( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )
الوصف الواقعي والحقيقي الذي أطلقه السيد ماجد عبد الرزاق العلي سليمان شيخ مشايخ عشائر الدليم مساء أمس في مكالمة مع قناة العراقية من ان الارهاب ليس له دين أو وطن، جاء ليطمئن العراقيين بأن الحرب الطائفية التي كان الصداميون والتكفيريون يحاولون جاهدين اشعالها سوف لن تقع ما دام ابناء العشائر العراقية الغيورة قد وضعت اصبعها على الجرح، الامر الذي دعاها الى تشكيل قوات عشائرية لمطاردة الارهابيين وتنظيف مناطقهم من هذه الادران.
الارهاب الذي وجد في الساحة العراقية فرصته المناسبة وقبل جاهزية القوات المسلحة العراقية وعدم وجود حكومة قوية وتقصير القوات متعددة الجنسيات وبأعذار واهية في متابعة ومطاردة هذه الفرق الضالة، ادى الى ان تتحرك هذه الزمر بحرية شبه كاملة قبل تشكيل حكومة المشاركة الوطنية. أما اليوم وبعد تصاعد جاهزية هذه القوات من جيش وشرطة وأمن والانتقال من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم حسب الخطة الامنية المحكمة(معاً الى الامام)وتعاون أبناء العشائر ومؤسسات المجتمع المدني وعموم ابناء العراق مع هذه الاجهزة ادى الى انحسار العمليات الاجرامية بشكل كبير وملموس وهذا ما كان العراقيون يتطلعون اليه من امن وأستقرار وكشف وملاحقة هذه الزمر التي تشكلت من عناصر مشبوهة يمكن ان نسميها:
اولاً:الصداميون من بقايا النظام البائد وأجهزته البوليسية التي وجدت نفسها امام خيارين اصعبهما مر، إما الهرب الى خارج الحدود، أو البقاء ومواجهة الموت فالاغلبية هاجرت وعبرت الحدود الى دول الجوار، اما القسم الآخر فقد حمل السلاح الى جانب الفرق الضالة في محاولة يائسة للعودة الى السلطة مرة اخرى فارتكبوا ابشع الجرائم بحق العراقيين كما كانوا يفعلون في السابق، وهاهم اليوم قد تمزقوا وتفرقوا والايام القليلة القادمة سوف تنهي وجودهم الى الابد، اللهم إلا اذا سلموا انفسهم للدولة.
ثانياً :التكفيريون الذين عبروا الحدود وجاؤا الى العراق لنشر(ثقافتهم)غير المألوفة لدى العراقيين لانشاء(إمارة)على غرار إمارة طالبان في افغانستان سابقاً من خلال بث الرعب والهلع بثقافة الذبح والتفخيخ والانتحاريين وغيرها من الجرائم المروعة مما جعلهم زمراً منبوذة من كل العراقيين باستثناء اعداء العراق وأعداء الشعب العراقي الذين وفروا لهم الدعم المادي والحواضن التي آوتهم وصاروا لهم(ادلاء) على الاهداف، فهؤلاء وبعد فشل مشروعهم الجهنمي بدأوا يلفضون انفاسهم الاخيرة تحت الضربات الماحقة لقواتنا العسكرية الوطنية.
ثالثاً: وبعد أن وجد البعض من ذوي النفوس الضعيفة الفرصة مناسبة لتشكيل عصابات مسلحة فقام مسلحوها بخطف العديد من المواطنين وخاصة الاثرياء منهم ومساومة ذويهم على الاموال الامر الذي فاقم كثيراً من الفوضى خاصة اذا علمنا ان هؤلاء شكلوا خطراً كبيراً على حركة المواطن في الشارع والمؤسسة، إلا ان جرائمهم المنظمة بدأت هي الاخرى بالانحسار أمام الفعل العسكري الجيد لاجهزة الدولة الامنية.
الحكومة الوطنية العراقية قد شدت العزم على استئصال جذور جميع هذه الزمر التي عبثت بأمن الوطن وعرضت حياة المواطن للخطر، وإن مبادرة المصالحة الوطنية سوف تعزل هؤلاء وتعريهم وتفرزهم عن الذين اختلفوا معها-الحكومة-في الرأي ولم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين، فهؤلاء هم المدعوون الى مائدة المصالحة ليساهموا في بناء العراق الجديد ممن غاب أو تغيب عن ركب التحول الديمقراطي التعددي الاتحادي وعلى اسس المساواة وتكافؤ الفرص لكل العراقيين الشرفاء فالعراق لكل العراقيين وليس لطائفة معينة او لقومية او مذهب بحد ذاته.
https://telegram.me/buratha