المقالات

أقلام الوطن وأقلام الارهاب

653 10:37:00 2009-10-17

د. كاظم الجنابي

خلال السنوات الاخيرة واجه الاعلام العراقي حدثين مهمين غيّرا مفهوم الاعلام والمساحة المسموحة له، الحدث الاول هو التطور التكنولوجي الهائل والذي اوجد فرص هائلة لعرض الافكار وتناقل المعلومات والتواصل حتى اصبح مفهوم العالم باعتباره قرية صغيرة امرا واقعا، ولم يعد الاعلام مقتصرا على الصحف والمجلات والراديو والتلفزيون والوسائل التقليدية الاخرى بل تعداه الى كم هائل من مواقع الانترنت التي اخذت تنافس وبشكل جدي طرق الاعلام التقليدية لاسباب معروفة. والحدث الاخر هو الحرية المطلقة التي تمتعت بها مجمل مرافق الحياة في بلدنا وخصوصا مجال الاعلام الذي تحول من اعلام موجه لدولة وحكومة وسلطة الى اعلام حر يكاد يكون نموذجيا في المنطقة والعالم من ناحية سقف الحرية التي يتمتع بها، والاكثر من ذلك ان هذه الحرية قد كفلها الدستور وضمنتها القوانين التي تم تشريعها اضافة الى استقلالية القضاء وعدم خضوعه الى الحاكم او المتسلط الامر الذي افلت الاعلام من قبضة المتنفذين.

مئات من الصحف والمجلات مختلفة الاتجاهات والميول تغطي مساحة الوطن، عشرات من الفضائيات بشتى المشارب والافكار والاتجاهات السياسية والتي نرى فيها الديني والعلماني والليبرالي وغيره، اضافة على عدد هائل من مواقع الانترنت وكتّابه بافكارهم وميولهم واهدافهم المختلفة، وغير ذلك من وسائل الاعلام والنشر التي تمتعت جميعا بالحرية الجديدة.

وفي ظل تلك الحرية والامكانيات بدا فرز نوعين من الاعلام، الاول هو الاعلام الذي يتبنى هموم الوطن والمواطن ويشير الى الامور بوقائعها ومسمياتها ويهدف الى كشف مكامن العيوب والفساد والمفسدين والمساهمة في نشر الوعي البناء والثقافة والحقائق وايصالها الى شرائح المجتمع دون ان يتبنى اية اجندة غير الوطنية. وعلى الضفة الاخرى ظهر وازدهر الاعلام المعادي للوطن والتحول الديمقراطي والعملية السياسية التي تحاول ان تاخذ بيد العراق الى شواطيء الامان. وقد استفاد النوع الثاني من سقف الحرية الممنوح للاعلام وبدا ينفث سمومه لتشويه الحقائق وقلبها محاولا خلق قناعات سلبية لدى المواطن العراقي في محاولة للاجهاز على المكتسبات المحصلة في السنوات الاخيرة.

ومما ساعد في ذلك والذي لايخفى على احد هو الدعم المادي الكبير من الدول المجاورة والاقليمية ذات الاجندة الخاصة بها والتي تنطلق من عقدتين رئيسيتين الاولى هي العقدة الطائفية والثانية هو الخوف من الوجه الديمقراطي الجديد للعراق. ولايخفى علينا قيام الكثير من الفضائيات العراقية والاقليمية بالترويج الى الافكارالتكفيرية و الهدامة املا في اعادة العراق الى المربع الاول. كما وتلقى هذا الاعلام المشبوه المساعدة من الكثير من السياسيين العراقيين سواء من كان منهم في داخل العملية السياسية او خارجها.

وقد عمل هذا الاعلام على محاور عديدة لتنفيذ غاياته وماربه التي تتقاطع وتتعارض مع هموم الوطن والمواطن ومنها:1. قلب الحقائق وتوجيه الاتهامات بغير اتجاهاتها الحقيقية وخلط الاوراق.2. التقليل من الانجازات المتحققة في العراق.3. المبالغة في تصوير الاخفاقات والسلبيات واظهارها كونها الصفة الطاغية على كل شيء في ظل العراق الجديد، والاكثر من ذلك عدم وجود مساحة لنجاحات المتحققة على اجندة هذا الاعلام.4. الاساءة الى الرموز الوطنية واظهارها بمظهر من يعمل على تفتيت وحدة الوطن وكونها اساس معاناة الوطن والمواطن5. فبركة الاخبار والاكاذيب واطلاق الاشاعات حتى اصبح شعار البعض منها "اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك".6. استخدام الشخصيات المحسوبة على العراق والعملية السياسية بهدف اضفاء مصداقية على اكاذيبها.

كانت الاحداث والتفجيرات المروعة التي طالت الابرياء ومؤسسات الدولة في ماسمي بيوم الاربعاء الدامي مقياسا دامغا لتخبط اعلام الارهاب والاعلام الداعم له، فبعد ساعات من حدوثها ظهرت وسائل الاعلام الماجورة تبث سمومها وتشير باصابع الاتهام الى شخصيات وجهات سياسية وطنية فاعلة والى دول مدت يد العون الى العراق والعملية السياسية والاكثر من ذلك بامكاننا ان نقرأ اتهامها للضحايا كونهم متواجدين في المكان والزمان الخطا وكان الاجدر بهؤلاء الضحايا ان لايسيروا على ارض وطنهم حسب اعلام الارهاب ومروجيه.

امام هذه الموجة السيئة من الاعلام المعادي للعراق يظهر دور وواجب اعلامنا الوطني ومثقفينا وكتابنا وغيرهم بالعمل على مايلي:1. فضح تلك الاكاذيب وابراز الحقائق مع الادلة.2. ايصال الصوت الوطني الى اهلنا في داخل الوطن وخارجه3. الانفتاح على الاخرين من هم خارج الوطن من الدول المجاورة والاقليمية والدولية لهدفين هما ايصال الحقيقة وكشف اكاذيب الاعلام المعادي.4. تفعيل التواجد على الساحة الاعلامية المختلفة للرد على الافتراءات والاكاذيب التي تستهدف الوطن.5. العمل على ايجاد وسائل الاعلام ذات الموضوعية والمصداقية العالية ليتوجه اليها العراقيون داخل وخارج الوطن واصدقاؤنا في كل مكان.

كما ويبرز دور الدولة العراقية في هذا المجال من خلال:1. توحيد مصادر المعلومات التي تصل الى الاعلام في مؤسسات الدولة كافة.2. الاسراع في انجاز التشريعات والقوانين الداعمة للاعلام والمنظمة لعمله.3. دعم المؤسسات الاعلامية الوطنية سواء الخاص منها او ما هو مملوك للدولة.4. تطوير مهارات العاملين في هذا المجال وتطوير امكانيات المؤسسات الاعلامية الوطنية.5. العمل على ايصال المعلومات الى المواطن بسرعة وكفاءة وباسعار ملائمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك