المقالات

حرية التعبير بين الحقيقة والادعاء

883 17:42:00 2009-11-14

كامل محمد الاحمد

كثير الكلام في العالم العربي عن حرية التعبير عن الرأي، ومختلف انواع الحريات، والغريب ان الجزء الاكبر من ذلك الكلام ينطلق من الانظمة السياسية الماسكة بزمام الامور والتي تتسم بأنها ذات نزعات استبدادية شمولية تسلطية، وانها لاتستطيع تقبل حقيقة مشاركة الاخر لها في السلطة والقرار السياسي.ان الحديث عن حرية التعبير في ظل الانظمة الاستبدادية الديكتاتورية هو ضحك على الذقون بكل معنى الكلمة. ماذا يمكن ان ينتظر المرء من اشخاص مستبدين يبقون متربعين على عروش السلطة لايتزحزحون منها الا عبر الموت او الاغتيال او الانقلاب؟.

وهؤلاء المستبدين ينفقون اموالا طائلة على انشاء القنوات التلفزيونية الفضائية وفتح الصحف والمجلات تأسيس مراكز الابحاث والدراسات، ومنظمات المجتمع المدني، لكنهم لايسمحون لاي واحدة من تلك المؤسسات الكثيرة والكبيرة ان توجه كلمة نقد صغيرة وعابرة لهم.

وهدفهم من وراء كل ذلك تلميع صورهم المسخة والقاتمة، وتضليل الرأي العام، والتغطية على ممارساتهم وسلوكياتهم السلبية، ونشر قيم الرذيلة والانحلال والتفسخ الخلقي في المجتمع، في الوقت الذي يحاولون فيه اظهار انفسهم بالمحافظين والصائنين للقيم الدينية والاعراف الاجتماعية. فعلى سبيل المثال لا للحصر فأن الجهة التي تمول وترعى قناة تلفزيونية مثل روتانا تبث كل ما يتنافى مع الدين والاخلاق والاعراف، نراها في ذات الوقت تمول وترعى قنوات تلفزيونية تختص بنشر الثقافة الدينية، في ازدواجية فاضحة وتناقض يعكس خللا في البناء السيكولوجي للاشخاص، وهوة واسعة جدا بين الفعل والقول. لم تحتمل الجهة التي ترعى حزمة قنوات روتانا بكل ابتذالها وضحالتها وجود قناة مثل العالم تطرح رؤى وتوجهات لاتلتقي مع رؤاها وتوجهاتها السياسية والعقائدية، لذلك عمدت الى حجب بثها عبر الاقمار الصطناعية التي تتحكم بها وتسيطر عليها. يبدو انها نسيت ان الحقيقة لاتحجب بغربال، وانه لايصح في نهاية المطاف الا الصحيح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2009-11-15
لاتوجد حرية للتعبير بحق حتى من خلال مجرد التعليق من على موقع براثا. مع جزيل الشكر .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك