بقلم : باسم حاتم الحطاب
تتصاعد يوما بعد يوم الهجمة الاعلامية ضد مجلس النواب بسبب تاخير اقرار قانون الانتخابات الذي اصبح اليوم هو الشغل الشاغل لكل وسائل الاعلام التي تحاول النيل من هذا المجلس . و انا هنا لا ادافع عن مجلس النواب الذي تاخر في اقرار قوانين كثيرة مهمة خلال فترة السنوات الاربع التي انقضت و ليس قانون الانتخابات وحده و كذلك لا اتهجم على وسائل الاعلام التي تنتقد كونها متفاعلة مع العملية السياسية و الاخرى التي تحاول الانتقاص من هذه التجربة من خلال تصوير الحالات السلبية فقط .هنا ساحاول ان اضع نقطة من الضوء على امر قد يكون هو السبب الرئيس ليس في مسالة قانون الانتخابات فحسب ، بل في قضايا شائكة اخرى يناهز عمرها القرن من الزمن . و اود ان اؤكد ان التاخير في قانون الانتخابات سببه قضية كركوك و تختلف الاراء في كون السبب هو في تزوير سجل الناخبين او فقدانه كما اتحفتنا المفوضية العليا المستقلة للانتخابات (و يمكن العودة هنا لسجل 1914 و يمكن ان نجده في اسطنبول حيث لا توجد مفوضية انتخابات تخفيه) او المقعدين التعويضيين للعرب و التركمان او محاولة ادراج المادة 140 ضمن القانون او التعريب و التكريد الذي مرت به كركوك و الى ذلك من اسباب اخرى .و ايا كان السبب فقضية كركوك التي زج بها في هذا القانون هي قضية كما قال القادة العسكريون الامريكان انها برميل بارود سينفجر في اية لحظة رغم ان هنالك حالات مشابهة و مشمولة بالمادة 140 و لكنها ليست مثل كركوك التي اريد لها ان تكون برميل بارود ليس الان و ليس بعد سقوط النظام البعثي و ليس في زمن التعريب الذي قام به النظام البائد بل قبل ذلك بكثير ، و اعتقد ان المخطط لهذا كان في زمن الاحتلال البريطاني للعراق .نعم الاحتلال البريطاني في اوائل القرن المنصرم قام بصنع اكثر من برميل بارود في المناطق التي كان يحتلها و كل تلك البراميل يمكن ان تنفجر في اية لحظة يراد لها ان تنفجر . و اقول ان نظرية المؤامرة (التي يتهم أي شخص يقول بها بانه متخلف) موجودة منذ الاحتلال البريطاني و قد يكون قبل ذلك . و للتدليل على هذا الكلام اورد بعض الادلة التي تؤيد كلامي فنجد برميل بارود كبير في الجزر الثلاث العربية او الفارسية (طنب الكبرى و طنب الصغرى و ابو موسى) و هنالك برميل آخر على الحدود العراقية الكويتية ثم برميل على الحدود السعودية اليمنية و برميل آخر على الحدود السعودية القطرية و كذلك برميل الحدود العراقية الايرانية و ايضا الهند و باكستان و كشمير و برميل البارود الاكبر الذي يصلح ان يطلق عليه قنبلة لم يخترع لها اسم بعد و هي الكيان الصهيوني .....الى آخره من براميل البارود التي انفجر قسم منها و القسم الآخر ينتظر دوره .و قد كان نصيب العراق لاهميته من كل النواحي هو الاكبر من مؤامرة البراميل حيث الحروب مع الكيان الصهيوني (الذي اصبح الان صديقا لكل الاشقاء العرب و يقبلون اياديه لكسب الرضا) و حرب ايران على الجزر الثلاث في زمن الشاه رضا بهلوي و حرب الثمان سنوات مع ايران ايضا بعيد الثورة الاسلامية (و التي اصبحت العدو الاول للاشقاء العرب بعد سقوط نظام صدام بدل الكيان الصهيوني لاسباب ليست طائفية) و حرب احتلال الكويت (التي لم لحد الان تنته) و الان برميل كركوك الذي يشتعل فتيله مع كل مفصل من مفاصل التحول نحو الديموقراطية .
و هنا لا بد ان اعود الى البداية فاقول ان السبب في تاخير اقرار قانون الانتخابات النيابية ليس مجلس النواب فقد حاول المجلس السياسي للامن الوطني و هو الذي يجمع الرئاسات الثلاث و رؤساء الكتل الممثلة في مجلس النواب و لم ينجح و لم يتحدث عنه احد و المحاولات جارية و لم يتحدث احد عن فشلها و قدمت الامم المتحدة والسفارة الامريكية حلولا و الحمد لله انها لم تنجح فلو نجحت لقالوا ان الامر اتى من السفارة الامريكية .فقط حينما تعقد جلسة لمجلس النواب يبدا الجدل في امكانية الوصول الى حل برغم ان مشاكل الحدود في كل بقاع العالم الاخرى التي كانت تحتلها بريطانيا لم يحل منها مشكلة واحدة منذ خروج الاحتلال البريطاني الى يومنا هذا . و كذلك اقول ان المشاكل التي وضعها نظام صدام ليست بقدر تلك المشاكل التي وضعها الاحتلال البريطاني و لهذا السبب لم تثر مشاكل من هذا النوع رغم تعددها .و الان و بعد ان اكتمل اقرار قانون الانتخابات اعتقد انه حان الوقت لتشكيل لجان من كافة مكونات و اطياف الشعب العراقي و تاسيس مراكز للدراسات تتبنى تقديم اطروحات و دراسات لحل كل المشاكل الداخلية و كذلك الخارجية التي للعراق فيها نصيب حتى لا تستثمر لاعاقة التقدم في المراحل القادمة من عملية البناء الديموقراطي .
https://telegram.me/buratha