جاسم الغرباوي
هناك نوعان من النبل , نبل للسجية والشميلة الطاهرة ونبل للسجية والشميلة العفنة النتنة . النبل الاول يقود الامم والشعوب والاوطان الى حيث الرقي والتقدم والتجديد والحضارة والقوة الاقتصادية العسكرية وفي ضم هذا الجمع تتحصل المكانة المعنوية الدولية المرموقة , والنبل الثاني يقود الامم والشعوب والاوطان الى حيث الانحطاط والتردي والردى والِوضع والسفالة والتسفل والسفه وبالتالي الفقر والجوع والعوز والمرض والعلة والعوق والحاجة ومسائلة الناس وبالتالي الانعدام الكامل والمطلق للمكانة المعنوية وفي ضم هذا الجمع لا يمكن الاستخلاص منه سوى النبذ والاحتقار والتجاهل .
لقد شهدت الساحة السياسية العراقية في الست سنوات السابقة الكثير من البهلوانات حيث ما ان اطل يوم 9-4-2003 حتى نزع البعض ردائه الزيتوني وارتدى مرة عمامة بيضاء ومرة سوداء والبعض ألآخر استبدل الزيتوني بالقاط العراقي المعروف ومعه ربطة عنق جميلة المنظر وهؤلاء شغلوا مساحات واسعة من شاشات الفضائيات الماجورة واتخمونا بخطاب ممل مجزع مقرف يطغى عليه السمة الوطنية المطلقة التي لا تشوبها شائبة . لكن البعض ألآخر والحق يقال ظل على اصله ومنبعه لم يتزحزح قيد انملة عن قناعاته السابقة لكنه في فترة من الفترات السابقة انحنى امام العاصفة ولم يعد يبيح بمكنوناته السابقة طمعا بجزء من كعكة الجمهور الذي اصبح له مكانة محترمة لكون صوته مهم في صعود وهبوط القوى السياسية العاملة في الساحة العراقية الحالية ,
وبعد ان رفع الغطاء واصبح المرء في الامتحان يكرم او يهان , ها نحن نراهم وبوسع عيوننا يلمون شملهم ويجمعون شتاتهم المبعثر ويرتبون احجارهم الموضوعة هنا او هناك ويعلنون تحالفهم المشؤوم ساعين بكل ما يملكون لعودة عجلة العراق الى الوراء حيث الدكتاتورية والتسلط والارهاب والقتل والتعذيب والافقار والاعواز وهذه المرة عبر صناديق الاقتراع بعد ان اصيبت دباباتهم وعرباتهم المدرعة بالعطب والعجز الكامل وبعد ان شلة يد مراهقيهم ومغامريهم وطراطيرهم من فعل شئ يلحق الضرر بشعبنا , نحن هنا ندعوا جماهير شعبنا الابي بالاحتفاظ بالزخم والاندفاع وتثبيت ما تحقق من انجازات سياسية واجتماعية من خلال توجيه صفعة مميتة لهؤلاء وتقزيمهم وجعلهم في اسفل القائمة لا يقوون على فعل شئ .
https://telegram.me/buratha