سالم كمال الطائي
وسائل الإعلام المشبوهة في العراق تعشق التسيب وتعمل بانفلات, تبحث عن السلبيات وتشيح بوجهها المشبوه عن الإيجابيات, هناك أكثر من خمسين فرقة لقنوات مختلفة لا يعرف مصدرها ولا مكانها ولم تحصل على موافقات أصولية للسماح لها في التجوال في إنحاء العراق ومدنه وقراه ونواحيه وشوارعه ويتغلغلون بين الناس وينقلوا معاناتهم!! واحتياجاتهم وهمومهم.. هذا هو الوجه الظاهر من هذه القنوات وطواقهما.. أما الأهداف المخفية والأساسية من انتشار هذا الكم من القنوات وكاميراتها وأصواتها فهو يتوزع على جهات مجهولة تسعى إلى الإطلاع على تفاصيل الأرض العراقية وناسها وانطباعاتها ومواقفها من السلطة والحكم لترفع تقاريرها إلى رؤساءها المتواجدين في القاهرة والأردن والسعودية وإيران وتركيا وكردستان العراق! وإسرائيل إضافة إلى القنوات الأجنبية التي لها أهداف أخرى متنوعة فهي تتحرى عن أرضنا وشعبنا وتحاول معرفة دقائق حياته وأفكاره واتجاهاته وجمعها وتحليلها ومن ثم اتخاذ القرارات المناسبة التي تساعد مرجعياتهم في الدول التي ينتمون إليها.. وباختصار أكثر هذه القنوات المتهالكة والمتباكية على العراق والعراقيين هم جواسيس متعددي الانتماءات والمرجعيات وهم كالأفاعي لينٌ ملمسها؛ قاتل سمها.
ومن الغريب والعجيب أن تنطق أصوات عراقية للدفاع عن هؤلاء المخربين والجواسيس الذين لم نسمع ولم نر في تقاريرهم يوما ما شيئاً من إيجابيات الحكومة والدولة, فلا تقرير عن أي منجز من المنجزات المشهودة فلا نراهم عند إنشاء مصنع ولا عند تبليط شارع ولا عند بناء مدرسة ولا تعمير مستشفى ولا في ارتفاع مستوى معيشة المواطن العراقي ولا ذكر لزيادة الرواتب بشكل عام, ولا رأيناهم عند إنشاء جسر ولا قرب أعمال الترميم والتعمير, ولا بجانب العاملين في إعادة ما يخربه الإرهابيين من المنشآت والتأسيسات في الكهرباء والتلفونات.. نريدهم في يوم من الأيام فقط أن نراهم قرب هذه الإنجازات الكثيرة تحت هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد .. ولو بنسبة واحد إلى عشرة .. فمثلا نريدهم أن يظهروا عشرة مرات في تغطياتهم التحريضية والأسلوب المثير في عرض مشاكل المواطنين ومرة واحدة عند الإنجازات الكثيرة.. ثم يأتي السيد مفيد الجزائري ويشتكي من التعرض للمراسلين المخربين والذين يتقصدون الإثارة ويدافع عنهم وهو يعلم علم اليقين بأن هؤلاء جميعهم يعملون بدون ترخيص أو موافقة من السلطات المختصة وإن وجودهم هو عشوائي وغير منضبط بل يشكلون خطرا جسيما على مجريات الأمور في هذه الظروف المحقونة بالتوتر والفوضى والعمليات الإرهابية التي قلما يستنكرونها في إعلامهم هذا.
وكذلك الحال في وضع الصحف التي تدعي أنها عراقية!! التي تجاوز عددها المائة صحيفة مختلفة الاتجاهات والألوان!! فمنها الحمراء والخضراء وأخطرها الصفراء!! وأكثرها تنتهج نفس نهج الفضائيات في النقد الهدام والتركيز على سلبيات الحكومة - أي حكومة- التي يساهم الإرهاب والمخربين في تأخير معالجتها والتخفيف من وطأتها على المواطن وقد يساهم الكثير من موظفي الدولة المشبوهين في وضع العراقيل والعقبات في طريق العمل على معالجتها. وقد يكون من المفيد بعض ما يعرضه هؤلاء في التنبيه إلى مواقع الخلل؛ إذا كان نشاطهم هذا يتوازى مع ما أنجزته الحكومة ووزاراتها من مشاريع وأعمار وأعمال نافعة محسوسة وملموسة.
وأما عن الأحزاب والمنظمات والجمعيات فحدث بلا حرج! فهي الأخرى تتجاذب الوضع السياسي العراقي من جميع الاتجاهات مثل قطيع من الذئاب ينهش من فريسة في جميع الاتجاهات.
ونتساءل هنا أو نسأل بعض هؤلاء من جواسيس الفضائيات وأصحاب الصحف الصفراء والأحزاب الفوضوية والجمعيات العبثية والهيئات "العربنجية" .. هل أن دول الجوار والدول الإقليمية الإسلامية منها أو "القومجية" خالية من الظلم والفقر والمرض والاضطهاد والتخلف والجهل ؟؟ فلماذا لا نسمع ولا نرى عن ما يجري ويحدث من سلبيات وتجاوزات وظلم وقهر في تلك البلدان؟ ولماذا التركيز والتجمع في العراق الآن ولمصلحة مَنْ هذا النشاط المعادي المكشوف؟ أهو التحضير والتهيئة لإعادة حكم الطغاة؟ أهو مساهمة في التخريب أو تجميع المعلومات لحساب التنظيمات الإرهابية والبعثية التي تستهدف العراق والعراقيين؟ وتقوم بالعمليات التفجيرية بعد حصولها على الإحداثيات!! من هذه القنوات الفضائية المعادية؟ وهل نست أو تناست هذه القنوات العميلة مشاكل الأمة العربية "المجيدة" وعمالتها ومفاوضاتها مع إسرائيل وعلاقاتها الدبلوماسية والتجارية والسياحية!! وخاصة مصر العربية أم الدنيا بل أم كامب ديفيد والحكومات الأخرى التي تلهث وراء أميركا والصهاينة على السلطات المسؤولة عن سلامة البلد والشعب أن لا تأخذهم في هؤلاء لومة لائم لأنهم خطر داهم وخبث مقصود ولا حاجة لنا بهم ولا بالديمقراطية التي يطالتبون بها ويخربون في ظلها.
https://telegram.me/buratha