( بقلم : علي حسين علي )
استقرار العراق استقراراً لدول المنطقة واضطراب أوضاعه الأمنية وبالاً عليهاشهد الاسبوع الحالي نشاطاً ملحوظاً في مجال تطوير وتمتين العلاقات السياسية مع بلدان الخليج...وقد تصدى لهذه المهمة الخطيرة نائب رئيس الجمهورية وأحد ابرز رجالات الائتلاف العراقي الموحد هو الدكتور عادل عبد المهدي..أهمية جولة الدكتور عبد المهدي تأتي من اختيار هذا السياسي الضليع الواسع الأفق والمحاور المتمكن، ومن اختيار دولة الامارات العربية المتحدة محطة أولى نظراً لفاعلية هذه الدولة وارتباطاتها وتأثيراتها على جانب كبير من اطراف العملية السياسية في العراق..
فيما تأتي زيارة الدكتور عبد المهدي للسعودية كونها دولة محوّرية تمتلك الكثير من مفاتيح الوضع الحالي في العراق، ولها امتدادات داخل مجتمعه لو أرادت المملكة أن تفعل تلك الامتدادات لأمكن للعراق الخروج من أزمته سليماً معافى..وإذا ما تناولنا أهمية الدولتين(الامارات والسعودية)في المنطقة والعراق تحديداً فلا شك ان لمملكة البحرين ثقلها السياسي في مجلس التعاون الخليجي وكلمتها المسموعة بين اعضائها، واضافة هذا الثقل للبحرين الى الارتباطات والتأثيرات للسعودية والامارات فان كل هذا بمجموعة يسبغ على الجولة الخليجية للدكتور عبد المهدي أهمية بالغة، ومما يبعث على التفاؤل هو أن هذا السياسي العراقي يملك الكثير من التأثير على محدثيه لما يتسم به من واقعية وعقلانية، وما يتصف به من صدقية ومعرفة كاملة بما يريد وما يتوقع من محاوريه.
لا نريد من كل ما سبق أن نقول بأن الرجل سيعود من جولته وقد عاد الأمن والاستقرار الى العراق، لأن ذلك هو جوهر مهمته الخليجية، ولكننا نستطيع أن نجزم ان الدكتور عبد المهدي سيضع الأخوة في الخليج وقادتهم أمام مسؤولياتهم العربية والاسلامية وربما الذاتية في حال ترك الارهاب من دون تعاون بلدان المنطقة على محاصرته ومن ثم اقتلاع جذوره ودحره..وبالتأكيد سيطرح نائب رئيس –هكذا نتوقع-صورة حقيقية لما هو حال العراق، وبالتأكيد سيعيد على أسماع الزعماء الخليجيين ما هو متداول اليوم بأن الارهاب التكفيري لن تكون حدود العراق حاضنته الابدية ان هو استطاع ان يفرض نفسه على الواقع العراقي..وسيذكر عبد المهدي زعماء الخليج بان الارهاب سيصل الى عواصمهم وسيدق ابوابها بعنف، ولا شك بان قادة البلدان التي يزورها عبد المهدي من الحكمة بحيث يدركون ان الخطر داهم وان افضل العلاج هو التضامن والتعاون للقضاء على الارهاب قبل ان يتمدد الى خارج حدود العراق..وان تم ذلك، فلا مانع يمنع الارهابيين من نقل سياراتهم واجسادهم المفخخة الى المدن في بلدان الخليج وكذلك الى المقدسات الاسلامية هناك فقبر النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)سيكون مصيره كمصير قبور احفاده في العراق.
ولن نأتي بجديد، أو نكتشف ما هو غائب عن اذهان السياسيين في بلدان الخليج عندما نقول ان العراق بمحاربته للارهاب وضخامة تضحياته في هذه الحرب الشرسة انما يحيي ابناء هذا الوطن من القتل والدمار، وهو يفعل ذلك لمصلحة ابناء الخليج العرب ويجنبهم ما سوف يفعله الارهابيون التكفيريون في حال ضعفت او تراخت اليد العراقية في ضرب قواعد وحواضن الارهاب في بلاد الرافدين.وربما من حقنا أن نستشرف المستقبل قبل ان يعود الينا الدكتور عادل عبد المهدي ليخبرنا بأنه قد نجح في مهمته الخطيرة وجولته الخليجية، فمؤشرات محددة تعطي ما يقوي الأمل بنجاح تلك المهمة..أول هذه المؤشرات هو الاستقبال رفيع المستوى مع قادة البلدان الخليجية، وثانيها: هو ان الدكتور عبد المهدي ما كان له ان يستمر في زيارته لبلدان الخليج الثلاثة لو لم يتأكد من نجاحه في كل دولة من الدول التي زارها..فدول مجلس التعاون الخليجي غالباً ما تكون سياستها ومواقفها موحدة.
ولعل ما هو مهم في زيارة الدكتور عبد المهدي لدول خليجية عربية هو انه، فضلاً عن كونه نائباً لرئيس الجمهورية، فانه-كما ذكرنا-واحد من ابرز رجالات كتلة الائتلاف العراقي الموحد، وهو في جولته الخليجية لا يمثل الحكومة العراقية فحسب، بل يمثل الكتلة التي ينتمي اليها، ولعل الأكثر أهمية هو ان الدكتور عبد المهدي ومن خلال لقاءاته مع قادة الدول التي زارها قد أبان عن حقيقة موقف كتلة الائتلاف وحرصها على عمق العراق العربي، ولهذا معنى كبير ورسالة في غاية الأهمية، مما يبعد اية ضبابية او تشويه يحاول المتصيدون في المياه العكره من تصوير كتلة الائتلاف العراقي الموحد وكأنها تتقاطع مع بعض دول الجوار وربما بعض دول الاقليم لاسباب طائفية.
نحن على ثقة بأن الدكتور عبد المهدي قد أوضح الصورة لمدى حرص الائتلاف على توثيق علاقات الأخوة مع دول الجوار العربية والاخرى الاسلامية بما يعزز العمل العربي المشترك عموماً، والعمل الاقليمي التضامني في مواجهة الارهاب الذي يهدد الجميع ولا يستثني أحداً.
https://telegram.me/buratha