المقالات

أسوأ طاغية في التأريخ

1549 21:59:00 2006-09-19

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

على أثر الصدمة العنيفة التي تلقيناها الاسبوع الماضي والتي أدهشت كل المراقبين السياسيين ما نطق به قاضي المحكمة الجنائية التي تحاكم الدكتاتور صدام وستة من أزلامه بقضية الانفال سيئة الصيت بعد مداخلة جرت مع أحد المشتكين والتي حاول من خلالها صدام أن يدفع عن نفسه تهمة الدكتاتورية الامر الذي اذعن له القاضي العامري واكد من على شاشة التلفزيون وأمام ملايين المشاهدين بالقول(انك لست دكتاتوراً)، موجهاً الخطاب للطاغية والدكتاتور المنبوذ.

لا نريد أن نشكك بنزاهة المحكمة ولكننا نرى أن ما تفوه به السيد القاضي يعد خرقاً واضحاً لحياديته هو وليس لحيادية المحكمة، بل فسر هذا القول على انه انحياز كامل الى جانب المتهم وهذا ما يوقع المحكمة في دائرة الشك والريبة من القادم، وكنا قبل ان يعقد قاضي التحقيق السيد رائد جوحي مؤتمره الصحفي بعد استراحة المحكمة والتي لم تعاود انعقادها في الجلسة السابعة نظن بأن السيد العامري كان يتهكم بالدكتاتور أو يستهزئ برده هذه الصفة، إلا ان القاضي السيد جوحي نأى بنفسه لاكثر من ست مرات عندما سئل عما قاله العامري وتهرب بشكل واضح عن الاجابة ربما بقناعة أن القاضي كان يقصد ما قال، حيث لم يصدر الى الآن أي توضيح من قاضي المحكمة حول هذا الكلام الذي جرح مشاعر العراقيين .

الذين قرأوا التأريخ جيداً، واطلعوا على تقارير المخابرات الدولية حول جرائم التي ارتكبت في راواندا وفي رومانيا وفي الشيشان وفي دار فور وغيرها اكدوا على ان هذه الجرائم على سعتها ووحشيتها لم ترتق الى مستوى جرائم صدام وأجهزته الامنية بحق العراقيين حيث وصفوه بأنه ليس دكتاتوراً فقط بل انه اسوأ طاغية في التاريخ، فلا هتلر ولا شاوشسكو ولا حتى سربروس قد استطاع أن يرتقي جرمياً لما وصله هذا الدكتاتور، فهولاء لا يشكلون سوى اقزام امام هذا المجرم.

نحن لا نريد ان نمس عواطف السيد القاضي ولا معتقداته فكتاب الله سبحانه وتعالى أمامه وفق رأسه الاية الكريمة{وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْل}.لكن المؤسف ان يدعي بأنه يوزن كلماته بدقة قبل ان يتفوه بها خوفاً من تفسيرها خطأ، فهل وزن كلامه هذا وأمامه آلاف الوثائق الجرمية التي تدين الدكتاتور وخاصة ما يتعلق بإبادة الجنس البشري؟!

نحن إعلاميون ولسنا فقهاء قانون أو شريعة لا ننقل الا ما نسمعه وما نراه بكل حيادية ودقة وشفافية وصدق وأمانة لذلك سوف انقل لك اخي القارئ ما قاله أحد المثقفين المعروفين: (إن الذي لا يعتقد بأن صدام دكتاتوراً فهو أحمق وغبي)، الى غيرها من النعوت القاسية جداً التي سمعناها هنا وهناك والتي نربأبأنفسنا ان نعيدها، فهل يا ترى هؤلاء لم يعيشوا جرائم صدام الشاملة والتي وصفها العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم(رض)بأن صدام لم يكن عادلاً إلا في مسألة واحدة حيث وزع ظلمه على العراقيين بالتساوي .

نحن ندعوا مخلصين هيئة المحكمة الجنائية المحترمة أن تلتزم الحيادية وأن لا تقع تحت تأثير أي مؤثر إلا مؤثر العدالة التي نتطلع لها جميعاً، فالعراقيون ينتظرون اليوم الذي يصدر به الحكم العادل لينال المجرمون الجزاء الذي يستحقون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك