منى البغدادي
طالما تساءلت مع نفسي ماذا لو عاد البعثيون الى السلطة بعد فراق دام سبع سنوات الا قليلاً ؟وماذا بوسعهم ان يفعلوا مع العراقيين لو عادوا من جديد؟ وكيف سيتعاملون مع خصومهم وابناء شعبهم؟ والبعثيون الذين يتعاملون بهمجية واستهتار وهم داخل الاقفاص فكيف سيتعاملون خارج القفص؟هذه تساؤلات كنت اطرحها على نفسي ولا اشك لحظة لو انهم لو عادوا لفعلوا ابشع مما فعلوا سابقاً ولارتكبوا الف جريمة وكارثة ولا يهمهم الف مقبرة جماعية فانهم متآمرون وحشيون وانتقاميون لا يترددون في ارتكاب اية حماقة ومغامرة.والقاء نظرة متأنية لسلوك البعثيين في حقبتين متقاربتين احدهما عندما كانوا في السلطة واخرى خارجها تمنحنا رؤية متبصرة عن اجرامية هؤلاء الذين يسعون الى البقاء ولو على برك الدماء ويطمحون للسلطة ولو على اشلاء الابرياء.بعد فشلهم الذريع في اعادة العراق الجديد الى المربع الاول واعادته الى المعادلة السابقة او اجهاض المشروع الديمقراطي في العراق عمدوا الى خطوة ثانية ومرحلة اخرى وهي التحرك من داخل العملية السياسية وليس من خارجها وصولاً لتحقيق مأربهم واغراضهم الشريرة.وهذا المخطط الخطير يحتاج الى حواضن ومحطات داخلية في العملية السياسية وغطاء سياسي ينسجم مع ملامح العراق الجديد ويحتاج الى تلون ونفاق وتأقلم والبعثيون قادرون على ذلك فهم خبراء في التلون والنفاق ولديهم تجربة كبيرة في هذا المجال.ونقولها للتأريخ ان البعثيين لم يكونوا يوماً قاصرين في حفاظهم على السلطة والدفاع عنها ولكن الخطأ الفادح الذي ارتكبه الطاغية صدام المقبور هو اختزال العراق كله وحزبه بشخصه فاصبح الحزب يكل كوادره وطاقاته رهن بقاء صدام المقبور ولذا فانه بمجرد انهيار صدام انهار الحزب ومؤسساته القمعية والامنية الدموية ولو كان الطاغية صدام شكل الدولة العراقية في اطار مؤسساتي وفسح المجال لطاقات حزبه بالتحرك باتجاه المؤسسة والدولة والقانون لما انهار حزبه بانهيار نظامه.وما نخشاه ونحذر منه في التجربة العراقية الجديدة هو تغلغل وتسلل بقايا حزب البعث والدخول ضمن قوائم انتخابية معلومة التوجه والفكر وايجاد فسحة قانونية للوصول الى مفاصل الدولة عن طريق الانتخابات ومحاصرة العراق الجديد ديمقراطياً.والحل الواعي في منع دخول البعثيين الى العملية السياسية والميدان الانتخابي هو تفعيل بنود الدستور العراقي الذي حظر بوضوح نشاط حزب البعث في العراق والا فان العراق يتجه بوجود البعثيين الى حافية الهاوية ومزالق الكارثة.
https://telegram.me/buratha