المقالات

أسرة أل الحكيم .. إضاءة في تاريخ العراق

782 22:38:00 2009-11-07

عمار العامري

فرضت العديد من الأسر والعائلات وجودها السياسي والاجتماعي والديني في المجتمعات التي ظهرت فيها وهذه الحالة تكررت في اغلب دول العالم وعلى مختلف العصور، ألا أن الحالة في العراق اختلفت شيء ما لاسيما وان فرضية الوجود في المجتمع العراقي كانت على مختلف الأصعدة السياسية والدينية والاجتماعية ومع مختلف التقلبات وان هذه الفرضية قد تحققت بوجود أسرة أل الحكيم، والتي تعتبر من الأسر العريقة في العراق إذ أنها برزت حوالي في - القرن السابع عشر ميلادي القرن العاشر هجري - وكان بروزها مقرون بوجود أتباع أهل البيت -ع- على قمة الهرم الديني والسياسي في العراق خلال تلك الحقبة الزمنية، وتطور دورها بمقتضيات الضرورة حتى لاح في الأفق نجم الإمام محسن الحكيم بمطلع القرن العشرين وهو في مقتبل العمر عندما كان ظهير لأستاذه السيد محمد سعيد الحبوبي عندما خرجا لقيادة أبناء الشعب العراقي في تصديهم للغزو الانكليزي للعراق،

وفي تلك الإحداث سجل الإمام الحكيم مواقف بطولية أسس على أثرها للدور السياسي للأسرة خاصة مطالبته بإيجاد حكم وطني في العراق كما ارتبط الإمام الحكيم مع العشائر العراقية وكافة شرائح المجتمع العراقي بمختلف قومياته ومذاهبه بعلاقات اجتماعية متميزة، وطيلة تلك الفترة توطدت العلاقات أكثر لاسيما عندما تصدى لزعامة الحوزة العلمية وصار المرجع الأعلى لإتباع أهل البيت- ع- في العالم فتعززت العلاقات وأصبح ذكره بالاقتداء على السن العامة خصوصاً بعد مواقفه من تشكيل نظام الحكم والتشريعات الحكومية وموقف الحكومة آنذاك من الأكراد في الشمال حتى مجيء نظام البعث وما اتخذ من تصرفات تنم عن طائفية الحزب وقيادته ولم ينتهي دور أسرة أل الحكيم برحيل الإمام محسن الحكيم.

أنما كان لأبنائه الدور البارز في رسم ملامح الإرادة العراقية رغم قسوة الإحداث فقد ثنية الوسادة للتصدي المرجعية باستحقاق لولده الأكبر السيد يوسف الحكيم لولا ابتعاده هو عنها، وبعده بانت علامات الزعامة في السيد عبد الصاحب الحكيم الذي تدارك النظام ما كان يصبو آلية ففعل النظام جريمته المتتالية بإعدام 16 شخصية علمائية وأكاديمية من أبناء الإمام الحكيم بعد اعتقال أكثر من 70 شخص من الأسرة لمجرد شعور نظام بغداد بالدور الذي يضطلع به أبناء هذه الأسرة، كما تجاسر النظام الصدامي على اغتيال نجل الإمام الحكيم السيد مهدي الحكيم والذي يعتبر من الشخصيات السياسية الوطنية والدينية المعارضة للنظام السابق، ولم يكتف النظام بهذه الجرائم إنما ذهب إلى ابعد من ذلك في محاولة منه لمحو اثأر هذه الأسرة فقد قام بتهجير كل من له صلة بها وزج المتبقين في دهاليز السجون والمعتقلات وهدم دور إفراد الأسرة وحاول أزال كل الآثار العمرانية من المدارس والمكتبات والحسينيات التي تعود لهم.

ورغم ذلك لم يصمت أبناء الإمام الحكيم عن المطالبة بحقوق الشعب العراقي حتى الإطاحة بالنظام الصدامي فقد كان لشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم دور في مقارعة النظام من خلال تأسيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وتشكيل فيلق بدر لخلق مواجهه سياسية وعسكرية للنظام وقد تكلل ذلك ألا أن الأيادي ألاثمة امتدت لاغتيال لشهيد المحراب بعد أربعة أشهر من التغيير ورغم قصر المدة إلا انه استطاع أن يرسم الخطوط العامة لمستقبل العراق ما بعد صدام وفعلا كانت لأطروحاته الأثر في العملية السياسية في العراق، بعدها استطاع عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم أن يسير على الخطى التي رسمها شهيد المحراب وباركتها المرجعية الدينية لاسيما الإمام السيستاني والتي دعت إلى أن يكون المواطن العراقي هو الأساس في بناء النظام السياسي الجديد الذي كان هدف دائم المجلس الأعلى الإسلامي ويكون العراق على أساس دولة المؤسسات ويبقى المواطن حجر الزاوية وما يكون هو من اجل خدمته.

ومع رحيل عزيز العراق واستلام السيد عمار الحكيم دور رئاسة المجلس الأعلى تأكد أن لهذه الأسرة الدور المميز في مستقبل العراق السياسي رغم التحديات مستمرة والتخوفات على مستقبل العملية السياسية في العراق إلا أن المراقبين يرون أن الشخصية التي يمتلكها السيد عمار الحكيم هي خليط متجانس جمع فيه مميزات ما كان يتمتع به الإمام الحكيم وأبناءه السيد مهدي وشهيد المحراب وعزيز العراق لذا فمن السهل على السيد عمار الحكيم أن يخطو المسارات ويواجه التحديات بثقة عالية وهمة كبيرة لأنه جمع من كل شيء شي وراح يكمل مشروع جده الإمام الحكيم وأعمامه وآبيه من بناء دولة المواطن والمؤسسات في العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك