المقالات

حفلات بلاء

1168 12:17:00 2009-11-10

حسن الهاشمي

إنّ لفعل المعاصي والتمادي في ارتكابها آثارًا موبقة وعواقب وخيمة، خصوصًا مع الإصرار عليها والتجاهر بها وشيوعها بين الناس من غير رادع، وهذا واقع خطير قد يغفل عنه الكثير من الناس، ولو كانوا على بيّنة منه، لتراجع الكثير منهم، وتاب إلى ربّه توبة نصوحًا، ولو وقفوا على أن كثرة المعاصي وانتشارها، من أكبر أسباب ظهور الأمراض الغريبة المستعصية ومظاهر الفقر وفقدان الأمن وشيوع الجريمة، لهبّ كثير من الناس للوقوف في وجه مرتكبيها والمروّجين لها.وذكر العلماء الأعلام إن المعاصي والذنوب لها آثار دنيوية وخيمة علاوة على العذاب الأخروي نذكر منها: هلاك الأمم والمجتمعات وظهور الأمراض المستعصية والأوبئة الفتّاكة وكثرة موت الفجأة وسلب النعمة ومنع استجابة الدعاء واستثقال العبادة وسلب الأمان من الأوطان ونزع البركة من الأشياء والفقر وقطع الارزاق...ونحن نعيش في بلد المقدسات ينبغي أن نكون من السباقين في عمل الخير والابتعاد عن كل ما يجلب غضب الله سبحانه لكي نحافظ على موجبات الرحمة والبركة التي تأتي بالطاعة والمغفرة لا بالمعصية والذنوب، وإن ما يحز في النفوس ويؤرقها ما نراه في بعض الأحياء من إقامة حفلات زفاف صاخبة يستقدمون فيها الفرق الموسيقية ويتجاهر المغفلون في شرب الخمور وارتكاب المعاصي والذنوب، ما يعد انتهاكا صارخا لقدسية المكان ومعتقدات الأهالي الذين يقعون ضحية سماع الأغاني النكراء بمكبرات الصوت وإلى منتصف الليل وما تسببه تلك الحفلات من مشاحنات ومهاترات بين بعض الشباب الطائش الذين يفقدون عقولهم إثر تناولهم الكحول لحد الثمالة وفقدان العقل والتعدي على الآخرين وما يصاحبه من كلمات مقززة ونابية يخجل المرء من سماعها لاسيما أن تلك الحفلات الماحقة غالبا ما تقام في أحياء شعبية مكتظة بعوائل فيها عادة شيخ كبير وطفل صغير وعوائل محترمة ونساء عفيفات.

ونحن إضافة إلى توجيه دعوة صادقة لأولئك الذين يرتكبونها بالكف عنها تجنيبا لما يترتب عليها من غضب وعقاب إلهي إذ كيف يعقل بالمسلم أن يبدأ أسمى ارتباط نفسي وروحي واجتماعي بالمعاصي والذنوب ما يؤثر سلبا على ذريته وعلاقاته الإجتماعية؟! كذلك نأمل من مجالس المحافظات الموقرة بإصدار قانون يحظر من إقامة هكذا حفلات في الأحياء الشعبية ولاسيما في المدن المقدسة صونا لها من التعدي والإنتهاك، وهي مسؤولية دينية ووطنية تكمن في المحافظة على الأخلاق والآداب العامة التي تميز الإنسان المثالي المتدين عن الإنسان المتسافل المتحلل، فالأول منبع الخير والبركة والرحمة الإلهية وأن خيره سيعم المجتمع بأسره، أما الثاني فهو سرطان ينهش جسد الأمة ويعطل فيه منابع الخير والهداية والتقدم وأن شره ربما يشمل جميع من حوله للإستهانة بعمله وعدم بذل الجهد في تركه المنكر الذي يقترفه... ولانتشار مجالس اللهو والفجور دور كبير فيما يعيشه العالم الإسلامي اليوم من الحروب الطاحنة والعمليات الإرهابية المنظمة وغير المنظمة التي تنال الناس قتلاً وسلبًا وخطفًا وتهجيرًا وتنكيلاً، ولكي ننأى بأنفسنا عن رياح الذنوب المسمومة لابد من الرجوع إلى الذات ومحاسبتها وترويضها على التقوى وعمل الخيرات قبل أن نحاسب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بنت العراق
2009-11-10
رحم الله والديك على هذا المقال ونطلب من الله ان يهدي هؤلاء المظللين باغواء الشيطان. اخي العزيز الحاله استهتاريه اصبحت العروس بكامل زينته الصدر مكشوف والاذرع . الحقيقه يثير الاشمئزاز . وقلنا مراراليخافوا الله في عرشه . والعذاب اذا نزل يعم الجميع والسبب منع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقالها رسول الله صمتى ماتركتوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .فتوقعوالبلاء.لكن من الغريب ان مجلس النواب يريد ان يمنع استيراد الخمر ونائب من المجلس يقوم ويقول لا اوافق ؟ مسلم والكنائس علاوه على الجوامع ترفض.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك