحة تستحق الكثير من التضحيات، وينبغي أن يعطى لها الوقت والصبر أيضاً..لأنها-أي المصالحة-هي آخر فرصة للذين يريدون أن يعودوا عن غيهم، فان كان بها فخير على خير، وان لم يكن فمن المستحيل أن يظل غصن الزيتون مرفوعاً أمام من لا يقدر قيمة السلم والأمن..ويحين عندها لليد الأخرى التي تحمل سيفاً.

وأخيراً نقول ان المصالحة سواءً نجحت أو أفشلها الارهابيون المتوحشون، فان طرحها يظل صحيحاً وشرعياً..ولكن عندما يتأكد بأن العدو التكفيري والبعثي الصدامي يريد أن يستفيد من أجواء التسامح باتجاه ايذاء الشعب العراقي وقتله وتدمير مؤسساته ليصبح لزاماً على الحكومة أن تقوم بواجبها الشرعي ازاء مواطنيها..وعلى الباغي تدور الدوائر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك