( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )
تابعت ليلة اول البارحة لقاءً تلفزيونياً من على شاشة فضائية دبي يحمل عنوان "المقال" لمعده ومقدمه الاعلامي البارع داود الشريان، وكان ضيف الحلقة السيد صالح المطلك رئيس قائمة الحوار الوطني وابتدأ اقرُّ اني لم يحالفني الحظ لمتابعة الحلقة من أولها، إلا أن مكالمة هاتفية سريعة جاءتني من احد الزملاء الاعلاميين الاعزاء لفت خلالها نظري الى ما تبثه قناة دبي.
كان الوقت المتبقي من الحلقة كافياً ان يجعلني افهم ما دار في بدايتها من خلال الحوار الجدي الذي كان يديره الزميل الشريان وقد فهمت من خلال المقابلة ان الشريان لا يحاور المطلك الا بمتناقضاته التي يطرحها خلال مجريات اللقاء.. الشريان يسأل المطلك ويلح على ان يسمع الاجابة ازاء بعض الطروحات التي يطرحها الطرف الاخر.. اسئلة الشريان كلها كانت تتمحور حول هل ان صالح المطلك ينضم الى الجماعات التي تنتمي لبعض عشائر غرب العراق والتي تطالب بالافراج عن صدام كي تدخل مشروع المصالحة. سؤال آخر يطرحه الشريان عن اسماء الدول التي تسعى لتقسيم العراق.. ويزيد بسؤاله قائلاً ما هي الدلائل لاتهامك ايران فيما اذا كانت ايران تسعى الى ذلك او بعض الدول العربية او حتى اسرائيل.
المطلك لم يقدم للمشاهد او لمقدم البرنامج جواباً سوى ان المجلس الاعلى وقائده كان في ايران وتأسس فيها وشكل قواته هناك وهو يمتلك ميليشيا، يقول المطلك ان رئيس المجلس ذات مرة صرح بانه مستعد ان يقدم مئة الف عنصر من منظمة بدر لحماية الامن في بغداد أثناء الانتخابات، وقد استرسل المطلك في اجابته اذا كان المجلس الاعلى بامكانه ان يقدم مئة الف عنصر فقط لحفظ العملية الانتخابية فياترى كم يمتلك من العناصر والقواعد الاخرى؟.
الشريان اجابه ان هذا السؤال اوجهه لك، فقبل قليل قلت ان المجلس الاعلى ضعيف وأنت الآن تتحدث عن ارقام غير موجودة في دول.
هروب المطلك من حجة الشريان لم ينفع معها القول بان التيار الصدري وحزب الفضيلة غير متوافقين مع المجلس الاعلى بموضوعة الفيدرالية، لكن الشريان اتى المطلك من جانب آخر قائلاً له ما رايك بمشروع المصالحة الوطنية، المطلك اعطى رأيين في هذا المجال، الأول جاء بصيغة استفهامية مع من ستكون المصالحة؟ والشق الآخر كانت فيه اشادة بالخطوات التي خطاها رئيس الوزراء على طريق المصالحة وحرص شخصية رئيس الوزراء على تحقيق هذا المشروع، بالتأكيد هذه مفارقة ربما العنوان البارز فيها ان المبادرة التصالحية هي مبادرة ائتلافية طرحت على لسان رئيس الحكومة ورئيس الحكومة ليس بامكانه ان يقرر اموراً بهذا القدر من الاهمية خارج اطار كتلته، لكن المطلك عندما يواجه بالحقائق والارقام دائماً كان يعتقد ان تغيير مجرى الحوار يجنبه الانزلاق امام المتابع، وكان استشهاده بمبادرة الجامعة وكيف ان بعض الجهات وأدتها بمثابة الانقلاب على نفسه، فالمحاور الشريان قال للمطلك عندما وجدت الجامعة العربية ان المشكلة عراقية وبامكان العراقيين ان يطرحوا مبادرات كمبادرة السيد رئيس الوزراء فعندذاك تنتفي الحاجة الى مبادرة الجامعة.
الشريان يسأل المطلك لو كنت رئيساً للوزراء فهل ستتردد من زيارة ايران وانت تعرف التداخل بالمشهدين العراقي والايراني. المطلك لم ير الخيارات متعددة امامه سوى خيار (نعم) سأذهب الى ايران مع اعترافه بان ايران دولة مهمة وقوة اقليمية هامة وقادتها يمتلكون ذكاءً سياسياً مفرطاً فهم يمتلكون علاقات استراتيجية مع شيعة العراق وسنته واكراده ومنذ زمن بعيد.
اذن ما هي مشكلة المطلك مع الكرد كي يطلق عليهم عبارة الاحزاب الكردية القومية الشوفينية ومع الشيعة وقواهم السياسية التي يرى المطلك انهم تربوا في الحضن الايراني طالما ان لايران علاقات مع سنة العراق لم تختلف عن علاقاتها مع الآخرين.
https://telegram.me/buratha