( بقلم : عدنان آل ردام / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )
لعلها ليست مصادفة أن يرتكب الارهابيون التكفيريون مجازر وحشية وبصورة واسعة في ذات الوقت الذي تعلن فيه مبادرة المصالحة الوطنية.. وكذلك هو الحال مع انعقاد مؤتمر العشائر العراقية للمصالحة والذي سبقته عشرات التفجيرات التي راح ضحيتها المئات من المواطنين ولحقته أيضا مثلها بل أبشع منها.. وما حدث في يوم الاعلان وبعده ويوم اجتماع العشائر وبعده عادت مرة أخرى قبل يوم مؤتمر منظمات المجتمع المدني للمصالحة أيضا.. عشرات المذابح ومئات الشهداء وآلاف الجرحى هذا هو الثمن الباهض للمصالحة والحوار الوطني.. قبلنا به وقلوبنا تقطر دماً، وصبرنا عليه محزونين موجوعين.
ولكن الى متى نظل على هذا الحال؟ اذ ان الارهابيين التكفيريين والصداميين لم ولن يكفوا عن ارتكاب افعالهم الشريرة، ولن يتأثروا برأي الناس او يحترمونه فان اصرار العراقيين على انجاح مشروع المصالحة يقابله اصرار اشد على تدميرها، بل تدمير العراق كله بشيعته وسنته وعربه وكرده وباقي اقلياته المتآخية.. ولعلنا لا نقول الا الحقيقة حينما نذكر بان الارهابيين قد استفادوا من الظروف التي خلقتها اجواء المصالحة، وحولوا هذا الاسترخاء الذي ظهرت عليه بعض الاجهزة المعنية وحالة الامل التي بدأت تتسلل الى قلوب وضمائر العراقيين، تحولت كل تلك الايجابيات التي تولدت عن طرح مشروع المصالحة وما بعده الى سيارات مفخخة واجساد متفجرة تحصد ارواح العراقيين في كل مكان يظنون ان فيه شيئاً من الامان.
قلنا، ان الثمن باهض، ورضينا به، ولكن اذا ما استمر الوضع عما هو عليه وإذا ما تمادى الارهابيون في غيهم، كما هو واقع الان، فهل يجوز ان نترك أرواح العراقيين تحصد بالمئات بانتظار ان تنجح المصالحة التي يضع حتى بعض من يروّج لها زوراً او بهتاناً ولاغراض في نفس يعقوب الف عصا وعصا!.
نعتقد، ونحن لعلى ثقة ان الحكومة ليست غافلة عن النيات الخبيثة للارهابيين وللذن يلبسون لبوس التقوى والوطنية والحرص على حياة العراقيين وأمنهم ووحدتهم.. من هنا، تأتي ثقتنا بأن الحكومة وأجهزتها الامنية لن تظل ماسكة غصن الزيتون بقوة، بينما تتساقط مئات الاغصان الطرية من الشجرة العراقية.. ويبدو ان الجزرة لا تعيد الباغين الى رشدهم اذا لم تكن العصا تلهب ظهورهم.. وتلك حكمة سياسيينا وقادتنا الوطنيين التي لا يداخلنا شك بصوابها.
https://telegram.me/buratha