زياد الاعظمي / دبلوماسي عراقي
عندما قرأت الكتابات والاقاويل الزائفة والتفاهات وسعي بعض الاقلام النيل من الدكتور علاء الجوادي قررت ان الابتعاد هذه المرة عن التحدث مع تلك الاقلام ومخاطبتها لان السيء لايفهم الا امثاله وتذكرت القول ((اسمعت لو ناديت حياً.. ولكن لا حياة لمن تنادي)) لذلك قررت ان اناقش الموضوع من زاوية اخرى وهي تفحص المسيرة الدبلوماسية المهنية للدكتور الجوادي وليس السياسية ، لان الحديث عن المسيرة السياسية حديث نضال وجهاد وعقود من الزمن وسنقوم به في المستقبل القريب ان شاء الله ، لكننا سنركز على مسيرته الدبلوماسية خلال الخمس سنوات الماضية فقط . بادئ ذي بدء ادى الدكتور الجوادي اليمين مع سعادة السفراء العراقيين في عام 2004 سفيراً في وزارة الخارجية العراقية وشغل خلال عمله في وزارة الخارجية رئاسة دائرتين داخل الوزارة هما دائرة اسيا والدائرة العربية وهما من الدوائر المهمة في الوزارة نظرا لعدد ملفات الدول في كل دائرة من هاتين الدائرتين ، فضلا عن المنظمات الاقليمية العربية والاسيوية والتي هي ايضا تقع ضمن صلب عمل هاتين الدائرتين . ولم يكتب خلال هذه الخمس سنوات في اي موقع من مواقع الانترنت اي اساءة الى شخص السيد السفير او عمله ، بل على العكس العديد من مواقع الانترنت كتبت عنه وعن انتمائه العربي ووطنيته . وفي بداية عام 2009 أُعتمد السيد السفير الدكتور علاء الجوادي سفيرا فوق العادة لجمهورية العراق في دمشق. ولا نذيع سرا اذ نقول ان السيد الجوادي لم يكن راغبا بهذه المهمة ليس لموقف من سوريا التي يعشقها وانما ادراكا منه بصعوبتها في ظروف قاسية لكنه رضخ للقرار السياسي للبلد انطلاقا من تحمل اداء مهمة وطنية ينبغي ان يقوم بها هو بالذات. وتم استقبال السيد السفير بدرجة عالية جدا من الترحيب ومن قبل كل المستويات المسؤولة في سوريا وعلى رأسهم الرئيس العربي النبيل فخامة الدكتور بشار الاسد نجل بطل الامة العربية الخالد المرحوم حافظ الاسد. وكذلك رئيس الوزراء السوري الرجل المهني والمعروف بدماثة اخلاقه النابعة من اصوله الحلبية الشريفة. اما الاستاذ وليد المعلم رئيس الدبلوماسية السورية فكان يعتبر بسوريا سفيرا هدية ثمينة من العراق للسوريين. واما رئيس مجلس الامة السوري فقال ان الجوادي ليس سفير العراق لسوريا فقط بل هو سفير العروبة الاصيلة في بلده الثاني سوريا وقد غمره كل المسؤولون في سوريا بالمحبة والاحترام والاعتزاز. وبدء عمله في اعادة هيكلية السفارة لتتناسب مع اهميتها ومع مهمته لبناء اعمق العلاقات مع بلد يعتقد السفير ان العلاقة معه ستراتيجية وانها علاقة ان نحيا معا او نموت لا سمح الله معا وبناء على فهم تاريخي وعقائدي دقيق لهذه المقولة. واخذ ببناء وتنشيط كوادر السفارة لاهمية البلد الذي تعمل فيه والتحرك على المؤسسات الرسمية السورية لبناء علاقات متميزة معها وفعلا نجح في تنظيم اول زيارة رسمية لمسؤول سوري كبير الى العراق بعد عام 2003 وهو دولة السيد رئيس الوزراء السوري المهندس محمد ناجي العطري الذي قام بزيارة رسمية الى العراق في نيسان 2009 على رأس وفد كبير وتمخض عن الزيارة الاتفاق على مشروع المجلس الاستراتيجي الاعلى . وهنا بدأت القصة مع مواقع الانترنت المسيئة والاقلام المشينة والاساليب المفضوحة في التطاول على السيد السفير واتهامه بانه ينتمي لسوريا اكثر من انتمائه لبلده العراق وان تعينه فيها سفيرا كان انتصارا للمخابرات السورية!!! وبدا السبب وضيعا ومتدنيا عندما قام احد الاشقياء بكتابة مقال تهجم على السيد السفير بعد نجاح زيارة رئيس الوزراء السوري الى بغداد وفي نفس اليوم الذي وقعت به الاتفاقيات التاريخية بين القطرين الجارين الشقيقين.ونجح في الدفع لزيارة دولة رئيس الوزراء العراقي الاستاذ نوري المالكي وتوقيع الاتفاق الستراتيجي بين البلدين الذي لم يرق لقوى الشر في العالم لا سيما الصهاينة. ونجح كذلك في فتح خط متواصل من زيارات المسؤولين في البلدين ومنها زيارة السيد وزير المالية العراقي والتي توجت بالكثير من المكاسب من اجل تدعيم اتلعملية الاقتصادية والمالية بين العراق وسوريا. ونجح في كسب الكثير الكثير من العناصر الى جاني العملية السياسية الديقراطية في العراق. كل هذا كان باقة ورد لكل عراق لا سيما المقيمين في سوريا منهم لكنها في الوقت ذاته كانت شوكة في عين البعض من الحاقدين. الذين وجدوا متنفسا لهم بعد الازمة الدبلوماسية الاخيرة بين العراق وسورية والتي بدأت اواخر آب 2009 فقامت بعض الاقلام الرخيصة بكتابة مقالات او التعليق على مقالات مخصصة للتهجم على السيد السفير ضمن خطة مبرمجة، وهي كلها تحاكي لغة هابطة واحدة وفكرة كاذبة واحدة ونجزم بانها بقلم واحد وهو قلم يعاني من امراض كثيرة نابعة من الحقد على الدكتور الجوادي ليس شخصيا لان الجوادي معروف بعدم العداء لاي انسان حتى قال له العديد من القريبين منه: انك طيب اكثر من اللازم وانك تثق بكل شخص حتى لو كان قد اساء اليك! فالعداء لم يكن له شخصيا وانما لانتمائه وخطه وتوجهاته. هاجمه من به مرض يجعل من صاحبه يتخبط في كتاباته دون دراية ودون ان يعرف ماذا يريد فهو في النهاية قلم موجه لغايات محددة.وبتحليل بسيط لذلك نجد ان الغاية الاساسية هي منع السيد السفير من الاستمرار في عمله سفيراً لجمهورية العراق في دمشق، فهذه الاقلام ظلت ساكتة لفترة لانها لم تتوقع نجاح السفير في عمله وبعد ان تحققت خطوات النجاح الاولى كتبوا ما كتبوا وبعد ان برزت ازمة دبلوماسية معروفة في العرف الدبلوماسي ويمكن ان تنتهي في اي وقت وترجع الامور طبيعية بين البلدين سعت هذه الاقلام الى استغلال الفرصة للنيل من شخص الدكتور الجوادي وهنا يبرز التساؤل لماذا لم يكتبوا من قبل ، فالسفير الجوادي شخصية وطنية معرفة، معروف بانتمائه وتوجهاته السياسية ويعمل في الخارجية العراقية منذ سنوات لماذا لم تتطاول عليه الاقلام الا عندما اصبح سفيرا في سورية ؟ السبب واضح انهم لا يريدونه في سورية وعندما نقول لايريدونه ليس معنى ذلك عداء شخصيا له وانما عداء لخط ولانتماء ولمرجعية وطنية متكاملة. انهم يريدون سفيرا من نوع خاص يتلائم مع افكارهم ومع توجهاتهم انهم يعملون على اشاعة كل الاقاويل والكلام الزائف لافشال مهمة السيد السفير والحيلولة دون عودته الى عمله. ولا يعلمون بان السفير العراقي الذي يتبنى الوطن العراقي هم وانتماء وروح ومعانِ لا يهمه منصب السفير ابدا لانه يعتبره تكليف وليس تشريف ويعلم بانه اليوم يعمل في هذا المكان وغدا يعمل في مكان اخر، لانه يحمل رسالة وطنية وحامل الرسالة ان كانت هذه الاقلام الرخيصة تعلم معنى حامل الرسالة هدفه تحقيق مصلحة بلده العليا اينما تكون ولايختار راحته لانه يبحث عن غاية اسمى هي الوطن.من هنا جاءت محاربة خط وطني ينتمي اليه الدكتور الجوادي محاربة لانتماء عراقي يعرفون انه لو استمر سوف ينجح نجاحا كبيرا. ان حملة التسقيط لابناء العراق المخلصين في اي موقع كانوا تنبع من مخطط استراتيجي علينا ان ننتبه اليه كاقلام مسؤولة (وقفوهم انهم مسوؤلون ) وتقف الدولة بكل مؤسساتها لتفضح هذا المخطط الذي يعمل على اشاعة الفوضى والتسقيط بالشخصيات الوطنية والقيادات السياسية الفاعلة في عين الوقت الذي تشن به العمليات الارهابية ضد ابناء شعبنا العراقي العظيم. انها استراتجية تريد ان تضع مصلحة العراق وفق مصالحها ومقاساتها غير النبيلة ولا نجافي الحقيقة ان قلنا ان هذا المخطط تشترك فيه قوى داخلية وخارجية تريد ان توصلنا الى قناعة ان السفير الدكتور الجوادي لاينفع للعمل في سورية وعليكم ان تختاروا من هو مختلف في نهجه وفكره الحركي وفي انتمائه الروحي والديني وهذه اشكالية كبرى لان كل جهة تحاول ان تحدد من يعمل هنا ومن يعمل هناك ومن يكون سفيرا هنا ومن يكون سفيرا هناك تقوم بتشويه صورة الشخصيات الوطنية ومحاربتها من اجل الاتيان بالذين يرتبطون مع تلك القوى بمصالح ضيقة ولترمى مصلحة العراق العليا الى حيث.هذا المخطط لابد للدولة ان تقف بوجهه وتفضحه ولابد ان يكون هناك استراتيجية مواجهة حقيقية من قبل الحكومة العراقية على مختلف الصعد الاعلامية والفكرية والسياسية لان المقصود كما اسلفنا ليس شخص وانسان ممثل بالدكتور الجوادي وانما انتماء ووطن يمثله الدكتور الجوادي .
https://telegram.me/buratha