( بقلم: عبد الكريم الجيزاني )
زيارة السيد رئيس الوزراء الى الجمهورية الاسلامية في ايران والتي وصفت بانها ناجحة جداً، وتوقيع عدد من الاتفاقيات وعلى رأسها الملف الامني وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولتين الجارتين اضافة الى اتفاقيات اخرى تصب في مصلحة الاستقرار وضبط الحدود والتي اكد على مراعاتها القادة المسؤولون في الجارة ايران تعد ابرز المؤشرات التي تصب في مصلحة المسيرة السياسية.
ثم بعد ذلك زيارة السيد رئيس الجمهورية الاستاذ جلال الطالباني الى مقر الامم المتحدة في نيويورك حيث سيلقي خطاباً هاماً امام الجمعية الوطنية غداً يشرح فيه امام المجتمع الدولي اهم المنجزات والخطوات الجريئة التي نفذتها حكومة الوحدة الوطنية على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والخدمية والتي تحتاج بالتأكيد الى دعم المجتمع الدولي حيث من المؤكد ان يجتمع رؤساء دول وحكومات على هامش اجتماع الجمعية العامة لدعم مشاريع الحكومة الوطنية ودعم المصالحة الوطنية التي ستجمع كل الفرقاء الى مائدة الحوار والقاء السلاح الذي تسبب في وقوع خسائر جسيمة وادى الى تأخير انجاز مشاريع عملاقة كان من المفترض ان تقضي على كثير من الازمات التي يعاني منها الشعب العراقي على المستوى الداخلي.
فقد تميزت الاسابيع القليلة الماضية ومن خلال الخطة الامنية في مرحلتيها الاولى والثانية بقتل والقاء القبض على عدد من رؤوس الارهاب ومصادرة العديد من مخابئ السلاح الرهيبة التي وجدت بحوزة الارهابيين ومطاردتهم في كافة المناطق التي تسمى بـ(الساخنة) حيث استقبل ابناء هذه المناطق هذه العمليات بالدعم اللازم من قبل المواطنين واصبحت شبه آمنة وهذا ما ادى الى تقليص العمليات الارهابية بشكل كبير وربما ستأتي المرحلة الثالثة من هذه الخطة بما هو افضل واوسع واشمل وهذا ما يتطلع اليه العراقيون.
هذه المؤشرات وغيرها- اداء الحكومة في محاربة الفساد المالي والاداري- تعد من ابرز المؤشرات الايجابية التي تستحق طموح وآمال العراقيين خاصة بعد انتقال قيادة العمليات العسكرية الى العراقيين وادارة الملف الامني من قبل الاجهزة الامنية العراقية وخروج القوات المتعددة الجنسيات الى خارج المدن سواء بعض الاستثناءات التي تخدم الخطة الامنية لكن في المقابل وبعد النجاحات الكبيرة التي حققتها الرياسات الثلاث نجدالبعض من لا يروق له هذا التقدم الحاصل يحاول وضع العصي في دواليب ماكنة الانطلاقة العملاقة نحو تحقيق اهداف الشعب العراقي الامر الذي دعاهم الى الوقوف امام المشاريع التي تصب في هذا الاتجاه لعرقلة المسيرة من خلال خطبهم النارية ومؤتمراتهم الصحفية وكلها تصب في عكس هذا الاتجاه مما يعني ان المعاول التي استخدمت طيلة السنوات الثلاث الماضية لا زالت تضرب اسس البناء الجديد بتمرير اجندة تخدم مصالحهم الفئوية بعيداً عن المصلحة العامة. فهذا الاصرار على تأخير التقدم الحاصل في العملية السياسية وتصعيد التهديدات التي يطلقها البعض وخاصة ما يتعلق بـ(الاخضر واليابس) التي نسمعها من فضائيات (مدفوع الثمن) سوف لا يجني منها كل الطيف العراقي الا خسائر اخرى يمكن تفاديها باخلاص النوايا.
ان مبدأ الحوار والمصالحة الوطنية وبعد المؤشرات الايجابية التي ذكرناها يعتمد بالدرجة الاساس على المقومات التي تؤمن حق الشعب العراقي في ادارة الحكم وانهاء مخلفات الدكتاتورية والاستبداد واعطاء الفرصة كاملة لممثلي الشعب العراقي لممارسة دورهم ومعالجة الازمات بشكل هادئ وسليم، وهذا الطريق هو الاقرب والاسلم لنيل الحقوق اذ ان البندقية سوف تؤزم الوضع اكثر عندما يضعها البعض في محل الحوار الوطني الشريف الذي يراعي حقوق الناس ودماءهم واموالهم وقد صدق من قال:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلى """" مضرٌ كوضع السيف في موضع الندى
https://telegram.me/buratha