بقلم محمد أبو النواعير
قال تعالى :" ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين" صدق الله العلي العظيم , الانفال/46الظاهر والله أعلم أن مسألة رجوع الصداميين الى الحكم أصبحت من الامور المفروغ منها في عراقنا الجديد ( العائد الى القديم ) , هذه الامنية التي ظلت تراود البعث الصدامي ودول ( الغيرة العربية ) للسنين الست الماضية , قربت هذه الامنية من التحقق , بعد أن يأس منها حتى أصحابها والداعمين لهم والراضين بتوجههم .
يعلم الكل أن الجبهات الاقليمية والدولية والداخلية التي حاولت القضاء على رموزنا السياسيين ( الوطنيين الشرفاء ) من ذوي التاريخ الجهادي الاستشهادي الرائع , لم ينجحوا في ذلك , وعقلاء القوم يرون أن سبب صمود التيارات السياسية الكبيرة هو دعم الناس لها لعلم الناس أن القضية التي كان سياسيونا يحملونها أنما تمثل قضية الشعب نفسه , وأضافة الى صمود ودعم الناس لرموزنا الوطنية والدينية لبناء الدولة الجديدة فأن أتحاد هذه الرموز فيما بينها ووقوفها وأتفاقهاعلى المبدأ الواحد ألا وهو طرد الصداميين والوقوف بوجه التكفيريين وبناء دولة جديدة هو الذي جعلها تضرب أروع صور الصمود والاستمرار خلال السنوات الست الماضية , ولست بحاجة الى ضرب الكثير من الامثلة ليرجع سياسيونا الى رشدهم , فهذه فتنة بغداد الطائفية , حيث اتفق الكل على أنه لولا أتحاد جيش المهد ... البطل وفيلق بدر ...الظافر لما توازنة المعادلة , وأُذَكر سياسيينا الداعين الان الى التفرقة ان هذا الاتحاد الذي أُكمل بصوت الحق الهادر المتمثل بحزب الدعوة ... شكل ثلاثيا قويا صلدا أدخل اليأس في قلوب كل القوى الصدامية الاستكبارية والعربانية من النيل منهم .
أني لأكبر الموقف الشجاع والكبير للتيار الصدري الذي تعالى على توافه الامور , ووضع يده مع أخوانه وابناء جلدته .ولي الحق ان أسأل ولأبدأ برئيس وزرائنا الاستاذ نوري المالكي ومن معه من رجال حزب الدعوة الوطنيين " فالنفترض , فرضا , أن صاعقة نزلت من السماء وقضت على المجلس الاعلى بجميع رجاله , وقضت على التيار الصدري بكل رجاله , وتحقق أملكم وخلت لكم الساحة , فهل تقنعونني أو تقنعوا عاقلا أنكم وما أوتيتم من قوة تستطيعون أن تقفوا بوجه الصداميين العائدين الى الحكم ( شأنا أم أبينا ) , وانتم تعلمون ان كل ما على الارض هو داعم لهم , بل واقسم صادقا حتى ابليس قد ادخل جميع شياطينه في حالة الانذار ليسهلوا العودة لهم . ؟
وكذلك اسال اخواننا في التيار الصدري بنفس السؤال " فلو فرضنا مثلا ان الصاعقة اصابت المجلس والدعوة وقضي على الكل فهل تقنعونني ان لكم القدرة الكاملة على الوقوف بوجه الصداميين العائدين وبقوة . ؟واخيرا وليس آخرا هل يستطيع ابطال بدر والمجلس ان يحموا العراق بمفردهم بعد أن يعتزلوا اخوانهم . ؟ لا أقول ان طلب الدنيا حرام ولكن أن تسلمونا الى الاعداء ليجزرونا بعد أن كانت فرحتنا برجوع حقنا الينا , بعد أن فرحنا أن أبناء جلدتنا هم من سوف يحموننا ويحكموننا , بعد أن فرحنا أن هناك من يتألم لقتلنا .
لا أعلم ما أقول ولكن الخلاف الذي بينكم أنساكم أعدائنا وتربصهم بنا وبكم , نسيتم العلّيان والمطلك والضاري , نسيتم العدد الكبير من باعة الضمير الذين يتبسمون بوجوهكم ليل نهار وهم لأعدائكم مخلصون , ولتهديم عرى الوثاق بينكم ساعون , تطور التناحر والتباغض وتحولت الاقلام والالسن والاتهامات التي كانت موجهة لأعدائنا , تحولت بين أخواننا , دخل الشيطان بيننا ونفذ شروره في صدورنا . أعدائنا مسرورين بخلافكم هذا بل أؤكد لكم أنهم هم من يسكبون الزيت على النار وبأستمرار , عبر تعظيم المواقف التافهة التي يخطأ بها فلان من هذا الطرف وفلان من ذاك الطرف , عبر نشر الاشاعات , ودس المقالات التي تقطع صلاح ذات البين , وتحوير التصريحات وفبركتها.
هل ياترى سنشهد في الايام القادمة التمام الشمل وعودة الاخوة المعاندين الى رشدهم , هل تعلمون ان الصداميين اذا رجعوا الى الحكم وتسلطوا علينا مرة اخرى سيذبحوننا ويذبحون كل من فرح برجوعكم الينا , وانتم تعلمون ان ابناء طريقتكم لا يملكون مكان يهاجروا اليه في الدول الاخرى ويهربوا اليه من نير البعث القادم .
بقلم .. محمد أبو النواعير
https://telegram.me/buratha