( بقلم : امير جابر )
من السنن الالهية التي لاتتغير ان الله القوي العليم يجعل الكافرين والظالمين تدميرهم في تدبيرهم ويمكربهم وهم لايشعرون اليس هو القائل في محكم كتابه المبين( احسب الذين يمكرون السيئات ان يسبقونا.. وقوله ومكروا مكرا ومكرنا مكرنا وهم لايشعرون). عندما سقطت عصابة القتلة في بغداد ذلك السقوط المخزي بعدما ابتلى الله الظالمين بالظالمين وحول حلفاء الامس من تكفيريين وصداميين وامريكيين الى اعداء ظن الكثير من العراقيين ممن ذاقوا الظلم والعذاب من هذا الحلف المشين ان الذئب الامريكي تحول حملا وخاصة عندما رفع شعارات العدالة والديمقراطية والاصلاح بعد ضربات 11سبتمبر، وان الدول العربية التي تحالفت مع صدام في عدوانه المعروف قد وعت الدرس بعدما غزاها وفضحها ومزقها عندما احتل الكويت وان العراقيين سيعودون الى ترميم ذلك الدمار الذي شمل البشر والحجر، ولكن سرعان ماعاد هذا الحلف الى سابق عهده القديم ولبس رجال مخابرات صدام العمائم ورفعوا شعارات المقاومة وارسلوا الرسائل السرية والعلنية الى الانظمة العربية التي طالما عرفوا كيف يستغفلونها وقالوا انهم السقف الذي سيقي الانظمة الخليجية من البعبع الشيعي، وكما فعل صدام معهم عندما تسبب في افلاس خزائنهم ابان حربه مع ايران،و صدقت تلك الدول اهل الغدر مرة اخرى واصبحت تلك الدول ومخابراتها والتها الاعلامية الجبارة تعمل على مدار الساعة على تخويف الامريكان من الشيعة الذين صنفوهم بحلفاء عدو امريكا واسرائيل التقليدي وهو ايران.
وهنا فتحت امريكا حدود العراق الغربية ودفعت وشجعت الدول الخليجية التي لغمت عقول الملايين من مواطنيها بتكفير الشيعة واستحلال دمائهم بالتوجه نحو العراق وغضت اعينها عن رجال مخابرات صدام وهم يجمعون الملايين من الدولارات الفائضة من تلك الاموال البترولية، ولبس رجال مخابرات صدام اصحاب الخبرة الواسعة في الضحك على الذقون الدشاديش القصيرة وجاؤا بالزرقاوي والانتحاريين بعد رفع االرايات السلفية وهو الطعم الذي يركبون به تلك المطايا التي ظل سعيها في الحياة الدنيا وهي تحسب انها تحسن صنعا ،واتصلت مخابراتهم بخلايا القاعدة النائمة واليقظة واوعزوا الى صنيعتهم الزرقاوي بالحاق تنظيمه بالقاعدة وجاء هذا الالتحاق بالخير على ابن لادن الذي سقطت امارته في افغانستان في عدة ايام فرجع له الاعتبار والمهابة من خلال قتل مئات الالاف من الابرياء ولاباس من قتل امريكي هنا او هناك للتمويه والاستمرار في تلقي الدعم بالمال والرجال، واصبحت القاعدة وكانها الاصل في العراق والفرع في افغانستان، وشلت الحكومة العراقية واجهزتها الامنية من كثرة الاتهامات واصبحت اكاذيب ازلام صدام وكانها كلام منزل من رب السموات وسارت الامور في ظل هذا الوضع المثالي للاجرام حيث تثور الدنيا فيما اذا عذب احد القتلة ولا ينظر الى الالاف من الضحايا التي تفجرهم اجساد انتحاريي القاعدة والسيارات المفخخة الا كمجرد ارقام تنقلها وتجهلها سريع وسائل الاعلام، وفي المرة الاولى قالوا ان القاتل مجهول ثم تطور اعلامهم الان واخذ يلقى هذا الاجرام على عاتق المليشيات الشيعية والتي يظهر انها اصابها الجنون حتى غدت لاتستهدف الا الشيعة واضرحة ائمتهم وتقطيع رقاب رجالهم ونسائهم .
هذا بالضبط ماينقله الاعلام العربي النزيه جدا؟
امارة القاعدة في الانبار: فمن الطبيعي بعد هذا الدعم بالمال والرجال والاسناد السياسي والديني والاعلامي ان يسيطر ازلام القاعدة على الانبار وغيرها من الحواضن السنية، فالمال وما ادراك ماالمال في ظل اوضاع العراق الحالية ثم تشريع هذا الاجرام واتهام الضحية واثارة النعرات الطائفية تلك النعرات التي جعلت الاعلام العربي يثير الدنيا على سلاح المليشيات ويطالب بنزعها حتى لاتزعج القتلة في حين نرى هذا الاعلام لايهتم لما يقتله الامريكان من مئات الافغان السنة كل يوم ، وبما ان البعث قد مات وان الميت لايرجع الى الحياة فالبديل التلقائي هو القاعدة وهكذا تمكنت القاعدة وببركة التسهيلات الامريكية والدعم الخليجي ان تصبح هي الممثل الحقيقي للعرب السنة واستطاعت ان تخرس كل اصوات السنة المعترضة على هذه الحال بل صفت الكثير من زعماء العشائر في الرمادي وشردت الالاف من السنة المعتدلين والذين تشهد عليهم شوارع عمان وابو ظبي وغيرها من بلاد الله الواسعة الى ان وصل الحال بالامريكان ان يعترفوا علنا بان الانبار والتي تمثل ثلث مساحة العراق قد خرجت عن السيطرة واصبح الحكام الفعليون لها هم رجال القاعدة.
كيف ستجري الامور في قادم الايام المنظورة؟
طبعا هذا الدعم العربي و الامريكي والصهيوني غير المحدود للقاعدة قد هيئ الاجواء لحرب اهلية شاملة في العراق يدقه مايجري على ارض العراق الدامي والخطابات العلنية التي تملا الصدور بالكراهية والقتل البشع والاستفزازي يسمعه ويشاهد كل الضحايا واحاطة بغداد بما يسميه عدنان الدليمي بالحصار السني من جميع محيطها يحتاج الان فقط للصاعق خاصة وان الشيعة قد نفذ صبرهم تماما من هذا الظلم الذي ليس له نظير وعندما تقطع كل الطرق باتجاه بغداد وهذا مايعمل عليه ازلالم صدام والقاعدة سينفجر التنين الشيعي وستتوجه الملايين من المحافظات الجنوبية نحو بغداد وسيلتقون بالمحاصرين في بغداد وستهرب فلول القاعدة باتجاه الغرب وعندها ستعلن امارة القاعدة في الانبار وستنظم اليها تكريت والموصل وسينفصل الشيعة والاكراد الذين سينشغلون باطفاء الحرائق والاهتمام بملايين الارامل ، اما امارة القاعدة وعاصمتها الانبار سيصدر الايعاز الى رجالها في الدول العربية للالتحاق بهذه الامارة الجديدة سيما وان الرمادي لها حدود بطول 750 كم مع كل من سوريا والاردن والسعودية وفي هذه الدول يوجد العدد الاكبر من جنودها الذين ينتظرون ساعة الصفر وستعود جحافلهم مرة اخرى الى هذه الدول القريبة وسيثارون من تلك الدول وستباركهم الصهيونية العالمية لانهم لديهم حلف مكتوب من الصهاينة من انهم يحاربون الكل ماعدى اسرائيل والدليل على ذلك انهم فجروا انفسهم بمعظم الدول الاسلامية ماعدى اسرائيل بل ان التفجيرات التي شهدتها سيناء الملاصقة لفلسطين جرى التخطيط لها من غزة كما اثبتت ذلك التحقيقات المصرية وان هنالك الالاف من الفلسطينيين السلفيين تركوا لبنان والاردن وسوريا واتجهوا لتفجير انفسهم في اطفال العراق والشيشان وافغانستان بل حتى العواصم