علي المؤمن
اربع سنوات مرت على أخر زيارة لي لمدينتي الناصرية ومع دخولي وقت الغروب شاهدت تغيراً واضحاً في ملامح المدينة وشوارعها ودخلت إلى منطقتي القديمة في منطقة الإسكان وكان الحديث المسائي عن أحوال المدينة وأهلها والوضع السياسي العام والخاص وكانت حصة الخدمات المقدمة للمدينة هي الأكبر من حديثنا ولفت نظري في حديث أقاربي وأصدقائي شبه إجماع على إن المجلس السابق لمحافظة ذي قارقدم الشيء الكثير وان اغلب ما موجود من اعمار ومشاريع يعود لمجلس المحافظة السابق وشارك في الحديث احد اعمامي ممن تجاوز السبعين قائلاً بأنه لم يشاهد في حياته إعمال بناء واعمار في مدينة الناصرية وباقي مدن ذي قار مثل ما شهده في السنوات الماضية وفي فترة المجلس السابق تحديداً وشعرت بالخجل لعدم تمكني من المشاركة في الحديث والتقييم وإنا ابن الناصرية والمحب لها ولم أجد لنفسي عذراً إلا إنني ومنذ ثلاثين عاماً اسكن في العاصمة البريطانية حتى أصبحت من أهلها.
وفي صباح اليوم الثاني تجولت برفقة احد أصحابي لزيارة الأصدقاء والمعارف وحقيقة شاهدت أشياء جميلة والأجمل إنني شاهدت مشاريع تؤسس لعمران حقيقي وأساس مستقبلي وعندما كنت اسأل عن هذه المشاريع وجدت نفسي في حيرة لان البعض نسب المشاريع إلى المحافظ السابق عزيز كاظم علوان بينما نسب اخرون الجهد الأكبر في انجاز مشاريع إلى أبو صادق العكيلي وظننت إن هذا أمر عادي إن يتعاون أكثر من شخص على متابعة انجاز المشاريع حتى وجدت إن أصدقائي يختلفون على من أنجز مشروع ما أو شارع أو بناية معينة فقسم يذكر اسم المحافظ علوان وأخر يذكر اسم العكيلي وظننت انهم يختلفون في التقييم حول جهود الأشخاص.
وعندما كنا نتمشى في احد شوارع الناصرية الجميلة سمعت احد أصدقائي يقول ذاك هو أستاذ عزيز واقف أمام إحدى البنايات وأجابه الأخر العكيلي أي والله هو أبو صادق وعندها فقط عرفت إن الاسمين لشخص واحد هو المجاهد العكيلي والمحافظ عزيز كاظم علوان ابن الناصرية البار تقدمت منه وسلمت عليه وقبلته عدة مرات وقبلت جبينه وقلت له قد يكون لك اسمان فقط ولكن لك ألاف حالات الوفاء لأهل مدينتي ذي قار وسط دهشة المحافظ السابق واستغرابه تركته دون ان اعرفه بنفسي.
وها إنا اكتب ما مررت به لعل الأخ والأستاذ عزيز كاظم علوان يقرأ ذلك ويجد تفسيراً لقولي وتصرفاتي ويجد جواباً لدهشته من تصرفي وقولي ويبقى دعائي وشكري للمجاهد أبو صادق العكيلي ولكل من خدم ويخدم وطنه بجد وإخلاص
https://telegram.me/buratha