المقالات

تساؤلات طارق الهاشمي انتفاضة وطنية ام عقد تاريخية ؟

945 21:47:00 2009-11-07

جمعة العطواني

نقلت وسائل الاعلام المحلية والعربية تساؤلات السيد طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي التي وجهها الى السيد علي لاريجاني الذي يزور العراق بدعوة من نظيره السيد اياد السامرائي . وقد صرح السيد الهاشمي ان اجواء لقائه مع السيد لاريجاني كانت( غير مريحة). وقال كذلك انه نقل للسيد لاريجاني استفهاماته عن جملة قضايا منها منها قطع المياه عن العراق و موضوع تهريب المخدرات الى العراق، ومنها تدخل ايران في الشان الداخلي العراقي ، ناهيك عن الوضع الامني. وختم الهاشمي قوله ان( الزيارة سياسية وجاءت في ظرف حساس للغاية) .رغم ان الزيارة جاءت بناءا على دعوة مسبقة من قبل السيد رئيس البرلمان العراقي! هذه التساؤلات ( المشروعة ) للسيد نائب رئيس الجمهورية نتمنى ان تكون نابعة من حرص وطني وشعور بمعاناة وهموم المواطن العرقي، رغم انها هي الاخرى جاءت في ظروف سياسية يمر بها البلد اكثر حساسية من زيارة السيد لاريجاني . ولكن هذه التساؤلات على اهميتها حفزتني لانقل نفس التساؤلات الى فخامة السيد نائب رئيس الجمهورية ولكن بالاتجاه الاخر .

اننا في العراق نعاني من ازدواجية التعاطي مع مجمل الملفات التي يعاني منها البلد وفي مقدمتها الملف الامني والتدخل السافر في الشؤون الداخلية وقبل ان نحكم على نوايا السيد الهاشمي كون الحكم على النوايا غير مقبول عقلا ولا شرعا ولا سياسيا، لكن لابد من ملاحظة الظروف الحافة بالنوايا واستنطاقها لنصل الى حقيقة الهواجس والمخاوف والزفرات التي تقف وراء هذه التصريحات . لانريد ان ندخل في موضوع التدخل الايراني ونناقشه ولنؤكد للسيد الهاشمي (جدلا ) حقيقة التدخل الايراني (السافر ) في العراق ولنشكر السيد الهاشمي على هذه الفرصة التاريخية التي انقض فيها على خصمه( اللدود) ليفتح النار بكل قوة، وليضع ضيف العراق على المحك، رغم انها ليست الزيارة الاولى لمسؤول ايراني الى العراق، لكنها الاولى التي يلتقي فيها الهاشمي بمسؤول ايراني.

فلماذا اختيار هذا الزمان بالتحديد وقد سبقته زيارة للرئيس الايراني الا ان السيد الهاشمي رفض اللقاء به رغم انه المسؤول الاول عن سياسة ايران الداخلية والخارجية، فهل لنا ان نضع تساؤل امام السيد الهاشمي عن دواعي اللقاء مع رئيس الشورى الايراني بهذا الوقت ( الحساس ) كما يقول هو ؟ هل هو حرص على مصالح الوطن والمواطن ام انه استغلال للوضع الحساس حيث الانتخابات البرلمانية والتي يحتاج فيها السيد الهاشمي الى من يدغدغ مشاعره داخليا وخارجيا ؟ثم لنقبل ( تنزلا ) بوطنية وحسن النوايا التي دفعت الهاشمي الى هذا الموقف الوطني ولنعود الى الازدواجية في هذه التصريحات كغيرها من التصريحات التي يطلقها بعض السياسين في الدولة العراقية .

وازدواجية السيد الهاشمي تاتي في تعاطيه مع التدخل الخارجي بكل رحابة صدر ومن شخصه الكريم حصرا وليس ببعيد عنا البروتوكول الذي تم توقيعه بين ما يسمى ب ( المجلس السياسي للمقاومة العراقية ) باشراف عربي وتركي بامتياز وحضور شخصي من قبل السيد الهاشمي في تقرير مصير العراق السياسي من قبل اغلب دول الجوار وبعض الدول الاقليمية .

والازدواجية الاخرى هي تلك التي تحدث عنها السيد الهاشمي في موقفه من موضوع المياه والشحة التي يعاني منها بحق الشعب العراقي، وهي قضية سياسية بلا ادنى شك قبل ان تكون قضية جغرافية او اجتماعية او انسانية، ونحن اذ نحيي هذه الروح الوطنية التي يحملها لكن بنفس الوقت لنسال ونتساءل مع السيد الهاشمي عن السبب الرئيس في هذه الشحة وهل ان ايران هي السبب الاوحد او الاول وكم نسبة الشحة التي تسببها ايران في هذا الموضوع قياسا الى ما تسببه تركيا ؟ وليسال السيد النائب اصحاب الاختصاص كي يكون كلامنا وكلامه دقيقا

ثم لنسال السيد الهاشمي لماذا لم نسمع تصريحاتكم الوطنية في ما تفعله الجارة تركيا من سياسة تجفيف مقصودة، وهي تمثل اكثر من ثلاثة ارباع هذه الماساة؟ ولماذا لم نجده ينتفض امام الساسة الاتراك خلال زيارتهم المكوكية في العراق؟ بل لماذا نجد السيد النائب قد اطلق تصريحات الشكر والعرفان الى الاشقاء الاتراك عندما قاموا بمنح العراق ( مكرمة ) بزيادة نسبة اطلاق المياه في نهر الفرات ولم تتجاوز هذه النسبة على بؤسها ايام زيارة الهاشمي هناك ؟والتساؤل الاخر الذي نضعه امام انظار فخامة نائب رئيس الجمهورية عن سكوته المطبق عن التدخل التركي السافر في الشان العراقي ومن جملته فيما يتعلق بمسالة كركوك حيث التاكيدات التركية وعلى لسان اكبر المسؤولين في حواراتهم السياسية مع القادة العراقيين وتدخلهم في تفاصيل هذه المشكلة ؟ فاي تدخل اكبر من هذا ؟

اما الازدواجيةالاخرى في الشان الامني فاتصور ان جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبت بحق الشعب العراقي من قبل الاجندات والمشاريع العربية والتي يرتبط بهم السيد الهاشمي بعلاقات اكثر من طيبة فلا تحتاج الى مزيد عناء، اذ اننا لم نر او نسمع او نقرا عن السيد الهاشمي انه قال في لقاءاته مع المسؤولين السوريين او السعوديين انها زيارات (غير مريحة)، او طالب الاشقاء بالكف عن ارسال التكفيرين او الصداميين الى بلدنا وهو يرى ويسمع انيين الامهات والام الثكالى وصرخة الايتام وخراب البنى التحتية الناجمة عن التفجيرات الارهابية التي يتزعمها الصداميون بمباركة عربية ناهيك عن مليارات الدولارات التي تدعم هؤلاء !

نعم اذا كان هناك ثمة مواقف للسيد الهاشمي والتي لابد ان نسجلها له بكل امتياز هي انه اول من منع تمرير قرارات المحكمة المختصة المستقلة لتنفيذ احكام الاعدام بحق المجرمين . وانه اول من طالب بالعفو العام عن كل السجناء والمعتقلين بلا استثناء وقد القت القوات الامنية القبض عليهم وقد ارتكبوا جرائم بعد اطلاق سراحهم وبعد زيارة السيد الهاشمي لهم في معتقلاتهم وانه اول من طالب بعودة كبار الجلادين وبكتب رسمية الى السيد وزير الداخلية وهاهم الصداميون يعيثون في الاجهزة الامنية خرابا من الحرس الخاص والحرس الجمهوري وفدائيي صدام وغيرهم كثير . وانه اول من رعى المؤتمرات مع القتلة والمجرمين في تركيا .

هذه الازدواجية وغيرها تجعل القاريء الكريم يستخلص النوايا الحقيقة من وراء هذه التصريحات ومدى صدقيتها ووطنيتها، كما ويستخلص مدى ارتباط هذه التصريحات بالظرف الحساس الذي يمر به البلد ومدى حجم الرسالة التي اراد ان يوصلها الى اصدقائه في الداخل العراقي والخارج العربي، وبخاصة بعد الاعلان عن الائتلافات البعثية في اكثر من جبهة وهناك من يحتاج الى مغازلة البعثيين لدعمه من خلال المشروع العربي القادم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن العراق
2009-11-08
بارك الله فيك وجزاك خيرا عما اوردته من تساؤلات لااظن ان الهاشمي براغب بالرد عليها فليس بمقدوره ان يخفي عين الشمس واللي ما يشوفهه عمت عينه فهو ربيب تلك الفترة السوداء ومن لم يتعرف طبائع الطيور من اشكالها التي تقع عليها فليتعرف عليها من خلال من تعاديه ان الهاشمي ركض متلهفا لانقاذ المعتقلين بريئهم ومذنبهم ان وجد فيهم برئ ناسيا او متناسيا ضحاياهم مع سبق الاصرار والترصد في وضح النهار جهارا فمتى ننتهي من هذه الشوارب المتاسية بشوارب جرذ الجحور لك الله ياعراق من البعثية وربائبهم واذنابهم
army
2009-11-08
طارق المشهداني لنا مثل نحن العراقيين : من ينكر اصله..... فكيف وبين ليلة وضحــاها ينقلب الى هاشمي ؟ لا اعرف. المسالة انه احد ادوات البعث التي فرضتها مرحلة من مراحل تغيير نظام الحكم في العراق. وهو وبصراحة احد الذين دفعوا ابناء العراق الى الاقتتال وكان داعية من دعاة اعادة النظام الصدامي السابق بحرق البلد وقتل مئات الالاف وايتام وترميل الملايين من الاطفال والنساء. لو كان هناك قانون يطبق وحكم عادل لاقتص منه ابناء الطائفة السنية قبل بقية الطوائف لما احدثه من دمار وتخريب وتاخير للبلد؟
Ali Kadhim
2009-11-08
الهاشمي البعثي هذا يعيش عقدة الماضي وهذه طامه كبرى ان يتولى امر العراقيين ضباط من حرس النظام النافق مراكز رغم ثانويتها فهو يفكر بعقلية الضابط البعثي المهان الذي يريد ان يستعرض ونسي انه يتحدث لرجل دبلوماسي وكان مسؤؤل مجلس الامن القومي في بلاده,حيث ان السيد البرادعي وصف لاريجاني بانه سياسي ذكي, ولكن وصلنا للانتخابات وسنخلص من هؤلاء المرضى.
محمد احمد الفيلي
2009-11-07
اكو مثل عراق ينطبق على الرفيق طارق المشهداني وهو .. ((ذيل الجلب عمره مينعدل)) .. تبقى الطائفيه هي التي تحرك هولاء وسوف يموتون في غيضهم من الوضع الجديد بعدما كان يحكم العراق خمسة قرى معروفه من ذوي الدم الازرق الذي ينتمي اليهم الرفيق طارق اصبح الان يدار بواسطه اهله الشرفاء.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك