علي الخياط
ان مايدور في جبال صعدة من احداث دامية خرجت عن نطاق السيطرة التي كان يدعي بها النظام الحاكم في اليمن (التعيسة)، كانت الحكومة اليمانية تدعي ان هناك تمردا حدث في صفوف بعض الحوثيين وخلال ايام او اسابيع سوف يقمع هذا التمرد ،ولكن الحقيقة التي لايمكن ان تحجب بغربال ان المعارك الحالية وينابيع الدم لا تشجع على هذا الراي الذي يسوقه الحزب الحاكم بقرب القضاء على المتمردين او انهم قلة.
التقارير والاشارات التي تأتي من قبل الحكومة اليمانية او الحوثيين غامضة وغير دقيقة وخاصة في ظل غياب لمصادر اخرى تؤكد هذا الطرف اوذاك في مقدار الضحايا والجرحى من الطرفين ،الحكومة اليمانية تؤكد في مرات عديدة ان التمرد الحوثي انه مجرد تمرد قبلي بقيادة الحوثي وجماعته، ومرة يقال أنها حرب هدفها إعادة النظام الملكي إلى اليمن،و مرة يقال أن المتمردين تقودهم عناصر من المخابرات الإيرانية وأنهم يطرحون أفكارا شيعية مستوردة من إيران ويقولون بعدم جواز تولي الحكم لغير الهاشميين، ومرة يقال إن ليبيا تقوم بالدور الأساسي عبر احد أبناء الحوثي الموجودين في طرابلس. وكهذه الادعاءات غير قابلة للتصديق لان الشعوب ملت من الجور والدكتاتورية ،وأن الوقت لنهاية الحكام المتمسكين بكراسي السلطة رغم انف شعوبهم وهذا مطلب شعبي يماني وخاصة في الجنوب المغتصب.
أخطر ما في ظاهرة حرب صعده اليمانية أن تتحول إلى حرب غامضة ومبعدة عن الاعلام ، ويتم الصمت عن الأسباب الحقيقية للحرب،وابعادها عن اهدافها الحقيقية في العيش بامان وحرية ومساواة لاتستطيع حكومة عبد الله صالح توفيرها لابناء الجنوب الذين ذاقوا الامرين من حكم الدكتاتور، أهل اليمن والعالم العربي والاسلامي من حقهم أن يعرفوا الحقيقة كاملة. أما الاستمرار في حكاية أن المسألة هي مجرد "تمرد عائلة" أو قبيلة فهو كلام لا يصمد أمام حقيقة هذا العدد الكبير من الضحايا، وهذه المقاومة الكبيرة للحوثيين والتي تعيد للاذهان الحرب الاهلية بين الجنوب والشمال قبل ان تكون هناك وحدة بين الطرفين،واليوم تتعالى الاصوات المطالبة بالانفصال جراء الظلم الذي وقع على الجنوب، ولتاكيد المقاومة الباسلة لاهل الجنوب حين تمكنوا من اسقاط اكثر من مقاتلة يمانية تحطمت خلال العمليات القتالية ،مع العلم ان هنالك مصادر تؤكد ان الحكومة السعودية متورطة بالقتال بجانب الحكومة اليمانية وتقديم المساعدة للجيش وتقول مصادر مطلعة ان الحكومة السعودية ترغب بتأسيس حكومة وهابية في اليمن الذي من شأنه أن يهيّء الارضية المناسبة لالحاق اليمن بالسعودية، ويبدو أن التدخل السعودي في اليمن هو لعب بالنار، لان ابناء الشعب اليماني سوف يتصدون لهذا المشروع التوسعي اللاشرعي، فإن الثورة في اليمن من شأنها أن تسري الى الداخل السعودي بسرعة، الامر الذي سوف يخلق لحكومة الرياض مصاعب كثيرة، وبشكل غير مباشر اعترفت الصحيفة بان السعودية متورطة في المعارك ضد الحوثيين حيث اعتبرت الصحيفة ان احداث اليمن يدخل في مجال الامن السعودي ، وهو اقرار غير مباشر بان السعودية تقوم بما يلزم للتدخل لصالح النظام اليماني ومنع الحوثيين من تحقيق الانتصار لان في ذلك خطرا على امنها القومي..كما تتدعي،وهناك حكمة قديمه يتناقلها آل سعود تقول ( اذا اردتم ان تعيش السعودية بخير وسعاده فيجب ان يكون اليمن على العكس من ذلك ، لان تقدم اليمن واستقراره يعني تاخر السعودية ودمارها ) وهذا شاهد يصدقه الواقع المليء بآلاف الشواهد والأدلة الماثلة للعيان فايام حرب صيف 94م كانت الحكومة اليمنية تعي ذلك وتعرف حجم التدخل السعودي وكان هناك توترا يتفاوت بين حين واخر لكن المعاشات والاعتمادات المغرية للاسرة الحاكمة في اليمن واعوانهم جعلت الحكومة تتغاضى عن ذلك . اما بالنسبة لتوسع نفوذها في اليمن فهي تقريبا تسيطر على اكثر قراراته المصيرية السياسية وهي من اذا تشاء قسمته جنوبا وشمالا وطوائف وملل ومذاهب وفرق وهي من تشن الحروب وتوقفها وتختار الوسطاء وترفضهم وهي من تعين الوزراء وتخلعهم .وهي من تصرف ( مليار ريال سعودي ) شهريا اعتماد معاشات اللجنة الخاصة بشئون اليمن فيستلم مشايخ ووجهاء واعيان ورئيس ووزراء ومسئولين معاشات واعتمادات تتفاوت بتفاوت المناصب والادوار فبينما يستلم ( آل الاحمر ) مليون ريال سعودي يستلم ( الشايف ) ستمائة الف ريال سعودي وهكذا تختلف المبالغ باختلاف المهام وتوزيع الادوار .اما من جهة الحوثي الذي نفى أن تكون جماعته تتلقى السلاح والمال من إيران والخارج ، وقال إن وصول السلاح إليهم من إيران مستحيل، موضحا أنهم يعتمدون على الشعب.وأكد أن السلاح متوفر بكثرة في اليمن كما هو معلوم، وقال إنهم استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني، وفي المواقع التي سيطروا عليها.وأضاف أن السعودية كانت تتعاون مع اليمن دائما، ولكن هذا التعاون أخذ شكلا جديدا وفي تعليق لرئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية على كلام الحوثي، قال جمال خاشقجي إنه لا يمكن أن يؤكد أن قوات السعودية قصفت مواقع داخل اليمن، ولكنه أضاف أن ذلك لو وقع لما كان مستنكرا، لأن الحوثيين اعتدوا على المملكة، وتسللوا متنكرين.وقال إنه لا ضير في أن تتعاون المملكة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وإن على العرب جميعا أن يساندوا الحكومة اليمنية حتى تقضي على هذه الحركة التي وصفها بأنها غيبية ومتمردة.وقال إن الحوثيين "ليسوا مجرد جماعة تطالب بالتنمية، بل هم جماعة غيبية" لها أجندات وعلاقات خارجية دون ان يتطرق الى المساندة العربية الواجبة لحماية الفلسطينيين او القدس التي عاث اليهود فيها منذ عقود طويلة.
https://telegram.me/buratha