ابو ميثم الثوري
ليس مهماً حجم عناصر حزب البعث في العراق في العهد البائد وليس مهما الكثرة التي كان يمثلها السواد الاكبر من المنتمين لهذا الحزب حتى اصبح الاستثناء هو غير المنتمي لصفوف حزب البعث وربما نتعجب ونستغرب لو رأينا مواطناً في وظيفة حكومية او برتبة عسكرية او ذا موقع مهم لم ينتم لحزب السلطة. والمفارقة ان اساليب الضغط والقهر والتخويف لكسب عناصر الحزب اصبحت قضية مضحكة بينما شهد العراق كله كيف انهارت منظومة حزب البعث في التاسع من نيسان سنة 2003 بمجرد سقوط (المهيب) الذي اختزل الحزب وعناصره بشخصه.
فالمستقل بالعراق اصبح متهماً مطارداً ولا يكاد يجد ملجأ من مطاردة وضعط السلطة بل اصبحت الاستقلالية تهمة ولذا يحاول الكثيرون من ابناء شعبنا التحايل او ايجاد فرصة للخلاص من مطاردة ومسائلة الحزب عن طريق الانتماء الشكلي لهذا الحزب. والغريب اللافت ان عناصر قيادية في حزب السلطة تعترف بهذه الحقيقة المرة وهي تعلن بكل صراحة اثناء مفاتحتها الاخرين بالانتماء للحزب بمصارحتهم بان الانتماء مجرد شكلي لكي تجد الوظيفة المناسبة او تنآى عن المسائلة او الملاحقة.والحشود المليونية التي تورطت بالانتماء قهراً او خوفاً او طمعاً لم تؤمن بحزب البعث فكراً وتنظيماً بل انخرطت في صفوفه لتأمين ارزاقها وحفظ اعناقها.
ومن هنا فان العراق الجديد وقادته اخذوا ينظرون الى هذا الواقع وظروفه بنظر الاعتبار ولذا اكدوا بان قانون اجتثاث البعث يشمل البعثيين الذين تورطوا بدماء الابرياء من ابناء شعبنا وليس الذين انتموا قسراً وطمعاً. واذا كانت ظاهرة الانتماء لحزب البعث بهذه الطريقة المضحكة والهزيلة كما اعترف بها ازلام البعث انفسهم فلماذا يحاول بعض السياسيين في العراق الجديد القفز على هذه المعادلة والقناعة والاحياء لعناصر الحزب بانهم مهمون ومقبولون. فان هناك من يعول على استقطاب واجتذاب هؤلاء ليسوا كمواطنين اسوياء يستحقون الحياة والبقاء والعيش الكريم بل لكونهم بعثيين ولهم خبرة وتجربة في العهد البائد. هناك تكمن الخطورة والمغالطة فهؤلاء البعثيون يعترفون علناً وخفية بان حزب البعث كان كارثة للعراق ولشعبه واعترف بذلك وطبان امام المحكمة وكذلك يعلنون بان انتماءهم للبعث كان مهزلة من اجل الخلاص من الملاحقة او الطرد من الوظيفة ولكن يأتي سياسيون امثال صالح المطلك فيحاول تضليل الواقع وحجب الحقيقة فيمنح البعثيين شرعية ووطنية هم اساساً غير معترفين بها.
دور صالح المطلك لاخفاء الحقيقة وخلط الاوراق والتعتيم على الواقع الجديد وتحسين صورة البعث الكالحة عبر احتوائه ازلام البعث من اجل كسب الاصوات للانتخابات القادمة. من حقه ان يختار الاساليب والاليات الصحيحة لكسب الاصوات وجذب الانصار ولكن ليس على حساب ضحايا العراق وشهدائه وتناسي حقبة دموية ومأساوية دفعنا ثمنها. على المطلك وامثاله كسب البعثيين لكونهم مواطنين يستحقون الحياة والتسامح والعفو لا بعنوانهم بعثيين مناضلين ومجربون فهذه مؤامرة للدفاع عن قتلة ابناء العراق ومحاولة لتأهيلهم من جديد وعن طريق الديمقراطية رغم رفضهم دستورياً وقانونياً.
https://telegram.me/buratha