المقالات

الفيدرالية.. واشكالية الفهم

1509 20:28:00 2006-09-18

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

بدءاً، لابد من التأكيد على ان الفيدرالية هي نظام لادارة الحكم، قد يكون غريباً على العراقيين، ولكنه مطبق في اكثر من ثلاثين دولة كبرى وعظمى.. ولابد من التأكيد ايضاً بأن الدستور الدائم نص على الفيدرالية وبذلك قد اصبحت استحقاقاً دستورياً، ولما كانت الجماهير العراقية قد اكدت تمسكها بهذا الاستحقاق عبر المظاهرات والتجمعات والندوات، فمعنى هذا هو ان الفيدرالية صارت استحقاقاً جماهيرياً ايضاً.. وبناءً على الاستحقاقين هذين لم يعد مسموحاً لا قانوناً ولا عرفاً لاية اعتراضات على الفيدرالية.

وما يجري الان لا نظنه يتناول ذلك، واذا ما كان بعض السياسيين يعتقد بوجوب الانكفاء عن تطبيق النظام الفيدرالي فبلا شك ان هؤلاء لم يحالفهم التوفيق، وان كان موقفهم هذا حقيقياً وليس مناورة سياسية او ما يشبه الابتزاز، فانهم بذلك يخالفون الدستور وينكرونه، وهذا امر غير مسموح به قطعاً.

نعتقد ان هناك سوء فهم متعمد لدى بعض السياسيين عندنا عندما يربطون بين الفيدرالية كنظام حكم، وبين مشروع قانون تشكيل الاقاليم والمحافظات، فالاول غير مسموح الحديث فيه لانه استحقاق دستوري اقره الشعب عبر التصويت على الدستور الدائم، اما الثاني، مشروع قانون تشكيل الاقاليم والمحافظات فهو الهدف المقصود في النقاش والجدل والاخذ والرد، وهذا حق لكل عضو في البرلمان.. وتظل العبرة في كيفية وضع اللجنة المكلفة باعداد مشروع القانون هذا وما سيقرره مجلس النواب بعد التصويت عليه. فاذا وافق النواب بالاغلبية المطلوبة عليه صار واجب التنفيذ، وكذلك ملزماً للجميع الموافق عليه والرافض له.. وتلك هي الديمقراطية وقواعدها المعروفة.

اما محاولات البعض وضع العصي الغليظة امام عجلة الديمقراطية او حفر خنادق عميقة في طريقها، فما هي الا محاولات ليست ذات جدوى فاشلة، وخارجة عن اية صيغة ديمقراطية متعارف عليها في بلادنا الواسعة.. فالديمقراطية تعطي للجميع حق ابداء الرأي، ولكنها تحكم أي قرار برأي الاغلبية وبهذا تمنع على الانتقائيين اختيار ما يرغبون ورفض ما لا يرغبون.

ان الجدل الدائر في هذه الايام يظل مشروعاً ومعقولاً اذا ما ظل تحت خيمة الدستور الدائم الذي بناءً عليه اتيح للجميع الوصول الى قبة البرلمان لتمثيل الشعب العراقي. فالذي يرفض الفيدرالية التي اشرها الدستور بانها صيغة النظام الجديد في العراق يكون بذلك قد انتقى من الدستور بقاء عضويته في البرلمان، بينما يرفض احدى منجزات الدستور وهو النظام الفيدرالي، وتلك مفارقة غير معروفة في بلاد العالم ولعل بعض السياسيين في بلادنا كان لهم قصب السبق في ابتداعها!!.

والمشكلة الحقيقية هي ان بعض الاطراف السياسية تظن بان الابتزاز ربما يصلح في كل الاوقات من دون ان تدرك ان تلك السياسة قد عفا عليها الزمن.. وما نريد استخلاصه من كل ذلك هو ان مشروع قانون تشكيل الاقاليم لا يعني التطبيق الفوري للفيدرالية بل هو خطوة ينبغي ان تحصل موافقة البرلمان عليها، ثم رأي الشعب العراقي بعد ذلك وهذا يفيد بان الوقت سيأخذ مداه لانجاز استحقاق الفيدرالية التي يتخوف بعض السياسيين من الاسراع في تطبيقها، فالامر يحتاج الى وقت ليس بالقصير وكل شيء ينبغي ان يطبخ على نار هادئة.

ان اجتماع رئيس مجلس النواب بزعماء الكتل السياسية اليوم من المرجح ان يضع حداً لهذا التعويم وعدم الفهم المفتعل بموضوعة الفيدرالية ايضاً، وما نأمله من اجتماع الكتل النيابية هو ان تتضح الصورة بكامل تفاصيلها، وبعد ذلك يصبح أي طرح خارج الموضوعية المفترضة مجرد صراخٍ في وادٍ لا قعر له.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نصير الكيتب
2006-09-18
تحيةللاستاذ الكاتب. حقيقة الامر ان الكثير منا اصبح لديه خلط وسوء فهم لبعض القوانين والصلاحيات حينها قلت لماذا السيد عبد العزيز الحكيم طرح هكذا موضوع حساس للذين يصطادون بالماء العكر لا لشيء فقط لعرقلة العملية السياسية كماذكرتم.ولهذا اطرح على السادة المسؤولين المتصدين للفدرالية ومشروع قانون تشكيل الاقاليم والمحافظات عليهم تكثيف الاعلام و النزول للشارع العراقي ومواساة الشعب العراقي المظلوم حتى من قبل قادته وللاسف حيث ياخذون منه ما يريدون وبالعطاء هم بخلاء حتى باستحقاقته..السلام عليكم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك