طارق نجم
القائمة المفتوحة مطلب ملح وكبير وواضح ولا مكان لالية غيره في اختيار الناخب العراقي ممثله الحقيقي في البرلمان .. وهو ليس وليد معركة الانتخابات البرلمانية لدورتها الثانية التي نشبت للتو بل قبل ان تبدأ انتخابات الدورة السابقة وبالتحديد منذ ايام الاستفتاء على الدستور , فأصبح معلوما ان الناخب العراقي لايحتاج الى تجربة كي يدرك اهمية القائمة المفتوحة فهو على وعي تام بذلك منذ المتغيرات السياسية التي عصفت بالعراق بعد نيسان عام 2003 وتسلل العديد من ذوي اتجاه السلطة والمال وايتام النظام السابق فمن عززت مكانتهم الطائفية والولائية الى المواقع القيادية ومراكز القرار السياسي فحينها ارتفع نداء المطالبة بأعماد القائمة المفتوحة وسانده الكثير من الوطنيين الاحرار الذين قارعوا نظام الطاغية المقبور ومنهم النائب جمال جعفر ال ابراهيم , الا ان مؤامرة القائمة المغلقة مررت بدعم من قوى وتيارات مرتبطة بقوى اقليمية ودولية رأت في جنح الظلام خير سلام للوصول الى دفة الحكم لنهب ثروات العراق والعيث فسادا به وخلق الفتن والاضطرابات واغراق العراق في حمامات الدم كما حدث ويحدث . وبعد ان واجه الشعب العراقي كل تلك المآسي ببسالة وعزم لايلين وكان في تماسك وحدته وتلاحم اطيافه والحفاظ على مكوناته ضربة قاضية للاحلام المريضة التي تتمنى ادامة الفتنة وبقائها . وامام هذا الحال وبعد ان تبين الخيط الابيض من الاسود وانقشعت الغيمة السوداء من سماء العراق كان لابد من العودة مجددا في رفع شعار الية القائمة المفتوحة كمطلب جماهيري مشروع ووضع هذا الاختيار على طاولة مجلس النواب في اول مداولاته ونقاشاته في رسم خارطة الانتخابات البرلمانية المقبلة . وامام هذا المنعطف التاريخي الخطير في حياة شعبنا لابد لنا القول هناك كثير من الوطنيين سواء كانوا في مواقع القرار السياسي ام خارجه وقفوا الى جانب هذا المطلب المهم وهؤلاء هم الذين خاضوا التجربة النضالية وبقوا اوفياء الشعب وحقوقه غير ابهين بالامتيازات والمصالح الضيقة التي يبحث عنها البعض داخل اروقة مجلس النواب . ان النائب جمال جعفر والكثيرين من غيره لم يكونوا مثلا يحتذى بهم في المطالبة بحقوق شعبهم لولا وقوفهم المستمر مع قضايا شعبهم . وتلك المواقف الشريفة هي حقائق متأصلة في وجدان وضمير كل عراقي سعى لاجل ان تكون ارادة الشعب العراقي فوق جميع الارادات الاخرى . ان ضم اصواتنا مع صوت الشعب هو حق وواجب والطريق الى منارة الارتقاء بمجتمعنا الى مصاف الحضارات والدولة التقدمية الحديثة ... ونقول للذين لازالوا يجاهرون بالقائمة المغلقة : ان شمس الحقيقة اخذت مكانها في كبد سماء العراق وانارت مدنه وقراه وهضابه وسهوله وجباله ولا مجال للاختباء مرة اخرى فلا يمكن حجب الشمس بغربال.
https://telegram.me/buratha