حسن الهاشمي
الولاء للوطن وخدمة المواطن بدوافع وطنية ونزعات دينية هي من أهم المقومات التي يتصف بها السياسي الشريف الذي يسعى ومن خلال عمله رفع الظلامة عن ابناء جلدته أيا كان انتماءهم وأيا كان اتجاههم، ولكن عندما يفقد الإنسان شرفه ويتجرد عن انسانيته يتمرغ في وحل الجريمة وينساق وراء ميوله ونزغاته ويكون مهبا لرياح المخابرات الدولية والإقليمية تقذف به ذات اليمين وذات اليسار، لا يهمه شيء سوى ارضاء الطغاة وارضاء مصالحه الشخصية حتى لو جاءت على حساب بيعه للوطن ومصادرة قراراته لدول ديكتاتورية ظالمة.نعم إن الأقزام والأصفار في صناديق الإقتراع عادة يرتمون في أحضان مخابرات الدول الإقليمية لتنفيذ مآربهم في تقويض التجربة الديمقراطية الفتية في العراق وابعاد العناصر الوطنية الشريفة عن سدة الحكم، يقوم بعض المشاركين في العملية السياسية بلقاء كبار المسؤولين السعوديين سواء في المملكة أو خارجها حول الوضع العراقي، حيث تقدم لهم السعودية دعما ماليا وسياسيا واعلاميا كبيراً في مساعيهم السياسية للدخول في الانتخابات البرلمانية القادمة.
هذه القوائم السعودية باتت معروفة لدى القاصي والداني والتي شكلتها استخبارات مقرن ال سعود وبحضوره في بعض العواصم العربية وفي جعبته شيكات وقعت على بياض لدعم اولئك النفر الرخيص لتحقيق السياسيه الطائفية السعودية في العراق، يقوم هؤلاء الأقزام بالتهويل الهستيري للدور الايراني - والذي هو مرفوض قطعا - والتعتيم المقصود على الدور العربي الطائفي القذر لمعظم المخابرات العربية التي تنسق فيما بينها لتدمير العمليه السياسيه او لتوجيهها لصالح الاجندة الطائفية العربية المعروفة. ذلك التوجه الطائفي البغيض الذي رضع من تقديس الطغاة حتى اصبح قتل مئات العراقيين بتفجير انتحاري خسيس لاحد قطعان البعث المتحالف مع القاعدة عملا بطوليا يستحق التمجيد او على الاقل عملا مبررا, هذا ما فهمناه من الاعلام العربي المنحط في هذه السنين المنصرمة التي اعقبت سقوط الصنم وكان اخرها تفجيري الاربعاء والاحد الدمويين وكيف يخرج علينا (المثقفون ) العرب من كتاب ومحللين مدعومين بمليارات النفط السعودي من خلال عشرات الفضائيات ومئات الصحف والاف مواقع الانترنت وبعضها عراقية مع الاسف الشديد يعمل بها مرتزقة عراقيون يبيعون شرفهم ويدافعون عن الطواغيت ويبررون عمليات القتل المبرمج الذي يتعرض له الشعب العراقي منذ أكثر من ست سنوات.
ولأجل أن لا تتكرر المأساة علينا مرة أخرى فقد دعا رئيس الوزراء نوري المالكي في كلمة القاها خلال حضوره مهرجان مؤسسات العدالة الإنتقالية لمناهضة البعث الذي أقامته مؤسسة الشهداء دعا الشعب العراقي وعوائل الشهداء والسجناء الى أن يقولوا كلمتهم حتى لا يتسلل البعث إلى مجلس النواب وطالب اعضاء مجلس النواب بأن لا يسمحوا للبعثيين أو من يتعامل معهم بالعمل تحت قبته، وتساءل قائلا هل ان العراق الذي يريدونه هو عراق القتل وتدمير المؤسسات وأين موقف أبناء الشعب من التوجه نحو استهداف البنى التحتية وقتل الناس حتى يقولوا أن لا إستقرار في العراق وهل من البطولة الدخول بمواجهة مع الحكومة وقوات الجيش؟! وهذا هو الفساد السياسي بعينه الذي أشار إليه رئيس الوزراء مرارا وهو بالفعل أشد من الإرهاب نفسه وأشد من الفساد المالي والإداري الذي يضرب هو الآخر بأطنابه في معظم مفاصل الدولة، وعلى الشرفاء أن يعالجوا تلك الحالة الخطيرة ويتعاملون معها معاملة الخيانة العظمى للوطن والمواطن وما يترتب عليها من استحقاقات قانونية وجزائية.
تلك أجندات الدول الإقليمية الديكتاتورية المناهضة لأي تحول شعبي يطمح بإقامة المجتمع المدني الناهض بمؤسساته الدستورية التي لا تفرق بين أي جنس أو طائفة أو قومية في الحقوق والواجبات، وهذا ما لا يروق للحاكم المستبد الذي يتعامل مع البلاد كضيعة له ولأهله وعشيرته والعباد كخدم للعائلة المالكة يسخر جميع الإمكانات لتثبيت سلطانه ويغدق على عائلته ومن يدور في فلكه العطاء ويقمع كل صوت مناهض لتلك السياسة القاتلة، والذي يحز في النفس إن بعض الكيانات العراقية التي تدعي الوطنية زورا وبهتانا ترتمي بأحضان أولئك الحكام المستبدين وتجعل من أنفسهم أداة لسياسة تمزيقية تنهش أوصال الشعب العراقي لا لشيء سوى لتمرير أجندة شهوية ترضي الملك أو الأمير ويقع ضحيتها شعب لاقى الأمرين من ظلم الحكام وعمالة بعض ضعاف النفوس لهم بدوافع طائفية أو نفعية.
وطالما وقع السياسي - خالي الوفاض من التأييد الشعبي والبرنامج السياسي الواضح - فريسة لأجندات خارجية لا تريد خيرا للشعوب، حيث أن خيارات الشعوب دائما وأبدا تتقاطع مع خيارات الطواغيت المتفرعنة والتي تجد ضالتها في ضعاف النفوس لعرقلة مسيرة الإصلاح والبناء وايصال المواطن عن طريق المؤامرات والقتل والتخريب إلى طريق مسدود، وتوصله إلى قناعة مفادها أنه لا خلاص مما هو عليه من محن ومصائب مفتعلة إلا بالرجوع إلى الديكتاتورية والأنظمة الشمولية أو انتخاب عملائهم في الداخل، يعملون كل ذلك تحت طائلة الشعارات المنمقة كالوطنية والقومية وتوفير الأمن والخدمات!! وهذا هو الفرق بين القوائم العميلة التي تحاول الوصول إلى سدة الحكم بالغدر والقتل والخيانة والمكر والخداع، بينما القوى الوطنية الشريفة تلجأ دائما وابدا إلى ارادة الشعوب وهي لا تتحقق إلا بصناديق الإقتراع وما يمتمخض عنها من دولة مؤسسات قوية تضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه من بيع المواطن والوطن بدولارات الحقد الطائفي العربي المقيت.
https://telegram.me/buratha