زهراء حسين
يبدو ان معايير الديمقراطية اتخذت مسارات متعددة بحسب الافهام والوعي والعام فقد يتصور البعض ان الديمقراطية تعني بشكل عام رأي الشعب ضمن السياقات السائدة وان كانت شكلية وصورية والمهم هو الايحاء بان رأي الشعب هو المقبول وان تعددت الياته وطرقه.وقد يتصور اخرون بان الديمقراطية تعني في بعض معانيها هي نسبة التصويت المؤدية الى استئثار واحتكار السلطة ولو بنسبة الاغلبية البسيطة والانفراد بالسلطة والقرار ولو على حساب بقية المكونات.وربما اساء بعض المغرضين الى القوى الوطنية الاسلامية في العراق بوصمهم اعداء الديمقراطية والانفراد بالسلطة والاستبداد بالقرار.وقد اغرى هؤلاء غياب التجربة في الحكم واستمرار الوضع الاسلامي الوطني طيلة عقود من الزمن في اطار المعارضة.والاداء العام لرجالات الحركة الاسلامية في المغرب العربي وتداخلات الوعي التكفيري والسفلي في توجيه مسارات الوعي العام في المنطقة واعلام الانظمة الحاكمة ساهم الى حد بعيد في ايجاد مثل هذه التصورات المشوشة والمشوهة.واليوم وبعد سقوط النظام ووصول الوطنيين الاسلاميين الى دفة الحكم والقرار عن طريق صناديق الانتخابات ونجاحهم في الاداء الديمقراطي يكون اعداء التجربة العراقية الجديد في احراج شديد الامر الذي جعل كل اتهاماتهم وتصوراتهم الخاطئة على الاسلامية في مهب الرياح.واداء تيار شهيد المحراب الذي يمثل النموذج الحضاري المتقدم للقوى الوطنية والاسلامية اثبت بوضوح لا يقبل الشك او التردد بان تيار شهيد المحراب اعطى درساً وانطباعاً متميزاً على قدرته بالحضور الديمقراطي في العراق.والانتخابات التمهيدية التي اطلقها هذا التيار هي نموذج حضاري متطور ومتحضر على قدرة الوطنيين الاسلاميين على الممارسة الديمقراطية في العراق الجديد.
https://telegram.me/buratha