العربية ولاننسى الزرقاوي الذي كان يستطيع من مدينته الزرقاء رؤية المسجد الاقصى لكنه لم يتذكره الا عندما اخذ يقطع اشلاء العراق والعراقيين واذا اضفنا على ذلك من ان الرصيد السلفي في الاردن ليس بقليل لكن الظاهر يصعب عليه عبور ماعرضه 650كم هي حدود الاردن مع فلسطين ولكنهم لم يجدوا صعوبة في اجتياز حدود العراق مع الاردن والتي لاتزيد على 90 كم وكذلك الحال مع سيناء والتي تساوي مساحتها اربعة اضعاف فلسطين وهي شبه خالية من القوات العسكرية المصرية بقيت محروسة والاخبار تقول لنا ان معظم بدو سيناء اصبحوا من السلفيين انتقلت عملياتهم من غزة باتجاه شرم الشيخ كما اسلفنا القول فماذا يمكن ان تسمى هذا الشواهد العملية التي لاتقبل التكذيب سوى الحلف الغير معلن مع اصحاب الغدر والفتن والامريكان يراهنون الان على ولادة الشرق الاوسط الجديد من خلال الفوضى الخلاقة من خلال ركوبهم لهذه الحمير التي طالما عرفوا كيف ومتى يمتطوها ويستخدموها لبث الفتن بين الشيعة والسنة وبين السنة والسنة الم يقولوا علنا اذا لم نستطع السيطرة عليهم سنعمد للاسلوب الاستعماري القديم فرق تسد .الم تقل برتكولات صهيون المنشورة(انتم امة قليلة العدد لاتستطيعون السيطرة عليهم ولكن اثيرو الفرقة بينهم فيقتل بعضهم بعضا فتأتون انتم كنقذين) وعندما تشتعل النيران في ابار البترول سينزل المنقذون بحجة انقاذ اكسير الحياة وعصب الصناعة والحياة البترول بيد جماعات من المتخلفين وان جنودهم جاهزين في المنطقة والنتيجة النهائية التي نراها من واقع الارض العراقية والافعال والعمليات اليومية ان الامريكان والدول الخليجية هي التي ارادت المكر بالمظلومن فمكر الله بهم واتاهم الحذر من مامنه وهو وعد من عند الله غير مكذوب المتمثل بالانتقام ممن انعم عليهم بنعم ليس لها مثيل ولكنهم بدل ان يستخدموا هذه النعم للخير لكنهم استخدموها للشر والدمار وحق على الله ايضا ان ينتقم لملايين العراقيين المعذبين والمشردين بدون ذنب اجترحوه اليس الله هو القائل (انا من المجرمين منتقمون) وهو القائل (واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) ونبيه القائل( من اعان ظالما سلطه الله عليه) هذه الايات والاحاديث سبق ان قلتها وارسلتها لامراء البترول ومثقفيهم في الثمانينات عندما كانوا يعينون صدام على ظلمه القبيح فاتهموني بالعمالة ولم يصدقوها وجاء تحقيقها عندما غزى صدام الكويت وهم الان ايضا يعينون نفس ازلام صدام على هذا الظلم الذي يصلهم الى بيوتهم بالصوت والصورة وسوف لن يقتنعوا بها على الاكثر لكن هذه المرة لن يفلتوا من غضب الله وسيخر عليهم هذا السقف ويسياتيهم العذاب من حيث لايشعرون وستتحول بلدانهم الى اسوء من العراق المتفرجين عليه والشامتين به وتلك الايام والسنن الالهية التي لاتتغير ولاتتبدل ونحن نصدق الله ونقول لهم انتظروا انا معكم منتظرون والايام بيننا والله غالب على امره وحتما وحقا سيجعل اعمالهم حسرات عليهم وعندها سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون
https://telegram.me/buratha