زهراء الحسيني
دعوات الائتلاف الوطني العراقي لكل الاطراف في الساحة العراقية بضرورة اتخاذ القرار للانضمام له وتحديداً دعواته المتكررة حتى اللحظة الاخيرة لائتلاف دولة القانون يعكس حرص واخلاقية هذا الائتلاف على تشكيل ائتلاف وطني ينهض بمسؤوليته الوطنية لمواجهة المستجدات والتطورات الحاصلة في تشكيل الائتلافات والتحالفات التي يشكل بعضها خطراً حقيقياً على العملية السياسية خاصة تلك التحالفات المدعومة خارجياً.
الاصرار الائتلافي الوطني ورغبته الاكيدة بانضمام ائتلاف دولة القانون لم يأت من فراغ او حاجة سياسية محضة ولا من اجل الحصول على المزيد من المقاعد في البرلمان القادم من اجل تشكيل الحكومة بما ضمنه الدستور لاكبر كتيل حق تشكيل الحكومة. الائتلاف الوطني لا ينظر برؤية ضيقة مفادها الربح والخسارة او يتعامل مع الواقع الجديد بالمكاسب الانية الطارئة بل يتعاطى مع الائتلافات واهمية انضمامها اليه بنظرة بعيدة المدى وبرؤية استراتيجية غير منفعلة او مرتجلة وقد يتعامل مع الاخرين كتعامل الاب الحنون على اولاده وفلذات كبده ممن لا يرون احياناً المصلحة الحقيقية فينساقون باتجاهات شتى ومنحدرات ضيقة لا يدركون خطورة مواقفهم ولا يستشرفون مديات مساحاتهم القادمة في ساحة اعدت باحكام يصعب الخروج منها بلا ضريبة او ثمن باهض.
اصرار الائتلاف الوطني المفرط على انضمام اخوانهم في دولة القانون اليهم اغرى اعضاء ائتلاف دولة القانون كثيراً واشعرهم هذا الاصرار الائتلافي الوطني بمفاهيم وتصورات بعيدة عن الواقع وهو ما يضع المسؤولية في عنق الاخوة ائتلاف دولة القانون لكي يتحملوا مسؤولية قرارهم ولا يحملون الاخرين انفرادهم في ساحة محفوفة بالمخاطر والاهتزازات.ينظر الائتلافيون بعين مجردة عن الاطماع والمصالح الذاتية ويهمهم الحفاظ على المعادلة الجديدة التي حصلت في العراق بعد سقوط المعادلة السابقة ويدركون خطورة المخطط القادم المدعوم اقليمياً وخارجياً ومحلياً لاجهاض المعادلة الجديدة عن طريق تشتيت الائتلافات القوية واضعافها ولذا تراهم يتفهمون الموقف اكثر من غيرهم ولا يعيشون اوهام واحلام لا تمت للواقع بادنى صلة لانهم واقعيون وموضوعيون وهذا احد اسرار الاصرار على انضمام الاخرين اليهم.
https://telegram.me/buratha