المقالات

رهانات المالكي الخاسرة والتعويل على السراب

771 18:52:00 2009-11-11

علي الثوري

 ليس عيباً ان يعترف السياسيون في اخطائهم وحساباتهم وليس عاراً ان يغيروا مواقفهم وقناعاتهم ومتنياتهم بسبب المتغيرات ولكن كل العيب هو المكابرة والاصرار على الخطأ والبقاء بعيداً عن التغيير.ويبدو ان مكابرة الاخوة في حزب الدعوة واصرارهم على الخطأ دفعهم ليقفوا موقفاً متردداً ومتحيراً في خطأ حساباتهم وانفرادهم بائتلاف دولة القانون الذي اضحى وضعه في خطر كبير بعد تشكيل ائتلافات جديدة وفشل ائتلاف دولة القانون من الامتداد للمنطقة الغربية التي عول عليها كثيراً. كان ائتلاف دولة القانون يحسب ان الشيخ احمد ابو ريشة سينضم الى ائتلافه وان النجيفي سيكون قطباً فاعلاً من ائتلاف دولة القانون وبذلك سيضمن المنطقة الغربية والموصل واكثر المناطق التي تحظى باهتمام واحترام الصحوة وشيوخها وقادة كلتة الحدباء الموصلية.

وكان الاخوة في حزب الدعوة ارادوا المماطلة في الوقت وجر الائتلاف الوطني العراقي الى ساحة الانتظار والتعويل على الاتحاد مع ائتلاف دولة القانون واللعب باعمل الزمان لاحراج الائتلاف الوطني امام رموزه وقواه الراغبة في تشكيله ومن ثم يعلن ائتلاف دولة القانون منفرداً عن الائتلاف الوطني وبذلك يوجه ضربة قاصمة للائتلاف الوطني والقوى الراغبة بالانضمام اليه. ويبدو ان الاخوة في الائتلاف الوطني ادركوا هذه اللعبة والخدعة التي كررها الاخوة في حزب الدعوة في تشكيل مجالس المحافظات فكان حزب الدعوة يتفق مع المجلس صباحاً وينقضه مساءً بحجة تمرد الاخوة الدعاة على اوامر القيادة المركزية في بغداد.

وبعد الاعلان عن الائتلاف الوطني العراقي بوقت مبكر ورفض حزب الدعوة الانضمام اليه أملاً بانضمام الشيخ ابو ريشة والنجيفي له اصبح ائتلاف دولة القانون في وضع لا يحسد عليه فاتضحت الائتلافات والخنادق وشعر هذا الائتلاف بانه يسير بالاتجاه الخطأ وان التعويل على المناطق الغربية وحتى بغداد اصبح من الخيال والسراب.والمفارقة ان اندماج حزب اياد علاوي مع الحوار الوطني بزعامة صالح المطلك وامكانية الائتلاف مع جماعة الحزب الاسلامي او جماعة وحدة العراق وسع من طبيعة الائتلافات القوية التي يمكن ان تسيطر على وعي الناخب العراقي وينأى المشهد القادم بعيداً عما حصل في المشهد الانتخابي في مجلس المحافظات بينما اصبح ائتلاف دولة القانون محصوراً في مناطق التأثير والنفود للائتلاف الوطني العراقي وهو ما جعله يفكر بخطورة خطواته القادمة بالاضافة الى قوة الائتلافات والتحالفات المدعومة اقليمياً ودولياً التي اصبحت تشكل خطراً حقيقياً على ائتلاف دولة القانون.

هذا الشعور بالخطر الذي يراود ائتلاف دولة القانون قد يقودهم باصدار اشارات ورسائل للائتلاف الوطني العراقي بعودة المفاوضات والمباحثات بتشكيل ائتلاف واحد من الائتلافين وبالقدر الذي يحفظ ماء حزب الدعوة ويحمي مكابرتهم ولا يخدش حياءهم. وسيحاول حزب الدعوة ووفق قاعدة "يتمنعن وهن راغبات" بالالتحاق بالائتلاف الوطني العراقي وبسيناريو يوحي بطلب من الائتلاف الوطني العراقي لكي يضمن هيمنة الائتلاف الجديد على اصوات المناطق الوسطى والجنوبية واجزاء من بغداد ويدعي بوقت مبكر بانه هو المنقذ للائتلاف الوطني العراقي وان الاصوات المتوقعة في الانتخابات القادمة التي سيحصل عليها الائتلاف الجديد المفترض كانت بسبب انضمام ائتلاف دولة القانون للائتلاف الوطني العراقي.ننصح الائتلاف الوطني العراقي ونحذره من الوقوع في فخ حزب الدعوة الذي نصبه للائتلاف وعدم القبول باي مقترح يفرضه حزب الدعوة ولابد من التذكير بما حصل من الاعيب في تشكيل مجالس المحافظات.

والخطر الاكبر ان حزب الدعوة لا يفكر بمصالح الاخرين وطبيعة خطورة المرحلة القادمة الا اذا شعر بان مصالحه الخاصة بخطر ولذا من الخطأ الفادح ان يعلن انضمامه الى الائتلاف الوطني العراقي لاسباب كثيرة نشير الى اخطرها هو شعور العراقيين بعودة الائتلافات الطائفية من جديد الامر الذي يشجع المكونات الاخرى لتحشيد ائتلافات بنفس النمط الطائفي لكي نعود الى المربع الاول الذي شهدناه في الانتخابات السابقة. اذا وافق الائتلاف الوطني العراقي بمقترح الدعوة الاضطراري والبراغماتي فان ذلك سيؤدي الى انشطارات سريعة في جسد الائتلاف الوطني العراقي من جديد وربما سيتشظى الائتلاف الى شظايا غير متآخية ونخسر الحلفاء الجدد ولم نكسب الحلفاء القدامى الذين كانوا لا يشعرون بمصالح الاخرين او مصالح شعبهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك