( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )
اهم ما كانت تعانيه العملية التغييرية في العراق، غياب المواقف الداعمة لها من الاشقاء العرب، بل ان المعاناة كانت تزداد مساحة وتأثيراً عندما تدلف بعض تلك المواقف في منعطفات حادة لا تكتفي بالابتعاد عما يجري على ساحتنا العراقية، انما بعضها راح يتورط مع سبق الاصرار بالتدخل السلبي في المشهد العراقي الامني والسياسي، وقد اتسمت المواقف العراقية ازاء تلك المواقف بسعة الصدر وهي تدرك تمام الادراك وتعلم علم اليقين بماهية تلك المواقف المشفوعة بلغة الارقام والوقائع والاعترافات التي يدلي بها مجرمون طالما سمعهم العالم وشاهدهم وهم يدلون باعترافاتهم الخطيرة التي كانت تشير الى المكان والآليات والدعم والتدريب والتمويل الذي كانوا يتلقونه من عواصم شقيقة لا نريد ان نعيد اسماءها. والجانب الاخطر بتلك الوقائع والحقائق هو شراسة استهدافها وتوقيت ازمانها وهول ضحاياها، خصوصاً بعد ان اتضح للرأي العام العربي والدولي ان مجمل العمليات الارهابية التي تحصل في العراق انما تقوم على اسس طائفية وعرقية لا صلة لها بالاهداف المعلنة كتحرير العراق من المحتل والقوات المتعددة الجنسيات.
العراق ومن موقع مسؤوليته السياسية والامنية في الحفاظ على استقرار المنطقة نبه وحذر كثيراً من مغبة تركه وحيداً في مواجهة قوى الارهاب وكان تحذيره اكثر جدية ووضوح ازاء تورط قوى مجاورة او اقليمية في اشعال فتنة طائفية او حرب اهلية او تغذية سياسة العنف الطائفي الذي تشهده البلاد حالياً، كما حذر العراق الحكومات العربية كافة وغير العربية كذلك من ان تجعل من العراق ساحة لتصفية الحسابات السياسية والامنية فيما بينها، لكن سياسة التنبيه والتحذير التي كان وما زال يمارسها العراق مع جيرانه يبدو انها لم تحظ باستيعاب وفهم البعض الا متأخراً وبعد ان انتقلت عدوى الارهاب الى دول مجاورة عديدة، وهذا ما كنّا نخشاه ولا نريده لغيرنا بعدما استطاع الارهاب ان يجد له موضع قدم داخل الساحات المجاورة، فسوريا والاردن والكويت وتركيا والسعودية جميعها عاشت اوضاعاً امنية غير سارة خلال الايام القليلة الماضية.
من هنا تأتي اهمية اجتماع وزراء داخلية دول الجوار العراقي في مدينة جدة السعودية وما تمخض عن هذا المؤتمر من نتائج سارة حسب ما صرح به مسؤول كبير في وزارة الداخلية عندما اوضح بان الاجتماع الوزاري تمخض عنه اعلان عدد من الاتفاقيات بين العراق والدول المجاورة خصوصاً ما يتعلق منها بضبط الحدود وتسليم المطلوبين ورفع حالة التعاون والتنسيق الامني والاستخباري بين الدول المؤتمرة.الدعم الذي حصل عليه العراق في هذا المؤتمر نتمنى ان يكون باكورة عمل مثمر في مجال تحقيق الامن والاستقرار للجميع خصوصاً بعد ان عبر الجميع عن قناعاتهم بان ما يجري في العراق من خروقات امنية وعمليات ارهابية لا تنحصر آثاره على العراق فقط انما اثره يطال دول الجوار دون استثناء وكذلك المنطقة والعالم.
لاشك اننا ننظر الى مثل هذا التطور بالمواقف السياسية والميدانية باحترام كبير ونتمنى على هذه الدول ان تفي بالتزاماتها امام العراق وشعبه وقبل ذلك امام نفسها وشعوبها ايضاً.
https://telegram.me/buratha