علي الثوري
ليس عيباً ان يعترف السياسيون في اخطائهم وحساباتهم وليس عاراً ان يغيروا مواقفهم وقناعاتهم ومتنياتهم بسبب المتغيرات ولكن كل العيب هو المكابرة والاصرار على الخطأ والبقاء بعيداً عن التغيير.ويبدو ان مكابرة الاخوة في حزب الدعوة واصرارهم على الخطأ دفعهم ليقفوا موقفاً متردداً ومتحيراً في خطأ حساباتهم وانفرادهم بائتلاف دولة القانون الذي اضحى وضعه في خطر كبير بعد تشكيل ائتلافات جديدة وفشل ائتلاف دولة القانون من الامتداد للمنطقة الغربية التي عول عليها كثيراً. كان ائتلاف دولة القانون يحسب ان الشيخ احمد ابو ريشة سينضم الى ائتلافه وان النجيفي سيكون قطباً فاعلاً من ائتلاف دولة القانون وبذلك سيضمن المنطقة الغربية والموصل واكثر المناطق التي تحظى باهتمام واحترام الصحوة وشيوخها وقادة كلتة الحدباء الموصلية.
وكان الاخوة في حزب الدعوة ارادوا المماطلة في الوقت وجر الائتلاف الوطني العراقي الى ساحة الانتظار والتعويل على الاتحاد مع ائتلاف دولة القانون واللعب باعمل الزمان لاحراج الائتلاف الوطني امام رموزه وقواه الراغبة في تشكيله ومن ثم يعلن ائتلاف دولة القانون منفرداً عن الائتلاف الوطني وبذلك يوجه ضربة قاصمة للائتلاف الوطني والقوى الراغبة بالانضمام اليه. ويبدو ان الاخوة في الائتلاف الوطني ادركوا هذه اللعبة والخدعة التي كررها الاخوة في حزب الدعوة في تشكيل مجالس المحافظات فكان حزب الدعوة يتفق مع المجلس صباحاً وينقضه مساءً بحجة تمرد الاخوة الدعاة على اوامر القيادة المركزية في بغداد.
وبعد الاعلان عن الائتلاف الوطني العراقي بوقت مبكر ورفض حزب الدعوة الانضمام اليه أملاً بانضمام الشيخ ابو ريشة والنجيفي له اصبح ائتلاف دولة القانون في وضع لا يحسد عليه فاتضحت الائتلافات والخنادق وشعر هذا الائتلاف بانه يسير بالاتجاه الخطأ وان التعويل على المناطق الغربية وحتى بغداد اصبح من الخيال والسراب.والمفارقة ان اندماج حزب اياد علاوي مع الحوار الوطني بزعامة صالح المطلك وامكانية الائتلاف مع جماعة الحزب الاسلامي او جماعة وحدة العراق وسع من طبيعة الائتلافات القوية التي يمكن ان تسيطر على وعي الناخب العراقي وينأى المشهد القادم بعيداً عما حصل في المشهد الانتخابي في مجلس المحافظات بينما اصبح ائتلاف دولة القانون محصوراً في مناطق التأثير والنفود للائتلاف الوطني العراقي وهو ما جعله يفكر بخطورة خطواته القادمة بالاضافة الى قوة الائتلافات والتحالفات المدعومة اقليمياً ودولياً التي اصبحت تشكل خطراً حقيقياً على ائتلاف دولة القانون.
هذا الشعور بالخطر الذي يراود ائتلاف دولة القانون قد يقودهم باصدار اشارات ورسائل للائتلاف الوطني العراقي بعودة المفاوضات والمباحثات بتشكيل ائتلاف واحد من الائتلافين وبالقدر الذي يحفظ ماء حزب الدعوة ويحمي مكابرتهم ولا يخدش حياءهم. وسيحاول حزب الدعوة ووفق قاعدة "يتمنعن وهن راغبات" بالالتحاق بالائتلاف الوطني العراقي وبسيناريو يوحي بطلب من الائتلاف الوطني العراقي لكي يضمن هيمنة الائتلاف الجديد على اصوات المناطق الوسطى والجنوبية واجزاء من بغداد ويدعي بوقت مبكر بانه هو المنقذ للائتلاف الوطني العراقي وان الاصوات المتوقعة في الانتخابات القادمة التي سيحصل عليها الائتلاف الجديد المفترض كانت بسبب انضمام ائتلاف دولة القانون للائتلاف الوطني العراقي.ننصح الائتلاف الوطني العراقي ونحذره من الوقوع في فخ حزب الدعوة الذي نصبه للائتلاف وعدم القبول باي مقترح يفرضه حزب الدعوة ولابد من التذكير بما حصل من الاعيب في تشكيل مجالس المحافظات.
والخطر الاكبر ان حزب الدعوة لا يفكر بمصالح الاخرين وطبيعة خطورة المرحلة القادمة الا اذا شعر بان مصالحه الخاصة بخطر ولذا من الخطأ الفادح ان يعلن انضمامه الى الائتلاف الوطني العراقي لاسباب كثيرة نشير الى اخطرها هو شعور العراقيين بعودة الائتلافات الطائفية من جديد الامر الذي يشجع المكونات الاخرى لتحشيد ائتلافات بنفس النمط الطائفي لكي نعود الى المربع الاول الذي شهدناه في الانتخابات السابقة. اذا وافق الائتلاف الوطني العراقي بمقترح الدعوة الاضطراري والبراغماتي فان ذلك سيؤدي الى انشطارات سريعة في جسد الائتلاف الوطني العراقي من جديد وربما سيتشظى الائتلاف الى شظايا غير متآخية ونخسر الحلفاء الجدد ولم نكسب الحلفاء القدامى الذين كانوا لا يشعرون بمصالح الاخرين او مصالح شعبهم.
https://telegram.me/buratha