سفيان الثوري
لا اعرف السبب الذي يدفع حيدر العبادي إلى العمل في جبهة (الصكور) بدل العمل بمنطق (توليف) القلوب وتقريب وجهات النظر والعودة إلى (أبجديات الدعوة الإسلامية) التي تعطي هامشا مهما للتقريب بين الأخوة دون إسقاط الشعار الحزبي القديم .. دعهم يعملون !!؟. ففي كل مرة يجتمع فيها طرفان أساسيان في ائتلاف القانون والوطني ويخوضان جولة (ايجابية) من حوارات التقريب بينهما حتى ينبري العبادي إلى النفي واستخدام المفردات الحادة وكان الذين يعنيهم في خطابه وتصريحاته الإعلامية قوم لا علاقة لهم بالسياسة والوطن والمصالح الوطنية ووحده الأخ (اللندني) حريص على الوطن والهاتف النقال والقانون !!.
العبادي يتحدث بانف عال عن شركاء القانون زملاءه في الائتلاف الوطني الموحد في السابق وبلغة فيها (فوقية) طالما تم تنبيه (الدعوة) من شررها وسلبياتها وسوء استخدامها مع الشركاء ومحيط الحركة السياسية سواء المعارضة العراقية في السابق أو الدولة العراقية الحالية . هذه اللغة المتعالية المستنكفة لا تستند إلى مؤشر قوة أو تتكا على قاعدة ارتكاز سياسية نشطة في الساحة العراقية ، وإذا أراد العبادي تذكيره بنقيض مؤشر القوة فالتعداد يطول وقائمة الانهيارات السياسية والأمنية والاقتصادية ستطول ايضا .. وإذا كان هنالك مؤشرات تحسن في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الأمني فهي ذي صلة بعمل الشركاء المحليين ونظافة سلوك وزراء لم ياتوا من ائتلاف القانون .. وسيبقى وزير التجارة المقال بعاصفة اقسى استجواب برلماني شاهد على جزء من الانهيار (الأخلاقي) لتركيبة اشتغلت على منطق الثرثرة والتصفيط الهذياني عبر وزارة عبد الفلاح السوداني !.
من المستحب والبلاد مقبلة على استحقاق انتخابي مصيري أن نكون ايجابيين والا فان (الموج) العالي سيغرقنا مع أن العبادي إذا ماغرق العراق بموج عودة البعث عبر التحالفات الخطيرة التي تشكلت في الاونة الاخيرة لن يندم على مافرط في جنب الاخوة واستحقاق الوطن المنهوب لأن الاخ سيعود إلى مستقره اللندني ويبدا من هناك وعلى وسائد الراحة والاسترخاء البريطاني رحلة البكاء على اطلال الدعوة والقانون كما بكاها ثلاثين عاما وهو معارض !!.العبادي إما مكلف بهذا الدور السلبي أو انه ينطلق من مواقف معادية للأخوة في الائتلاف الوطني ، ففي حين التزم الشركاء السياسيون من قادة أحزاب وهيئات سياسية جانب التصريحات الايجابية بشان أمكانية التوحد والاندماج في قائمة واحدة يقفز العبادي للتاشير على (القطيعة) كحل الأزمة الحوار المفتوح بين المالكي والائتلاف الوطني .هل هذه السلبية مفيدة ، أم أن الإصرار على خطا التصريحات الحادة سيقدم ائتلاف القانون لجمهور الأتباع الشيعة والمتعاطفين من أهل الجماعة بوصفه تيار القانون والدولة والادارة المجيدة وحماية السيادة الوطنية ومصالح الشعب العراقي ؟.
ان الجمهور العراقي يدرك الاعيب الساسة واصبح على دراية كبيرة بالتصريحات ولديه القدرة على فرز الصالح الذي يخدم الأمة والدولة والعملية السياسية الوطنية من الذي يعرقل ويضع العصي في عجلة الوحدة السياسية بين الائتلافين . هنا لابد من التذكير أن بعض النواب ولأنهم امضوا سنوات مديدة في المنافي أنما يعملون بوحي من سياسات لا تراعي المصالح القومية للبلد قدر ماتراعي الامتيازات الحزبية والفردية وان أدى العمل بهذه القواعد خسارة كبيرة للبلد وللعاملين الإسلاميين والمحرومين من أبناء جلدتنا الذين ينتظرون الكثير من قياداتهم في الائتلاف الوطني وائتلاف القانون .
اسال ... ما المصلحة باثارة أجواء سلبية على لقاءات ايجابية تستهدف توحيد ائتلافين في ائتلاف واحد .. لماذا لايعطي العبادي بعض الوقت للتسويات السياسية المعقولة ريثما ينتهي المتحاورون من طرح امكانيات الوحدة السياسية والدخول في قائمة انتخابية واحدة لا لأجل مصالح ائتلافين قدر مصالح الاتباع والمحرومين في الشارع ؟.ألا يدرك العبادي أن الدخول بقائمتين شيعيتين الانتخابات سيضعف جبهة الطائفة ويحدث انقساما هائلا في الراي العام وينال من وحدة الموقف الاجتماعي لابناء العراق ..وان تصريحات الحادة والسلبية لا يقطف ثمارها ألا المتحفزون للنيل من المكاسب التي تحققت للشيعة منذ أكثر من 80 عاما من ألان ويسري هذا الأمر على الأحزاب السنية التي شهدت انقساما هائلا في لوائحها السياسية ما دفع البعث السابق إلى التسلل الانتخابي مستفيدا من بركات الديمقراطية التي ستضع الإسلاميين شيعة وسنة أمام استحقاق وطني كبير ومسائلة الإتباع على ما فرطوا بحق الشيعة والسنة عبر تمهيد الطريق أمام بقايا البعث للعودة من الشباك بعد أن اخرجوا من قصورهم بقرار دولي ؟.
العقلانية تقول .. لا وقت للطروحات المستعجلة والمسترخية التي يطلقها الاديب (الشبعان) والعبادي (البطران) القاضية بتشكيل جبهات سياسية وهم يعرفون قبل غيرهم استحالة تحقيق مطلب كهذاعلى المستوى القانوني ومن المضحك أن الاديب يدعو لتشكيل هذه الجبهات مع الائتلاف الوطني أو مع غيره في ظل معرفته استحالة تحقيق نموذج الجبهة بسبب اصطدامه بالعقبات القانونية التي وضعتها المفوضية المستقلة للانتخابات .على من تضحكون وتسخرون !!؟.أن العراقيون يتابعون هذه التناقضات الاديبية والعبادية .. وإذا فقدوا ثقتهم بهذه التصريحات ومطلقيها فلن يبقى ائتلاف قانون وربما لن يكون هنالك حزب للدعوة أيها السادة !!.
https://telegram.me/buratha