المقالات

بناء المرقدين بين الحرب الاهلية وتشجيع الفيدرالية

1697 21:35:00 2006-09-20

( بقلم : مصطفى الكويي )

كم كانت الصورة تبدو اجمل وانصع يشع منها بريق الوحدة ويتجسد في ابعادها التاخي وتعمق روح اللحمة الوطنية,ذلك لو ان اهالي سامراء خصوصا وصلاح الدين عموما كانوا قد خرجوا رافعين العلم الحالي المحبب لهم واغصان الزيتون وبايدي اطفالهم الازهار والورود مرددين الهتافات والشعارات الوحدوية اخوان سنة وشيعة هذا الوطن مانبيعةسامراء ترحب بكماهلا وسهلا بالضيوف في دارهماهلا وسهلا بكم في سامراء يدنا بيدكم نعلي البناءونعمر سويا مرقد الامامين.

وترى وسائل الاعلام تقتطف بعض الكلمات من رجال الدين والسياسة والعشائر وبعض المواطنيين,هذا يقول نحن نرحب باخوتنا ابناء الجنوب والفرات الاوسط,والاخر يقول بيوتنا مفتوحة لهم وهي بيوتهم,وذلك يقول بلهجة عراقية عين غطة وعين فراش وعدسات الكاميرات تلتقط الصور والاخرى تصور نصب المضايف وذبح الاغنام والبدء بطهي الطعام ايذانا بقرب وصول الاخوة الزائرين وهناك من ذهب على عجل الى مشارف سامراء كي يتنظر وصول القافلة الزائرة ويرحب بهم مع سقيهم الماء البارد.. لكن للاسف فان الحلم لم يتحقق والامر الخيالي هذا بعيد عن جميع الاذهان بل قد يقال ان صاحبه مصاب بالهذيان!

حيث ان ما جرى عكس ما ترى وارى,حيث خرج اهالي سامراء وبعدهم اهالي صلاح الدين وبتنظيم من هيئة علماء السنة والحزب الاسلامي مع اسناد عشائري في مضاهرات ومسيرات منددين بالمسيرة الاهلية التطوعية لاعمار مرقد الامامين العسكريين في سامراء.. والحجة هي ان في صولهم وتواجدهم اي الشيعة سوف يؤجج الفتنة الطائفية ويؤدي الى حرب اهلية في العراق!!

في الحقيقة ان هذا السلوك قد اذكى روح الطائفية وهز نسيج الوحدة الوطنية,ان هذا الفعل الطائفي سوف يوازيه رد فعل طائفي عند الطرف الاخر,بدل ان يتم احتوائه والتقليل من شدة مصابه بفاجعة تفجير مرقد اماميه.وبعد هكذا اجراء سوف يزداد اصرار الطرف الاخر على تتمة مشروعه بالقدوم والمباشرة بعملية الاعمار,ذلك ان هذا الخطاب المتشنج والمعبئ بالطائفية والمناطقية يزيد من ظاهرة التخندق المناطقي والمذهبي.فاذا باتت سامراء محرمة ومقفلة بوجه ابن الجنوب والفرات الاوسط وبغداد ولايحق لهم بناء مرقد امامهم الذي تم تفجيره في فبراير الماضي بيد زمرة ارهابية تابعة للقاعدة الارهابية بقيادة الطريد هيثم البدري وهو من ابناء تلك المدينة ودون صدور برائة عشائرية منة؟

افلا يثير ذلك الشكوك في جدية احتضان المرقدين والدفاع عنهما مستقبلا من لدن السامرائيين؟؟وحينما يرى ابناء الجنوب والفرات الاوسط وبغداد ان اهالي سامراء لم يحركوا ساكنا منذ فبراير الماضي الى الان ولم يخطوا اي خطوة عملية في البدء الحقيقي في عملية الاعمار,افلا يحق لهم اي الشيعة اخذ زمام المبادرة لبدء عملية اعادة اعمار المرقدين؟

واذا اصبح وجود ابن الجنوب والفرات الاوسط وبغداد ثقيلا على سامراء واهلها يؤدي الى الفتنة الطائفية والحرب الاهلية,اذن فسامراء اصبحت مقفلة على الشيعة العراقيين واصبحت مربعا امنيا خاصا ومحصورا للاقلية العربية السنية وهذا بحد ذاته يثير تساؤلات حول ملف تهجير الاقلية الشيعية في المحافظات الغربية ومن يقف ويدعم ذلك من جهات سياسية ودينية وعشائرية؟

ان هذا التوجه الانغلاقي المحافظاتي الذي هو اشبه بجدار عزل طائفي خطير جداعلى اللحمة الوطنية والمذهبية وهذا كله يتناقض بشدة مع التصريحات المتشدقة بالوحدة الوطنية والدينية والتباكي على وحدة العراق المهددة بخطر التقسيم من خطر بروز الفيدراليات في العراق من قبل الزعماء العرب للاقلية السنية؟وهذا النهج العازل الذي تبنته سامراء وبدعم سياسي وديني واسناد عشائري يزيد من احقية وجدية المطالبين باقامة الفيدالية في الجنوب والوسط وبغداد في العراق على الاقل كحالة ردع وسياسة المعالمة بالمثل,ناهيك عن ان الفيدرالية ليست سوى نظام اداري ذاتي ضمن الاطار الوطني الوحدوي وليست وسيلة عزل مناطقي مبني كاساس لكانتون طائفي اشبه ما يكون بمربع جغرافي مغلق لطائفة واحدة ومعينة ومحرم على ابن الوطن الاخر دخوله كما هو الحال في سامراء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك