منى البغدادي
احيانا نخدم اعداءنا دون ان نشعر ويستدرجوننا لمواقع هي في الواقع ليس لصالحنا وهم خبراء في عمليات الاستدراج لكي يحققوا اهدافهم واغراضهم الدنيئة.احياناً هم يبدأون نشر الاشاعة التي تبدو ضدهم ونحن نرددها بقوة ولكنها في نهاية المطاف من الاشاعات المحبطة التي تنفعهم ولا تضرهم.امثلة ذلك كثيرة ونشير الى بعضها على نحو الشاهد وليس الحصر ولكن يستحضرني اهم هذه الاشاعات الذكية التي اطلقها البعثيون لكي نرددها وراءهم ونحقق ما يصبون اليهم عن طريق اعلامنا والسنتنا.فقد اشيع في بغداد في بداية تسلم صدام السلطة وتنحية البكر سنة 1979 بان صدام زار مدرسة ابتدائية في الكرخ وسأل احد تلاميذها هل تعرفني فاجاب الطفل ببراءته نعم اعرفك لان ابي كلما يشاهدك بالتلفاز يبصق على صورتك او يرميها بالنعال فتم اعتقال والد هذا التلميذ بحسب هذه الاشاعة الذكية.كلنا رددناها بقوة في مدينتنا التي تنتشر فيها الاشاعة كانتشار النار في الهشيم او تنتقل اسرع من البرق ومثل هذه الحكاية متوقعة في سلوك صدام وحزبه ولكن بالنتيجة ان جميعنا قد اتعظ منها واخذ لا يتحدث عن صدام امام اطفاله لكي لا يتكرر ما حصل في مدرسة الكرخ من حادثة مثيرة وتحقق لصدام عن طريقنا ما كان ينشده فاصبح بعضنا يلقن اطفاله كذباَ بان "بابا صدام حباب".اذن حققت هذه الاشاعة اهدافها واغراضها ولكن عن طريقنا وهذه من الاشاعات المثيرة التي تنفع صدام اكثر مما تضره بل لا تضره مطلقاً.والاشاعة الاخرى التي اثارها النظام وسربها الى اعلامنا المعارض وهي لم تكن اشاعة بل حقيقة ولكن نشرها كان يخدم النظام كثيراً وهي وجود ثرامة لحم بشري على شط العرب لادخال المعارضين احياءاً فيها واخراجهم اشلاء مثرومة والقائها في شط العرب.كنت اعمل في اعلام معارض موجه لداخل العراق فرفضت نشر هذه المعلومة سواء كانت حقيقة او اشاعة لان نتائجها لا تصب لصالحنا بل تخلق الرعب والخوف في نفوس المترددين في المعارضة فلو اطلع عليها بعض المجاهدين فيشعر انه سيذهب للثرامة وليس لمقاتلة ازلام السلطة.واشاعات اخرى اثارها النظام لخلق الرعب والفزع في نفوسنا عن اساليب التعذيب وطرق الموت الوحشية طبعاً لا شك ان ما فعله النظام ابشع مما قيل او يقال ولكنه يستهدف نشر الرعب في اوساطنا داخل العراق لكي يتردد الجميع بمعارضته.ولذا اشيع ان صدام صاح بوجه مدير شرطة الحلة السابق اثناء انتفاضة شعبان فخر ميتاً خوفاً من صدام وغضبه وكذلك ولا ننفي ذلك ولكن كان النظام يستفيد كثيراَ من اتهامنا له باغتيال السيد محمد تقي الخوئي نجل اية الله العظمى السيد ابو القاسم الخوئي (قدس سره) بين طريق كربلاء المقدسة والنجف الاشرف في حادث سير مدبر والحادث وان كان من تدبير المخابرات العراقية فان نشره بهذه الطريقة واتهام صدام كان يجري لصالحه وليس ضده وذلك لخلق الرعب وسط الحوزة وشعور الجميع بانهم مستهدفون من قبل النظام..واحياناً نكون بوقاً مجانية للبعثيين بنقل الحكايات المرعبة عنهم وخلق بذور الخوف والرعب لدى ابناء شعبنا كما كان يفعل النظام السابق في قضية ابو طبر والتي عاش فيها العراقيون اياماً مرعبة في بدايات السبعينيات وتحول الفزع والهلع في كل بيت عراقي يتوقع ان يكون ضحية ابو طبر المزعوم.واما اليوم وبعد سقوط نظام البعث فاننا مازلنا نكرس المخاوف والرعب في داخل نفوس المواطنين وخلق هالة من الشبحية لحزب البعث.لا يمكن ان يكون البعث خطراً على المسيرة الجديدة بهذه الطريقة المهولة وليس من الصحيح ارتكاز الرعب والخوف في نفوس شعبنا واشعارهم باننا خائفون ومرعوبون منهم ونحن كنا ومازلنا لم ولن نخشى هذا الحزب وهو في ذروة بشاعته وقوته عندما كان في السلطة فكيف الان وقد انتهت سلطته القمعية ولا مجال لتكرار افعالهم الاجرامية.واذا كان البعثيون يعولون على عصابات القاعدة في الحاق الاذى بشعبنا فانهم جبناء مرعوبون ولا يمتلكون مقومات البقاء والاستمرار.وليعلم قادتنا وابناء شعبنا ان البعثيين شراذم مهزومة ليس باستطاعة صالح المطلك او غيره من بث الحياة في نفوسهم فقد انهاروا ولم ولن يعودوا الى ساحة العمل السياسي بالعراق ابدا.
https://telegram.me/buratha