سلوى الكناني
اربعاء دام ..اعقبها احد دام ..وسبقها اثنين دام ..وثلاثاء احمر ..وسبت محترق ...وجمعة ضارية ...وهلم يجر ..لايبدو ثمة طفرة حقيقية في الوضع الامني ...كل ماهنالك سكون جزئي ثم هزة عنيفة تعيدنا الى ما قبل المربع الاول من خطة فرض القانون ..تعيدنا الى تلك الايام التي صار فيها الموت مجانيا واخبار شهداء العراق لا تسترعي اهتمام وسائل الاعلام طالما جزء من حركة المشهد العراقي اليومي ...تلك الايام التي صار فيها وفاة عشر اشخاص في حادث مروري في المانيا يتصدر نشرات الاخبار على جريمة توقع مئتي شهيد في العراق ..هناك جهود حثيثة لاعادة العراق الى تلك المرحلة ..بل لاحراق المراحل كافة لافراز واقع مأساوي جديد يتصدر فيه مشهد الغابة من جديد وليصبح الانسان فريسة القنل العشوائي وعلى طريقة ( ان لم تكن مليشيا بال على جثتك الارهابيون ..)هناك هجوم ضار وشرس ومخطط ناضج ودقيق لتكون المرحلة القادمة مرحلة النفق المظلم في تاريخ العراق باجمعه ..وهناك اموال واسلحة وتخطيط ودعم منقطع النظير بهذا الاتجاه ..كل هذا الدعم والتحشيد واليات الموت والخراب تجعلنا نقف عند حقيقة مؤلمة وسؤال ملح : مالذي اعددنا لمواجهة هجوم مبرمج وقتل تسلسلي جماعي كبير ..هل يعقل ان يحصل انفجارين كبيرن في مربع امني واحد وفي دائرة قطرها كيلومترا واحدا او كيلومترين ..!!هل واجب القوات الامنية هو ان تعرض صورا للانفجارات ومن اين مرت السيارات المفخخة وكيف انفجرت لتدمر وزارات كاملة .؟هل ان الذي اعددناه لمواجهة الهجمة الارهابية هو ان نقول : ان التحالف الصدامي التكفيري هو الذي يقف وراء تلك التفجيرات !!ان واجب القوات الامنية يختلف عن دور فرق اطفاء الحرائق والاسعاف الفوري التي تطفا الحرائق وتسعف المصابين ..وتختلف عن خبراء المتفجرات الذين يقدمون المعلومات عن نوع وكمية المتفجرات واي معلومات اخرى ضرورية للقبض على المجرمين ..فالدور الامني هو حماية ارواح الناس وومتلكاتهم والحفاظ على الامن العام وضمان ان تكون هناك مستويات مقبولة من الحياة الطبيعية اليومية للسكان ..اي ان على قوات الامن ومؤسسات الدولة ووزاراتها الامنية ان تقوم بواجب مقدس وهو الحيلولة دون وقوع الهجمات ...وليس انتظار وقوع الانفجارات ...لتقع الاحزاب والمؤسسات في سجالات مريضة وكل منهم يلقي الكرة في ملعب الاخر ولما تجف دماء الضحايا بل ولما يعثر على بقايا الكثير من الضحايا الذين يعلن عنهم كمفقودين ..فبعد كل حادث من هذه الحوادث نفاجيء بنتيجة منطقية مفادها ان لاشيء قد تحقق ..لا شيء جديد في جعبة حاملي الراية ومن يفترض بهم ان يقودوا القوى الامنية ويردعون قوى الارهاب ويكفلون حماية المواطن ..وفي الحقيقة لقد قدم الارهابيون خدمة جليلة لنا رغم فداحة الخسارة التي وعشرات الارواح الطاهرة البريئة التي ازهقت في تلك التفجيرات ..خلاصة الدرس الذي تعلمناه ..ان اجهزة الامن ضعيفة مفككة وقادتها انانيون نفعيون كسالى وغير جادين في عملهم ..وان الخطط الامنية فاشلة قديمة لا يتم تطويرها وتحديثها وليست هناك بدائل للواقع الامني السيء ..وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
https://telegram.me/buratha