عماد الاخرس
(( فوز 40 بعثي في البرلمان العراقي القادم )) .. هو التصريح الناري الذي أطلقه مؤخرا رئيس كتلة الحوار الوطني الدكتور (صالح المطلك ) .. وكل الدلائل تشير على إن هذا التصريح له تأثيره السلبي على شريحة البعثيين .. ويقع في الوهم منهم كل من يتصور بان مثل هذه التصريحات تخدم قضيتهم.لقد استفز هذا التصريح ساسة الحكومة العراقيه من مختلف التيارات والتكتلات والأحزاب مما دفع أكثرهم بالرد الفوري عليه وكان أقواها وأكثرها صدى وتأثيرا هو رد السيد رئيس الوزراء ( نورى المالكي ) .ومن النتائج السلبية الأولية التي ترتبت على هذا التصريح هي قرارات الحكومة الأخيرة بإحالة عدد من ضباط الداخلية والدفاع على التقاعد.. لذا كان على المطلك إن كان سياسيا حقا أن يضع في حساباته مثل هذه النتائج وعليه أن يتحمل مسؤوليتها !!
وأقولها من البداية .. إن البعثيين الذين يعنيهم مقالي هم أصحاب الأيادي النظيفة البريئة من دماء العراقيين ممن تركوا السياسة أو انخرطوا في العمل السياسي ضمن أحزاب أخرى بعد أن آمنوا بالعملية السياسية للعراق الجديد واعترفوا بأخطاء النظام السابق وأصبحوا على قناعه مطلقه بالتعددية الحزبية ورفض الشمولية ..فهؤلاء عراقيون لهم حقوق المواطنة التي يكفلها الدستور لأي مواطن عراقي .. والكل يعلم بان هناك الملايين من أمثال هؤلاء يمارسون حياتهم بشكل طبيعي ويشغلون مناصب عليا ويتحملون مسؤولية في الدوله العراقيه الجديدة .والعجيب الغريب هو أن يطلق السياسي البرلماني ( المطلك ) مثل هذا التصريح الناري بعد تفجيرات الأحد الدامي .. أي في وقت عصيب تم فيه توجيه أصابع الاتهام إلى جميع البعثيين بدون تمييز كون البعض منهم يمثل الخط المعارض المسلح للعملية السياسية في العراق الجديد !!
وأسئلتي .. ماذا يقصد ( المطلك ) بإطلاق مثل هذه التصريح في هذا الوقت تحديدا ؟ أليس من المفروض أن يختار الرجل السياسي الوقت المناسب للإدلاء بتصريحاته ؟ ألا يعلم بان هذه التصريحات ستستفز الحكومة وتنعكس بشكل سلبي على شريحة البعثيين الذين انخرطوا في العراق الجديد ؟ ألا يصح وصف هذه التصريحات بالفوضوية ؟هل يتصور( المطلك ) إن هذا الأسلوب الفوضوي هو الوسيلة الوحيدة لكسب عواطف الناخب من هذه الشريحة ؟ ألا يعلم بان التسقيط السياسي سهلا للساسة الفوضويين؟ ماذا قدم المطلك لشريحة البعثيين ولماذا يعتبره البعض مدافعا عنهم ورافعا لرايتهم ؟ وأخيرا .. ماذا سيقول المطلك لشريحة الضباط الذين انضموا إلى شريحة العاطلين عن العمل مؤخرا بعد أن تم تسريحهم من أعمالهم ومناصبهم بسبب تصريحه؟ا
عموما ما أريد قوله في مقالي هو إن السياسة فن وذكاء وحبكه ودهاء وليست تصريحات فوضويه إعلاميه غايتها محصورة في البحث عن أصوات انتخابيه وإن من يعمل بها عليه أن يكون صاحب قضيه يفهم جيدا استخدام أفضل الوسائل لخدمتها .. والسياسي الناجح هو من تتوفر فيه الصفات التي أشرت لها أعلاه ولن يكون فوضويا سلاحه الصراخ والعويل الذي لا يجلب غير المأساة والكوارث لقضيته.. لذا فان الجهل السياسي هو اقل ما يجب أن يوصف به من لا يعرف استخدام غير هذه الأسلحة لخدمة قضيته.. إن عواقب استخدام السلاح الخاطئ في السياسة ليس سهلا لذا دفع شعب العراق ولازال أخطاء القيادة السياسية الجاهلة في العهد البائد.عذرا للدكتور( المطلك ) إن قمت بتشبيه سياسته الجاهلة بنفس سياسة ( صدام ) في استخدام سلاح القوه والتهديد لنصرة أي قضيه .. و أقول له .. إن استمرارك بهذه السياسة معناه انك ستقود البعثيين ممن يجدوا فيك منقذا لهم الآن إلى نفس الهاوية التي قاد بها صدام العراقيين سابقا .. عليك أن ترحمهم فهم ليسوا بحاجه إلى المزيد من السياسيين من ذوى التصريحات النارية !!
https://telegram.me/buratha